تبهرنا دبي بجمالها، في كل يوم تكشف لنا عظمة منجزنا الإنساني، تبهرنا في حركتها الدؤوبة، حتى في «صمتها المؤقت»، الذي فرضه فيروس كورونا المستجد على شوارعها، حيث رفع سكانها شعار «الالتزام التام في البيت»، بعد أن أخلو شوارعها لمنح رجال الخط الأول، الفرصة للقيام بمهمتهم الدفاع عن الوطن في معركته ضد الفيروس المستجد.
صمت شوارع دبي، بدا أشبه بـ«استراحة محارب»، حيث تستريح «دانة الدنيا» على خورها، لتغرف من مياهه الجارية، وتروي عروقها، تمهيداً لأن تنهض مجدداً من أجل مواصلة البناء، وإكمال المسيرة، بإرادة أقوى، لتنعش كل من يعيش على أرضها، وتعوّد عشقها.
صمت شوارع دبي، بدا أشبه بلوحة جميلة، بكل ما تحيطها من إضاءة مبهرة، دعت براند دبي، الذراع الإبداع للمكتب الإبداعي لحكومة دبي، بالتعاون مع قناة دبي، إلى توظيفها بطريقة جميلة، عبر استدعاء ثلة من أبطالنا المفضلين من ذاكرة «المانغا»، والذين أطلوا علينا كثيراً عبر شاشات التلفزيون والسينما، حيث منحهم «براند دبي»، «تصريحاً رقمياً»، يمكنهم من التجوال بحرية بين مناطق دبي، ليلتقوا سكان «دانة الدنيا»، ويمنحوهم بعضاً من الأمل، بغد أفضل.
من إحدى الشرفات المطلة على شارع الشيخ زايد، يطل «عدنان ولينا»، اللذان يعدان من أروع الأيقونات التي ابتكرها المخرج الياباني هاياو ميازاكي، حيث رسم على وجههما ابتسامة عريضة. عدنان ولينا تركا صديقهما «عبسي» في مكان ما، ولكن ظلت ترافقهما موسيقى «شرقية النكهة» أبدعها السعودي عبد الناصر الزاير.
لم يكن عدنان ولينا، وحدهما اللذان زارا دبي، خلال فترة «العزل الصحي»، فقد آثر «السندباد» لأن يطوف في سمائها باستخدام «بساطه السحري»، ليلقي على مسامع الجميع أغنيته «سنلتقي في رحلة.. نبحر كل ميعاد.. رحلة جديدةٌ... كلنا مع سندباد»، ليبث من خلالها الأمل في نفوس الجميع، بأن غداً أجمل.
بالقرب من برج العرب، اجتمعت «سلاحف النينجا»، وهم الأبطال الأربعة الذين أطلوا علينا لأول مرة في أواخر الثمانينيات، وحصدوا شعبية جارفة بين الناس، لقدرتهم على «محاربة الأشرار»، حيث يمثل هؤلاء الأبطال «وجه الخير»، ذاك الذي يشبه «دانة الدنيا»، التي تعودت أن تفيض على الناس بخيرها.
جلنا لا يزال يعشق شخصية «غرايندايزر» الأسطورية، التي حطت رحالها بالقرب من إحدى محطات مترو دبي، لم يأت غرايندايزر وحيداً، وإنما اصطحب معه صوت الفنان اللبناني سامي كلارك، الذي برع في أداء أغنية المسلسل الذي رأى النور في السبعينيات، ولا يزال برغم غبار السنوات، واحداً من أجمل كلاسيكيات التلفزيون، وروايات المانغا اليابانية.


