«الأول من أبريل» يوم للإيجابية والتوعية المجتمعية لا الهزل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي «الأول من أبريل»، هذا العام في ظروف مختلفة، يسودها الترقب على مستوى العالم، الذي يخوض صراعاً شرساً في مواجهة فيروس كورونا. لذا، فإن هذا اليوم، الذي اعتاد فيه الناس في أنحاء العالم، أن يجيزوا لأنفسهم لخداع بعضهم البعض والكذب على قبيل المزاح، قد يشكل هذا العام عبئاً ثقيلاً على كثيرين.

ويرى مختصون أن من الخطأ استغلال هذا اليوم بنشر الأكاذيب ولو على سبيل المزاح، لا سيما في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم؛ ويؤكدون أن «الأول من أبريل» في الأصل يوم للمرح والابتسامة ونشر الإيجابية وتعزيز التوعية المجتمعية.

عن ذلك، تحدث عدد من المختصين لـ«البيان»، محذرين من الأذى الذي قد يلحق بضحاياهم على المستوى النفسي والجسدي، جراء أي رواج للخداع والتهكم والكذب في هذا اليوم، خلال العام الحالي، بما يحمله ويشهده من تحديات خطرة فرضها انتشار وباء كورونا.

شعارات إيجابية

د. جميلة سليمان خانجي، مستشارة ومدربة متخصصة في الهيمنة الدماغية، قالت: الجميع الآن بحاجة إلى من يتفهم ويقدر ويحترم ظروفهم. وأضافت: إذا لم يكن هناك قدرة على مساعدة الناس والتخفيف عنهم، فعلى الأقل يجب أن لا نزيدهم معاناة من خلال الضغط على تفكيرهم بمزحات مرهقة وغير صحيحة.

وأوضحت د. خانجي: الكل الآن يحتاج لأفكار إيجابية. وفسرت: إن تعظيم التماسك البشري والقيمي والإنساني، والترفيه والمرح يزيد من فعالية عمل الدماغ، لكن يجب أن يكون أن المرح واقعياً وصادقاً وغير مضر. وذكرت: يجب على الإنسان بظروف كورونا أن يكون صادقاً، فالصدق يعكس نوعاً من احترام الإنسان لذاته.

وقالت: العالم كله على اختلاف مستوياته يمر بحالة واحدة، وفي هذه الحالة فإن الذكاء الأخلاقي يحمل قيم التعاطف والاحترام. وأضافت: على الجميع احترام الظروف التي تمر بها الإنسانية الآن. وتابعت: لنتوقف عن رؤية «الأول من أبريل» باعتباره يوماً للكذب، فأغلب العالم يراه يوماً للمرح والابتسامة. لذا، فلنملأه بكلمات وشعارات إيجابية يحتاجها العالم اليوم.

انعكاسات خطرة

من جهتها، قالت ريتا عبد الباقي، مدربة معتمدة واستشارية في علم الذكاء العاطفي: هناك نكات تساعد الناس على نسيان همومهم، وهذا جانب مفيد. وأضافت: لكن البعض يستمرئ استخدام هذه المناسبة لتمرير أفكار و«كذبات» ومزحات ثقيلة وغير ذلك مما لا تحتمله الأعصاب، وهذا يعطي نتائج سلبية. وفسرت: لأن الناس بوضعهم الآن مستنزفو الطاقة ولا يجوز أن نتسبب بتشويشهم.

اتجاهات مختلفة

وفي السياق، قال د. باسم بدر، استشاري الطب النفسي: الناس في هذا الوضع معرضون لتقبل الكذب بالاتجاهين الإيجابي والسلبي، في الاطمئنان أو الكذب. وأوضح: إن «الأول من أبريل» في زمن كورونا يجعل الناس أكثر استعداداً لتقبل معلومات خيالية، لاسيما تلك التي تبث فيهم الأمل أو الخوف.

ونصح د. بدر الجميع بعدم تصديق كل ما يسمعون، وأن يتأكدوا من مصادر الأخبار، وأن يؤجلوا أية ردة فعل إلى ما بعد التأكد من حقيقة ما يسمعون.

الوضع الراهن

وقال الروائي والشاعر هزاع أبو الريش: الكذب والخداع يعيشان داخل البعض، ولهذا وجب التعامل في هذه الفترة بوعي عموماً. أما بالنسبة لـ«الأول من أبريل» فأتمنى أن يتخلص الناس من التوظيف السلبي لهذه المناسبة، وأن يحولوها إلى شيء يبث الإيجابية، خاصة في ظل هذه الأوضاع التي لا تحتمل مزحات ثقيلة.

وأوضح أبوالريش: في هذه الفترة علينا أن نكون أصحاء، لذلك يجب أن لا نخرج من اللاوعي، وأن نحرص على ممارسة الأشياء التي تفيدنا أو تفيد مجتمعنا والآخرين.

الشائعات الكاذبة

وأوضح أسامة تنبكجي، مدير علاقات عامة: بالنسبة لي لا أحبذ استخدام الكذب في الحياة العامة، أو حتى للتسلية، واعتبر الكذب وسيلة غير سليمة، قد يعتاد عليها الإنسان فتصبح في النهاية نهجاً في حياته.

وقال: الكذب على سبيل المزاح لا يقدم الهدف من ورائه، ألا وهو التسلية، وستبدو هذه التسلية منقوصة. وأضاف: نعيش الآن مرحلة استثنائية مع ظهور فيروس كورونا، وتكثر حالياً الشائعات.. لذا، ليس من المناسب أبداً إطلاق القصص الكاذبة تحت ما يسمى بكذبة «الأول من أبريل».

Email