حملة رقمية وطنية تحث على الإبداع من المنزل

#لنبدع _معاً رسالة تفاؤل وأمل من «دبي للثقافة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» حملة رقمية وطنية عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان «#لنبدع_معاً». أتى ذلك بعد إطلاق سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة الهيئة وسم «#لنبدع_معاً» من خلال رسالة التفاؤل والأمل التي وجهتها يوم أمس إلى المبدعين والمبتكرين والفنانين والعاملين وكافة الأطراف الفاعلة في القطاع الإبداعي والثقافي. وتهدف «دبي للثقافة» من خلال هذه الحملة إلى تشجيع كافة أفراد المجتمع، أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم خلال الفترة الراهنة، على تقديم نتاج إبداعي، كل في مجال ميوله، لدعم حملة #خلك_في_البيت التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وحققت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتطوع نخبة من رواد قطاع الثقافة والفنون للمشاركة في مقطع فيديو قصير قامت بإنتاجه وإخراجه المخرجة نايلة الخاجة عن بُعد بهدف الإسهام في ترسيخ دور الثقافة ضمن النطاق الاجتماعي عبر دعوة المواهب الإبداعية في المجتمع الإماراتي، من هواة الكتابة والشعر والفن والتصميم والتصوير، إلى الاستفادة من أوقاتهم واستثمار مواهبهم بطريقة مثلى أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم.

لنبدع معاً... من البيت

وأشارت هالة بدري، مدير عام «دبي للثقافة» إلى أن حملة «#لنبدع_معاً» هي جرعة إيجابية وتفاؤل تهديها «دبي للثقافة» إلى مجتمع الإمارات بكل مكوناته من مواطنين ومقيمين؛ لتجاوز الأوقات الصعبة التي يعيشها كغيره من المجتمعات الإنسانية حالياً، ولتحفيز المبدعين كي يأخذوا زمام المبادرة للعب دور فاعل في بث الطمأنينة والروح الإيجابية في المجتمع وتقديم تجربة ثقافية فريدة لأفراده.

وقالت بدري: إن التماسك، والتضامن، والقدرة على تجاوز الصعاب هي من سمات المجتمع الإماراتي عبر التاريخ. فليس بالأمر الغريب علينا أن نتعامل مع التحديات وتحويلها لفرص. ومن هنا أطلقنا حملة #لنبدع_معاً لنذكر كل فنان ومبدع بأنه بإمكانه الإبداع من منزله فالإبداع لا تحده الجدران والخيال لا تقيده الأسوار.

وأضافت بدري: إن المبدعين المشاركين في الحملة هم «سفراء الثقافة» إلى مجتمعهم؛ وتحت راية «حب الإمارات» اتحدوا في عمل واحد وبزمن قياسي مدته يوم واحد لأداء رسالة الثقافة النبيلة التي تتمثل في بث الطاقة الإيجابية.

تضامن وانتماء

تسعى «دبي للثقافة» من خلال حملة «#لنبدع_معاً» أيضاً إلى إلهام المواهب المحلية المبدعة من شتى الجنسيات والثقافات لتقديم نتاجات ثقافية إبداعية تساهم في تعزيز تفاعل الجمهور مع القطاع الثقافي، وسوف يتم عرض تلك الأعمال في عدد من الفعاليات والمهرجانات الفنية التي ستقيمها الهيئة مستقبلاً. كما تهدف هذه الحملة الوطنية إلى توحيد طاقات المبدعين والمواهب على أرض الإمارات تحت مظلة التضامن والتكاتف من أجل مجتمعهم، وحثهم على دعم حملة #خلك_في_البيت عبر عرض نتاجات ثقافية وإبداعية تظهر حبهم وانتماءهم إلى هذا الوطن المعطاء.

وجوه ثقافية إماراتية

وقد تطوعت نخبة من الوجوه الثقافية الإماراتية لإنتاج وإخراج هذا المقطع القصير ضمت كلاً من: المخرجة نايلة الخاجة، والمخرج محمد سعيد حارب المعروف في الوطن العربي بصناعة الرسوم الكرتونية ثلاثية الأبعاد، والإعلامي والممثل والشاعر سعود الكعبي، والمصورة المتخصصة في التصوير الثقافي روضة الصايغ. وعملت نايلة الخاجة على إخراج هذا العمل من المنزل، ويعد أول عمل إخراجي تم إنتاجه وإخراجه لها عن بعد.

وحول مشاركتها في هذه الحملة، قالت نايلة الخاجة: من السهل في مثل هذه الأوقات، أن يسيطر الخوف والقلق على الإنسان. لكننا في الإمارات، بفضل حكومتنا الحريصة واليقظة، نتمتع بأفضل نظام رعاية ممكن، ما يشعرنا بالاطمئنان والتفاؤل، ويتيح لي، كمبدعة، فرصة التأمل وممارسة فني في المنزل.

إن الظروف الصعبة تدفعنا لنكون أكثر إبداعاً، وفي ظروف كهذه سينطلق الفن إلى آفاق جديدة؛ وبمجرد مرور الأزمة، سيكون كمّ العمل الجميل الذي تم إبداعه شهادةً على وحدة عالمنا في مواجهتها. وقال محمد سعيد حارب: نحرص دائماً كفنانين ومختصين في المجال الفني على إيجاد طريقة نتعاضد من خلالها مع بعضنا البعض، لأن يداً واحدة لا تصفق.

وفي مثل هذا الوقت، علينا أن نتكاتف كفنانين لإيصال رسالة الفن بسموها للجمهور في دولة الإمارات أو خارجها. رسالتنا من خلال هذا الفيديو أن وجودك بالبيت لا يعني الملل والهلع؛ على العكس: هذه فرصة إيجابية نستطيع أن نخلق منها أشياء جديدة؛ نبتكر ونتعلم مع بعضنا البعض، وخصوصاً مع توفر وسائل التكنولوجيا الحديثة.

أعرف أشخاصاً يحاولون التعلم على آلات موسيقية جديدة، وآخرين يكتبون الشعر، وغيرهم يصقلون مهاراتهم في الرسم. فلنستثمر هذه الأوقات الصعبة في طرح أمور إيجابية، لأن الإبداع لا يعرف الحدود ولا يأسره الحصار. ومن جهته، قال سعود الكعبي: أتتنا الفرصة المواتية كي نقضي وقتنا بين أهلنا وبين مواهبنا الشخصية فقط؛ وفي الوقت نفسه نكون قد خدمنا وطننا ومجتمعنا بالجلوس في المنزل.

إنها فرصة لنجعل هذه الأوقات أكثر جمالاً وأكثر إبداعاً. فلنستفد منها ولنستغلها على أفضل وجه، وخصوصاً ونحن نعيش في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكننا نشر إبداعاتنا ومشاركتها حول العالم ونحن في منازلنا. في حين قالت روضة الصايغ: سمعت الكثير من الذي يلتزمون بالبقاء في بيوتهم يشتكون من الملل، رغم معرفتي أن أغلبهم مبدعون ويستطيعون تفريغ طاقاتهم بمواهب جميلة، غير أنهم لا يدركون ذلك. وعبر مشاركتي في هذه الحملة أود أن أقول لهؤلاء المبدعين إنه لا شيء يقدر أن يحجر موهبتهم.

Email