مثقفون وإعلاميون: «خلّك بالبيت» لتضمن سلامة الوطن وتستمتع بصنوف الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

«خلك بالبيت» أو «ملتزمون يا وطن»، أو «لنتعهد معاً بالبقاء في بيوتنا»، كلها عناوين أطلقت عبر العديد من وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، لتصب في نهاياتها في مصلحة الإنسان والمجتمع، إذ تترجم وتجدس التوجهات والجهود والاحتياطات التي تلتزمها دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من انتشار فيروس «كورونا»، الذي بات يكتسح العالم.

وفي ظل هذا الواقع، يؤكد عدد من الأدباء والإعلاميين، في حديثهم لـ«البيان»، أن البقاء في المنزل يمثل حالياً فرصة حقيقية لممارسة أمور مؤجلة، أو للبدء بنشاطات جديدة، لم يكن من السهل العمل عليها في ظل الانشغالات والضغوط اليومية، وهو ما يجب على جميع أفراد المجتمع إدراكه بعمق والتمتع به واستثماره في صيغة مثلى.

إحساس إنساني

وصف الأديب حارب الظاهري، القرارات التي صدرت عن دولة الإمارات للحد من انتشار هذا الوباء، بالممتازة.

وقال: هناك بعض الناس بحاجة إلى توعية وتصويب المعلومات، وهو ما عملت عليه الدولة. وأوضح: في هذه المرحلة، هناك نظرة وإحساس عالٍ بالإنسانية جمعاء، وهو ما دفع بعض الدول لمساعدة بعضها، رغم الحالة العدائية في الوضع الطبيعي، وهذا شيء جميل.

وتابع الظاهري: في هذه المرحلة، أستثمر وقتي في البيت، كونه ملتزماً به، وأستغل وقتي بالقراءة والكتابة.

وأوضح: هناك إنجاز ثقافي في البيت، من خلال المكتبة، أو من خلال تثقيف الشخص لنفسه، عبر سماع العديد ورؤية الأشياء، والتي لم يكن في العادة هناك وقت لرؤيتها.

وأضاف: كما أستغل هذا الوقت المتاح ببداية العمل على رواية كنت قد وضعت الخطوط العريضة لها.

قيمة وضرورة

ومن ناحيتها، قالت الكاتبة والإعلامية الإماراتية، د. عائشة البوسميط: نطبق حالياً الجلوس في المنزل، ونلتزم بتوجيهات قيادتنا وبحملة "خلك بالبيت"، وعدم الخروج إلا للضرورة، حيث إنه من المهم جداً في هذه المرحلة التي نعيشها، والتي تعتبر أزمة على مستوى العالم، أن نحرص للاستماع للتعليمات التي تصدر من حكوماتنا، الموضوع صعب، وأول مرة نواجه مثل هذه المواقف، وقد يأخذ بعض الأشخاص التعليمات بعدم الجدية، لكن مع كل المعلومات التي توصلنا، والتي هي من مصادر موثوقة، مهم أن الواحد يقلل من تحركه، وهي فرصة لنا للبقاء مع الأهل والأبناء، والقيام بمهام جديدة، مثل الدراسة عن بعد، والعمل أيضاً عن بعد، لذلك، مهم جداً الالتزام بالتعليمات، وخليكم في البيت، حتى نساعد حكومتنا في السيطرة على هذا الوباء.

وتؤكد البوسميط، على أن دولة الإمارات من أفضل الدول التي يتولى فيها القادة، وبأنفسهم، الوقوف بجانب المسؤولين، ونشكر الله على هذه النعمة، لأن قيادتنا تهتم بنا، وتؤكد على توفير الغذاء والدواء، ولا بد بدورنا أن نتحمل المسؤولية، ونستمع لهذه التعليمات، ونحرص أن نكون ملتزمين بالبقاء في البيت هذه الفترة.

الإنسان أولاً

بدوره، قال الكاتب محمد شعيب الحمادي رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي: نحن ننعم، ولله الحمد والمنة، في وطن يهتم بالإنسان والإنسانية. وأضاف: قامت الدولة باتخاذ القرارات والإجراءات الاحترازية، للحد من انتشار فيروس كورونا.

وتابع: على الرغم من الخطط التطويرية والفعاليات التي كانت مقرر إقامتها في أرجاء الدولة، والتي صرفت عليها الدولة مئات الملايين. والتي تم تأجليها، وهذا تصديقاً لما تعلن عنه الدولة، بأن الإنسان أولاً وقبل كل شيء.

وأوضح الحمادي: نعيش اليوم في ظروف غير عادية، وكل واحد منا عليه واجب وطني ومسؤولية مجتمعية لمساعدة مساعي ولاة أمورنا، وفريق العمل الذي يعمل ليل نهار في فريق الأزمات والكوارث الطبيعية. وشدد، علينا جميعاً أن نكون عوناً للجهود المبذولة للتصدي للوباء الذي يفتك بالعالم.

وقال: نحن نثق بالله أولاً، بأنه رحيم بعباده، وقادر على كل شيء، ونثق بولاة أمورنا وقراراتهم الصائبة، وأننا نستطيع أن نتغلب على هذا الوباء. وأضاف: نثق أيضاً بأن أفراد المجتمع على وعي تام، وأننا ملتزمون بالتوجيهات، وملتزمون في بيوتنا، وعدم التجمع، حتى على النطاق العائلي.. لما في ذلك من الأهمية البالغة في الحد من انتشار فيروس «كورونا».

وأوضح: نحن في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وبما أننا جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، كنا من أوائل الجهات المستجيبة لتوجهات الدولة، لذا، أوقفنا جميع الأنشطة الثقافية في مقر الاتحاد في أبوظبي، وفي الأيام القليلة الماضية.. طبقنا العمل عن بعد للموظفين في الفرع.

وقال: نحن أمام واقع لا نستطيع أن ننكره.. قلّت مشاويرنا، اضمحلت أعمالنا واجتماعاتنا، تباعدت المسافات بيننا، ولكن يجب أن نستثمر ونستفيد من أوقاتنا بالشكل الأمثل، الجلوس مع العائلة والأولاد، القراءة، تبادل الأفكار والآراء، الاهتمام بالهوايات المنزلية.. وغيرها.

وذكر الحمادي: نعم، نحن في محنة.. ولكننا يجب أن نتخطى هذه المحنة.. بأن نحولها إلى منحة. ونعمل على توليد الأفكار الإبداعية والابتكارية، ونكون أكثر إنتاجية، وأكثر فاعلية في طرح المبادرات.

وفسر: فلو بدأنا في تعلم الاعتناء بأنواع النباتات والخضراوات والفواكه، وكيفية زراعتها في منازلنا، وعلى الأسطح، والعناية بها، سوف تتحول جميع المنازل إلى مزارع صغيرة. في كل منطقة. واختتم قائلاً: «ملتزمون يا وطن»، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.

قيادة حكيمة

ومن جهته، قال الفنان محمد اليافعي: أنعم الله علينا بقيادة يقظة ومسؤولين حريصين، ونقدر كمؤسسات وأفراد، التوجيهات، ونتكيف معها، وهو ما يظهر توحيد الصفوف للحد من انتشار هذا الوباء. وأوضح: إننا مهتمون باتباع التوجيهات الصادرة في الدولة، وهذا عكس ما يحدث في دول أخرى، وهو ما جعل من هذا الظرف الاستثنائي، فرصة لاختبار استعدادنا.

وذكر اليافعي: أنا عادة من محبي الجلوس في البيت، إلا أني في هذه المرحلة، أعمل على بث الإيجابية بين أفراد أسرتي، من خلال ألعاب كالمسابقات.

وأضاف، كما أنصح ابني بأن يسجل ما يحدث الآن في هذه الأيام التاريخية، لأنها ستكون مصدر قوة بالنسبة له. وتابع: كما أجد في هذا الوقت، فرصة لإعادة ترتيب أوراقي وأغراضي، في تعاون بيني وبين أسرتي.

دعم معنوي

ووصفت الباحثة في مجال التراث مريم المزروعي الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة، بأنها في الصميم. وفسرت: شملت الإجراءات كل شيء، ولم يقولوا لنا اجلسوا في البيت فقط، بل هناك طبابة عن بعد، توفر الدواء للمحتاجين لها، وهناك ميزانية رصدت لهذه الأزمة، أي دعم مادي ودعم معنوي.

وقالت المزروعي، لم نقرأ عن هذا الأمر في دول أخرى، لقد وفروا لنا الراحة، حتى الكاميرات التي وزعت في المراكز التجارية، وقياس درجة الحرارة، فمن لديه حرارة مرتفعة، يهتمون بالتواصل معه.

وأضافت: حتى عندما انتشرت الشائعات، بأن الغذاء والدواء سيفقد، طمأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقوله «لا تشلون هم». وأوضحت: كل هذه الإجراءات، تجعلنا مرتاحين نفسياً.

خاصة أننا نرى فارق ما يجري بيننا وبين دول أخرى. وتابعت: نلتزم بالإجراءات، ونحرص على تعقيم كل ما يحيطنا. وعن استثمار وقتها في المنزل، قالت المزروعي: أقرأ كتباً لم يتح لي من قبل الوقت لقراءتها، وأرتب المقالات المنشورة عن التراث والتاريخ في ملفات، والتي كنت قد احتفظت بها من قبل. وأضافت: كما أحرص على أن أطبخ العديد من الأكلات التراثية، ومشاهدة الأفلام الوثائقية.

Email