مثقفون ومسؤولون: «ملتزمون يا وطن» بالتوجيهات والاحتياطات في التصدي لكورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتصدى حملة «ملتزمون يا وطن»، التي يشارك فيها العديد من المثقفين والإعلاميين في دولة الإمارات، للإشاعات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي حول تداعيات فيروس كورونا المستجد، حيث حملت في طياتها الكثير من التضليل والمعلومات المغلوطة، التي كان من شأنها أن تقود إلى انتشار الكثير من الأمور العارية عن الصحة بين أفراد المجتمع.

وقد أكد عدد من المثقفين والمسؤولين في حديثهم لـ«البيان»، التزامهم بالتصدي للشائعات وتطبيق وتبني توجيهات قادة الدولة في مواجهة الوباء، والحرص على جعل الوقاية منه عبر كافة التدابير اللازمة، أولوية وهدفاً رئيسياً.

مروجو الشائعات

أوضح الكاتب والإعلامي الإماراتي علي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، أنه في أوقات المحن والشدائد تظهر معادن البشر. وقال: لا أعتقد أن العالم منذ بداية هذا القرن مر بمحنة أشد من المنحة التي يعيشها هذه الأيام، مع اجتياح فيروس كورونا المستجد الكرة الأرضية من أقصاها إلى أدناها. في مثل هذه الظروف يصبح الالتزام بمصلحة الوطن فرضاً على كل مواطن ومقيم على هذه أرض هذا الوطن الذي احتضننا صغاراً وأكرمنا كباراً وقدم لنا الكثير مما تحسدنا عليه شعوب الأرض كلها.

في مثل هذه الظروف علينا أن نأخذ المعلومة من مصدرها الصحيح، وأن نغلق الباب أمام مروجي الشائعات ومتداوليها الذين يضرون بالوطن، ويزعزعون أمنه وسلامه الاجتماعي، ويهددون تماسكه؛ لقد حبا الله وطننا الغالي قيادة واعية، تعمل على تحقيق كل ما من شأنه زيادة لحمة أبنائه وتماسكهم، ولكن تأبى بعض الأصوات الشاذة إلا أن تزرع الفتنة، وتنشر الأكاذيب وتروج الشائعات، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتمسك بالحقائق، لذلك نقول «ملتزمون يا وطن» بنشر الحقائق ودحض الشائعات والأكاذيب.

إجراءات الوقاية

وأوضح الباحث والإعلامي جمعة بن ثالث أن الوعي بأهمية الحصول على المعلومات الدقيقة، حول تطورات أخطار انتشار فيروس كورونا المستجد محلياً، لا بد أن يكون مصدرها الجهات الحكومية الموثقة، فليس كل ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي ويتناقله العامة في ما بينهم هي حقائق مثبتة، وقد يتخللها قصص وحكايات لا أساس لها من الصحة ما يثير مخاوف الناس ويبث الرعب في نفوسهم، وقد ينصرفون عن الأخذ بالأسباب من إجراءات السلامة والوقاية التي إشارات لها التقارير الطبية لتجنب العدوى والحد من الانتشار، ونحن والحمد الله، لدينا ثقة كبيرة في كافة الإجراءات الاحترازية التي تشير بها الجهات المهنية في دولة الأمارات لضمان سلامه كافة أفراد المجتمع، وأدعو الجميع مواطنين ومقيمين لتحري الدقة ومكافحة الإشاعات والمشاركة بفعالية بحملة «ملتزمون يا وطن».

مستجدات مضللة

وترى الهنوف محمد، رئيسة مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ونائبة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أن موضوع الإشاعة هو أكثر موضوع يعاني منه المجتمع المحلي في مواجهة أخطار انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل خاص في الآونة الأخيرة، والمشكلة الحقيقية في هذا الأمر هو عدم معرفة المصدر الذي تخرج منه الإشاعة، إلا أن ما يعرف حقيقة هو انتشارها كالنار في الهشيم وبسرعة كالبرق، فيما يصعب السيطرة على انتشارها فيما بعد أو إيقافها، لافتة إلى أن أي إشاعات تختلف ويختلف وزنها وقيمتها تبعا للمستجدات المتعلقة بانتشار المرض عالمياً، وإسقاطها دون وعي لخطورة تلك المعلومات المضللة على الشأن المحلي، دون مراعاة لدقة المعلومات الصادرة عن الجهات الحكومية الطبية الموثقة والمعتمدة، وعندما تتردد الإشاعة بين فئات كبيرة على مواقع التواصل المجتمعي فإنها تكون في مرحلتها الأخيرة من التصديق ولو كانت في واقع الأمر كاذبة، لكن مع استمرار تداولها لمدة من الزمن تصبح الحقيقة بعينها ولو لم يوجد الدليل على ذلك، وفي تلك المرحلة علينا جميعا أن نتكاتف لنكون جميعاً جنوداً للوطن وحماةً له من خطر انتشار هذا الفيروس.. كلنا «ملتزمون يا وطن».

تكاتف الجهود

وتشير فاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي: في مثل هذه الظروف، علينا كمواطنين ومقيمين اغتنام الفرصة لرد الفضل لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال التكاتف جميعاً للحد من انتشار هذا الفيروس، واتباع الإجراءات التي يوجه بها أولياء أمورنا والجهات المسؤولة.

وأنصح الجميع كباراً وصغاراً بعدم تداول الشائعات أو الإسهام في تهويل الأمور، وجعل البلد في حالة هلع قد تتسبب بأمراض أخرى لا فكاك منها.

كما أدعو أيضاً إلى أن نسترشد بالدول التي اتخذت الحزم والصرامة في القضاء على الفيروس، لنكون على المسار الصحيح. ونحن واجبنا كمواطنين ومقيمين نحب هذه الأرض، ونخاف عليها، أن ننشر الأمن والأمان بتوجيهات موثوقة وعبر مصادر آمنة.. وليكن شعارنا «ملتزمون يا وطن».

مسؤولية أخلاقية

ومن جانب آخر، ثمن محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، عالياً الحملة التوعوية في مواجهة أخطار انتشار فيروس كورونا المستجد، قائلاً: ليس غريباً على أبناء الإمارات في كافة القطاعات أن يجندوا أنفسهم للإسهام في الجهود التي تبذلها الدولة في مواجهة خطر انتشار فيروس كورونا، فأبناء الإمارات كما عهدناهم دائماً رمز للوطنية والانتماء والإخلاص لوطنهم الغالي.

إن الحملة التي أطلقوها تحت عنوان «ملتزمون يا وطن» هي حقاً مدعاة للتقدير والثناء، فهم يرتقون عبرها إلى مستوى المسؤولية الأخلاقية التي يضطلع بها الفن في بث القيم الإيجابية ولعب دور رافد لدور الحكومات في مواجهة الأزمات.

إننا نحيي جهودهم وندعو كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات أن يحذو حذوهم ويسهم في نشر الإرشادات والتعليمات الصحية والوقائية الصادرة من الجهات المختصة في الدولة؛ لنكون جميعاً جنوداً للوطن وحماةً له من خطر انتشار هذا الفيروس.. كلنا «ملتزمون يا وطن».

تعزيز الوعي

وقال خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة الثقافة والفنون في دبي، في تعليق له حول حملة «ملتزمون يا وطن» على مواقع التواصل الاجتماعي: «مبادرة جميلة تعكس تضافر جهود المواطنين والمقيمين في مواجهة الفيروس. إن هذه المبادرة تشكل دعماً للمبادرات الحكومية في الحد من انتشار كورونا.

نحن كفنانين لنا دور كبير في تعزيز هذه المبادرة، وبوصفنا أبناء البلد الأوفياء، فنحن دائماً مع توجيهات الجهات المعنية في الحكومة ونتبع إرشاداتهم ونطبقها بالشكل الأمثل. وسنعمل على أن نكون عاملاً لتعزيز هذه المبادرات وأن يكون لنا دور فاعل في الحد من انتشار هذا الفيروس المستجد.

واجبنا تجاه أنفسنا ومجتمعنا يحتم علينا البعد عن التجمعات لنحمي أنفسنا وأولادنا وأفراد المجتمع جميعهم. إننا هنا في خدمة المجتمع ككل. كمثقفين، علينا تعزيز هذه المبادرة واستثمار الثقافة والأعمال الفنية في نشر التوعية كي نلعب دوراً إيجابياً في الحد من انتشار الفيروس.. «ملتزمون يا وطن».

Email