حقائب صنعت التاريخ في ضيافة «فكتوريا وألبرت»

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحقائب اليوم أصغر حجماً ما يشير إلى خفة الوزن وحرية الانطلاق بممتلكات قليلة، هاتف ومفاتيح ربما. فما نحمله على الكتف ليس جمال الحقائب فحسب، وإنما شكل عملي من وسائل النقل للممتلكات الشخصية، وفي سبيل إعطائها حق قدرها، لا بد من النظر داخل تلك الحقائب. هذا ما يهدف إلى تقديمه معرض «حقائب: من الداخل إلى الخارج» في متحف فكتوريا وألبرت، عارضاً نماذج عدة عما اختارت النساء حمله عبر القرون.

تقول أمينة المعرض لوسيا سافي لصحيفة «غارديان» البريطانية: «نرى الحقائب عندما تكون مغلقة، لكنني أرغب في رؤية ما بداخلها. وفيما يتركز معظم الانتباه على الشكل الخارجي، التصميم والمكانة والسعر، فإن تفحصاً أقل يدخل في الحياة الداخلية المعقدة والغنية للحقائب، والتوتر داخلها»، مضيفة: «تلك الأشياء التي نختار أن نحملها معنا هي التي تحددنا».

توضح قائلة: «عندما كانت المرأة تخرج من منزلها في عام 1740، كانت ممتلكاتها الخاصة عبارة عن ساعة، مال، مجوهرات، وربما بعض الطعام. ثم بحلول 1863، اختارت مقصاً ومحفظة وكشتباناً ودفتراً مصغراً وزجاجة مكبرة كانت تحملها في سلسلة من المحافظ الصغيرة المعلقة من الخصر والمرئية للجميع. «كانت تلك رمزاً للمكانة الاجتماعية.. وربما أنها صنعت تاريخاً الى حد ما».

حقائب متوافقة

تؤكد سافي أن ما تحمله النساء في حقائبهن منذ ثلاثة قرون لم يتغير كثيراً. الآن قد نجد كتاباً، مستحضرات تجميل، هاتفاً، مفاتيح، نظارات قراءة، عدسات لاصقة احتياطية وقطرات للعين، مظلة، محفظة، بطاقات مصارف وعضوية، أطقم صغيرة للخياطة جوارب احتياطية وعطوراً.

ومع ظهور الأوراق النقدية أخيراً، كان على الحقائب أن تكون متوافقة، الآن، الهاتف هو ما يملي التصميم، مضيفة: «لا أجد أحداً يصمم حقيبة لا تتلاءم مع أكبر هاتف في السوق». الأكثر إثارة للدهشة مع ذلك، هو كيف يمكن لتلك الحقائب الأكثر عادية أن تخبر كل أنواع الأشياء عن مكانتنا ومعتقداتنا.

في المعرض أيضاً حقائب كبيرة للأمتعة للرجال، صنعت بالأساس للسفر بالقطار، وكان نتاج ذلك تحول مهارات صنع الجلود الفاخرة من الأحصنة إلى ركاب القطارات ومن ثم الطائرات. الآن ربع الرجال (بين 16 إلى 24) يشترون حقائب رجالية. لكن حتى مع هذا التكافؤ بين الجنسين، من الصعب تصور أنها ستكون هامة كما تلك الحقائب الغنية باستعاراتها النسائية، في هذا التوتر بين المساحة العامة والخاصة.

Email