«البوب الكوري» موجة ثقافية في سياق القوة الناعمة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعصف موجة ثقافة «البوب الكوري» في أنحاء العالم بمحض الصدفة، بل كانت نتاج خطة حكومية متعمدة، تقول الكاتبة كريستين رو في تقرير لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية.

في بضعة عقود فقط، أخذت هذه الثقافة العالم على حين غرة. كان التحول السياسي في كوريا الجنوبية في أواخر الثمانينات، وما رافقه من تخفيف للرقابة والقيود المفروضة على السفر ومن اندفاع نحو تنويع الاقتصاد، قد ساهم في انتشارها العالمي، لكن «الموجة الثقافية» الكورية، كانت أساساً أداة للقوة الناعمة.

وفيما كوريا الجنوبية ليست وحدها في استخدام تلك القوة، إذ إن العديد من البلدان تستثمر في مجالس ثقافية وتبادلات لتعزيز الأهداف الدبلوماسية، يبقى أنها حققت نجاحاً سريعاً بشكل ملحوظ.

مشاركة كورية

جذور المشاركة الكورية في ثقافة البوب الحديثة يمكن تعقبها ربما إلى عقود، إلى عام 1959، عندما وصلت فرقة «كيم سسترز» المؤلفة من ثلاث مغنيات إلى لاس فيغاس للمرة الأولى لأداء عروض، حيث دعي أعضاؤها بـ«سفراء الثقافة»، لكن البلاد حسبما يفيد كتاب جديد بعنوان «الثقافة الشعبية لكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية»، شهدت موجة جديدة أخرى في أواخر التسعينات بعد الأزمة المالية في آسيا، كان هدف حكومة كوريا الجنوبية «تصدير ثقافة الإعلام الشعبية باعتبارها مبادرة اقتصادية جديدة، وإحدى المصادر الرئيسية للإيرادات الأجنبية الحيوية للبقاء الاقتصادي والتقدم»، ومع تنصيب كيم داي-جونغ الذي أطلق على نفسه «رئيس الثقافة» في عام 1998، بدأت إدارته في تخفيف الحظر على المنتجات الثقافية المستوردة من اليابان، والتي كانت محظورة كرد فعل على الاستعمار الياباني لكوريا، فتم السماح بدخول أول «مانغا» يابانية.

ثم أدخلت الحكومة في العام التالي «القانون السياسي لتعزيز الصناعة الثقافية»، وخصصت 148.5 مليون دولار من أجل ذلك.

ازدهار محلي

في غضون ذلك، تفيد الكاتبة أن فرق البوب الكورية كانت تزدهر محلياً، انطلقت «سيو تايجي أند بويز» في برنامج مواهب كورية عام 1992، فشكلت بداية فرقة كورية جنوبية للبوب، بمزج كلمات انجليزية وعناصر من الهيب الهوب والرقص. وفي منتصف التسعينات أصبح نظام نجوم البوب الكوريين راسخاً في البلاد.

لكن الحكومة أرادت نشر ثقافتها في أنحاء العالم، وفقاً للكاتبة. فكان أول نجاح عالمي رئيسي لكوريا الجنوبية في مجال البرامج التلفزيونية المعروفة باسم «الدراما الكورية»، والتي كانت في الأصل تستهدف أساساً الجمهور المحلي، لكنها وجدت شعبية في أجزاء أخرى من آسيا.

في عام 2002، أصبح المسلسل الدرامي «أغاني الشتاء» ظاهرة عالمية، وهذا يعود جزئياً للاتفاقات التي عقدتها حكومة كوريا الجنوبية مع شبكات بث في مواقع استراتيجية مثل العراق ومصر. النجاح الدولي للدراما الكورية حفز التخطيط بعناية لعولمة البوب الكوري. ,في مجال نظام «البوب الكوري»، كان يعني هذا توظيف الموسيقيين وإدارتهم عن طريق سنوات من التدريب.

Email