استطلاع "البيان":

الجمهور شغوف بالأعمال الدرامية القديمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبقى الجمهور هو الهدف من الإنتاج الفني السينمائي أو الدرامي، ويسعى المنتجون من خلال أعمالهم إلى استحواذ إعجاب الناس لأن هذا يؤدي إلى النجاح ويترجم على أرض الواقع بالعوائد المالية.

ورغم هذه المعرفة من قبل القائمين على الإنتاج الفني، إلا أن حال الأفلام والمسلسلات لم يكن ثابتاً ولم يستمر بالتصاعد، فهناك تفاوت بين عمل وآخر، وتفاوت بين مرحلة وأخرى من تاريخ الإنتاج العربي، حتى لو قيمها النقاد والمعنيون ولكن يبقى الجمهور هو الناقد الأهم، باعتبار أن ما يقدم يستهدفه أولاً وأخيراً.

وما بين أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في عام 1896 وأول إنتاج تلفزيون في بداية الستينيات، مئات الأفلام وآلاف المسلسلات، التي تسمح للجمهور بأن يقيموا، وبالتالي يؤكدوا أن الإنتاج الفني العربي كان أفضل حالاً في العقود الماضية، وذلك من خلال الاستطلاع الأسبوعي الذي تطرحه «البيان» على القُراء، من خلال الموقع الإلكتروني وفي حسابيها على «فيسبوك» و«توتير» إذ جاءت نتائج سؤال «هل تعتقد أن الإنتاج السينمائي والتلفزيوني العربي أفضل كماً ونوعاً من العقود الماضية؟». دالة على أن القُراء يميلون إلى الأعمال الفنية القديمة، إذ وصلت نسبة من صوتوا بـ لا إلى 82 % على حساب «البيان» في «تويتر»، وانخفضت إلى 74 % على «فيسبوك» لتصل إلى 65 % على موقع البيان الإلكتروني.

تراجع كبير

ويرى المخرج راكان أن رأي الجمهور عبر عن الواقع. وقال: الآن كل من ليس لديه عمل يعمل بمجال الفن، بينما في السابق تواجد فنانون موهوبون وأكاديميون. وأضاف: للأسف يجري اليوم العمل على صنع النجوم بالشاشات، وساهمت دول الخليج في صنع نجوم الدراما، ولكن إن قدموا عملاً سينمائياً فإنه لا يجلب الجمهور إلى شباك التذاكر، والأمثلة موجودة. وتابع: ولكن في السينما المصرية إن كان هناك فنان مثل عادل إمام ويتقاضى مبالغ خيالية في الدراما، حين يقدم عملاً سينمائياً، فإنه يحصد هذه المبالغ.

ورأى راكان أن الدراما بتراجع وفسر: الأفكار مقتبسة من قصص هندية وتركية، ولم يعد لدينا مبدعون في العالم العربي كما كان في العقود الماضية. وقال: لا نصب اللوم على الفنانين فالإبداع لم يعد موجوداً، لأن القنوات العربية فرضت أسماء معينة على المنتجين، ويحدث أيضاً وجود ازدواجية بأن يكون الفنان صاحب شركة إنتاج، ويمثل في العمل. وذكر: أنا ضد الازدواجية ولا بديل عن الذين رحلوا، والذين كانوا إن شكلوا «شللية» لكنهم يتعاملون بألفة بهدف نجاح العمل.

عامل مادي

ونوه راكان إلى أن العامل المادي يفرض تقاليده. وقال: من فرض 30 حلقة على المسلسلات، وهو ما يجعل العمل مشبعاً بالإضافات. وأضاف: في مجال السينما تراجعنا فالسينما المصرية التي كانت الثانية في العالم تراجعت. وتابع: تحولت السينما إلى الديجتال كما انعكس غياب الفكر عن النصوص، وكان هناك نصوص خالدة في الدراما والسينما، ولكن تراجع الفكر، من منطلق الرغبة بتقليد الأجانب. ودعا راكان الجهات المعنية لتنظيم دورات للكتاب للتدريب على كتابة النصوص بإشراف عرب لأنهم الأقرب إلى مجتمعنا، وقال: أتمنى أن تعود الإمارات كحاضنة للدراما حيث أُنتجت الكثير من الأعمال الشهيرة في استوديوهات عجمان.

 

تطور ملحوظ

وقال المخرج والممثل محمد الحمادي: كصورة الآن أصبح الإنتاج أفضل، ولكنه في ذات الوقت يعاني من القصة. وأضاف: حصدت العديد من الإنتاجات السينمائية العربية جوائز ووصل العديد من المشتغلين بالسينما إلى هوليوود، إذ هناك تطور. وتابع: أصبح هناك سينما سعودية فمن يتابع يرى أن الأعمال تتطور للأفضل إنتاجياً من ناحية الوصول إلى المعدات من ديجتال كاميرا بعد أن كان تحميض الأفلام مكلفاً للغاية. واستطرد: بات بالإمكان الآن أن يحمل الشخص الكاميرا ويصور بوجود أشخاص، وهذا يقلل من التكلفة الإنتاجية والناس تتجه الآن إلى «ميني تي في» وتشاهد ما تريده على الإنترنت.

وأوضح الحمادي: حتى المسلسلات الرمضانية تنتج بسرعة لأجل أن يحصل المنتج على العائد ويعمل 4 أشهر قبل رمضان ومنهم من يصور ويعرض. وأضاف: تبقى النصوص هي المشكلة ففي السابق كان المجتمع مثقفاً ويطلع ويقرأ أكثر من الوقت الحالي. وذكر: ولكن رغم ذلك فالسينما في تطور وفي الإمارات تتواجد الأكاديميات للارتقاء بمستوى الصناعة السينمائية.

Email