الفن شقيق الحب، والتجوال بين روائع الفنون تشفي القلب، وتبني جسوراً بين ثقافات الدنيا، وهكذا هي دبي، تفتح قلبها أمام الناس فيبادلونها الحب، ترسم لهم طريقاً جميلاً محفوفاً بروائع الفنون العالمية، لتأخذهم نحو الحضارة في رحلة طويلة يقطعون فيها صفحات كتب التاريخ، تطلعهم من خلالها على ماضي الشعوب، والإنسانية، من خلال ما تعرضه دبي بين جنباتها من موروث فني عظيم.

والذي بات مجسماً رقمياً في أروقة الرابطة الفرنسية في دبي، التي تحتضن حالياً متحف «ميكرو فولي» الرقمي، الذي ما إن تلج قاعاته حتى تشعر نفسك تعود إلى الوراء عقوداً طويلة، حيث تتلمس أثر الشعوب والثقافة الفرنسية، وفنونها التي نحتتها ثلة من التشكيليين وفناني عصور النهضة.
500
«ميكرو فولي»، أشبه ما يكون بطبق ذهبي، يقدم لزواره مجموعة مختارة من بين أكثر من 500 عمل فني، تشترك في تقديمها مؤسسات ثقافية فرنسية عديدة، لها وزنها، مثل قلعة فرساي، وسيتي دي لا موسك، ومعهد العالم العربي، ومتحف بيكاسو الوطني، ومتحف أورساي، ودار الأوبرا الوطنية في باريس، وقصر غراند رمن، ومتحف اللوفر، وغيرها الكثير. ف
يما تبدو هذه الأعمال كنوزاً جميلة، تغطي جزءاً كبيراً من تاريخ الفن بدءاً من العصور القديمة إلى التعبير الأكثر حداثة عن الإبداع، الأمر الذي يبدو فيه «ميكرو فولي» أشبه بعين ثاقبة، نستكشف من خلالها جنبات الماضي الجميل. ليست هذه هي المرة الأولى التي يفتح فيها «ميكرو فولي» أبوابه في المنطقة العربية.

ولكن «دانة الدنيا» شكلت أحدث محطاته، حيث تتواءم فكرة المتحف، مع تطلعات دبي المستقبلية، فالمتحف بما يوفره من واقع افتراضي، بدا خطوة جميلة في سبيل تعزيز العلاقات الإماراتية الفرنسية، وخطوة على طريق تعزيز المعرفة في المجتمع المحلي، حيث يبرز في أروقته «الالكترونية» أهم الأعمال الفنية في تاريخ البشرية.
عروض خاصة
ميلاني مارتيني ماريل، مديرة الرابطة الفرنسية في دبي، ومديرة متحف «ميكرو فولي» قالت لـ «البيان»: «فكرة المتحف مستوحاة من منتزه دو لوفيت، التي صممها المهندس المعماري برنارد تشومي، وهو مشروع مدعوم من قبل وزارة الثقافة الفرنسية، بالتعاون مع دو لوفيت، وبالشراكة مع العديد من المؤسسات الثقافية الفرنسية».
وأشارت إلى أن وزير الثقافة الفرنسي قرر في 2018، توزيع 200 متحف «ميكرو فولي» رقمي، حول فرنسا ومجموعة من المدن المعروفة حول العالم. وقالت: «يتواجد متحف ميكرو فولي، حالياً في عدد من المدن خارج الحدود الفرنسية، مثل نيويورك، وبوغاتا، وعمان، بالإضافة إلى دبي وأبوظبي».
ونوهت إلى أن فكرة المتحف تقوم على تقديم عروض خاصة لعدد كبير من الروائع الفنية الفرنسية، بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات والمتاحف الفنية الفرنسية والعالمية.
وذلك من أجل تقديم عرض ثقافي، فريد وممتع للجميع». ونوهت مارتيني إلى أن «الجميل في هذا المتحف، يكمن في قدرته على مواءمة تطلعات كافة الأجيال، خاصة الصغيرة منها، التي باتت تفضل التعامل مع أجهزة الواقع الافتراضي».
