يتسع المشهد الفني في دبي كثيراً، ومعه تتسع دائرة الموسيقى، على اختلاف أنواعها، التي تتواءم مع أذواق الناس، ممن وجدوا في دبي ملاذاً لهم. المشهد الموسيقي في دبي، يكاد يعانق الفضاء، لكثرة الأصوات التي تحلق فيه، بعضهم يأخذنا في رحلة نغم شرقية، ليعيد بعضاً من ملامح الزمن الجميل، وآخرون يمضون بنا نحو إيقاع غربي تختلف جمله اللحنية، تشكل موسيقى الجاز عموده الفقري.
حيث تجد حفلاتها في دبي إقبالاً كبيراً، فهي من أكثر أنواع الموسيقى التي يعشقها الكبار، يجدون فيها ملاذاً للاسترخاء، والاستماع لحكايات عن الحب والشغف والحياة، التي تتجلى ملامحها من خلال أوتار وأصوات الآلات التي يعزف أصحابها عليها بمهارة، الجمل اللحنية الخاصة بموسيقى الجاز.

منذ سنوات طوال، و«دار الحي» تفتح قلبها أمام أيقونات وعشاق موسيقى الجاز، التي استطاعت أن تتحرر من أروقة فنادق الإمارة، لتحط في الهواء الطلق، والساحات العامة، وأصبح للموسيقى الجاز مهرجان خاص، وحفلات يلعب بطولتها ثلة من المعروفين على الساحة الدولية، أمثال لورين هيل والبريطاني برونو مايجور، وأيضاً بوبي بازيني وغيرهم الكثير، ممن سيحطون رحالهم في دبي قبل أن يسدل فبراير الستائر على أيامه.
سحر موسيقى الجاز، يكاد يغطي كافة زوايا المدينة، فلا تكاد أي من حفلاتها تطفئ أنوارها، حتى تشتعل أخرى، لاتساع جمهورها في «دانة الدنيا»، والذي يمتاز بنوعيته وتقديره لهذه النوعية من الموسيقى التي أطلت على العالمين لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر. في دبي حفلات الجاز، ليست محصورة في حدود المهرجان، فهناك ما بات يعرف باسم «ذا جاز غاردن» الذي يقام باستمرار في منطقة مارينا دبي، حيث تتألق في لياليه أصوات ثلة من العارفين بموسيقى الجاز، والتي ستتجلى سحرها في ليالي مهرجان دبي طيران الإمارات لموسيقى الجاز، الذي ينطلق في 26 الجاري.
حيث سيكون الناس على موعد مع حفلات، تختلف في إيقاعاتها كما اختلاف أسماء نجومها، حيث يفتتح المهرجان لياليه على وقع صوت الأمريكية لورين هيل المعروفة بصوتها العذب، ولن تمضي لياليه من دون أن يدوي صوت الأسطورة ليونيل ريتشي في فضاء «دانة الدنيا»، كما تطل أيضاً فرقة الجاز «سبيرو غايرا».
في حين، سيكون معجبو مغني الجاز بوبي بازيني وفرقته على موعد معه في 27 الجاري، حيث سيحط رحاله وفرقته في فيرمونت النخلة بدبي، الذي اختاره مكاناً لإحياء حفلته التي تشكل جزءاً من جولته الغنائية في المنطقة، وذلك بعد النجاح الذي حققته جولته في أوروبا، لتأتي هذه الجولة في إطار التعاون بين مهرجان مونترو للجاز، وفنادق ومنتجعات فيرمونت في المنطقة، بهدف تنمية المواهب الموسيقية الناشئة.
«أهمية موسيقى الجاز، تكمن في أنها تشكل القاعدة الأساسية لكافة أنواع الموسيقى في العالم، وكافة الموسيقيين اعتمدوا عليها للوصول إلى مكانتهم الحالية، وكثير من المجتمعات الإنسانية تقدر موسيقى الجاز وتعشقها»، بهذا التعبير، بدأ انتوني يونس، صاحب فكرة مشروع «ذا جاز غاردن» ومديره التنفيذي، والخبير في موسيقى الجاز، حديثه مع «البيان»،.
حيث قال: «على مستوى دبي هناك إقبال كبير على حفلات الجاز، سواء تلك التي نقوم بتنظيمها أو تلك التي تستضيفها أماكن أخرى». وأضاف: «إجمالاً الأعمار التي تقصد الحفلات التي نستضيفها في مشروع»ذا جاز غاردن«تبدأ عمر الـ18 وما فوق، ولعل الأجمل فيها أن الجميع يتفاعل مع هذه الموسيقى، لاختلاف أنواعها، خاصة ذلك النوع الذي يقام في الهواء الطلق، وهي الفكرة التي تقوم عليها مشروع «ذا جاز غاردن».
حيث يجذب هذا النوع الجميع لقدرته على إثارة الحنين في قلوبهم. وتابع: «تتميز موسيقى الجاز بقدرتها على ابتكار ألحان جديدة، تظهر على المسرح مباشرة، وهذا بلا شك يخلق علاقة مباشرة مع الجمهور ويضمن تفاعلهم مع المغني، ويجعل من موسيقى الجاز متجددة باستمرار».
