استطلاع «البيان »
القصيدة الشعبية «مظلومة» في مواقع التواصل الاجتماعي
سرعة النشر والتفاعل المباشر مع الجمهور هي إحدى أهم ميزات مواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلت الأدباء والمثقفين والفنانين والكثير من المشاهير يتجهون لفتح حسابات من خلالها ينشرون نتاجهم الأدبي أو الفني، على شكل قصيدة أو لوحة فنية، أو رأي، حيث تتيح هذه التطبيقات فرصة للنقاش والحوار بين صاحب الحساب ومتابعيه، ولأن الشعر أحد أعمدة الأدب، فقد شارك الشعراء أسوة بمشاهير الفنون والرياضة وغيرهم بحسابات متعددة في هذه التطبيقات والمواقع، ومع ذلك فإن هذه المواقع لم تعزز انتشار القصيدة الشعبية، هكذا جاءت نتائج استطلاع «البيان» الأسبوعي والإجابة عن سؤال ما إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهمت في تعزيز شعبية القصيدة الشعبية أو تأثيرها، حيث صوت 49% بنعم مقابل 51% بلا على موقع البيان، وعلى تويتر 41% نعم مقابل 59% لا، وعلى فيسبوك 37% نعم مقابل 63% لا.
مواكبة الأحداث
شاركتنا الشاعرة حمدة المر رأيها حول هذا الموضوع فقالت نعم أراها أسهمت في تعزيز شعبية وتأثير القصيدة النبطية، حيث ساعدت هذه الوسائل على مواكبة الشاعر السريعة للأحداث، وعند دخولنا لأحد الهاشتاقات مثلاً في تويتر يتضح تصدر أبيات الشعراء الترند بحكم تعبيرهم عن الحدث شعراً، وهذا يكسب التغريدة تقبلاً وشعبية أكثر من الكلام العادي، ونرى توجهات أغلب الشعراء تدعم توجهات الجمهور ما يساهم أكثر في نشر ما غرد به أو نشره عبر قنواته عن طريق الجمهور.
ضرورة
وتعد هذه القنوات أسهل طريقة للوصول لأغلب الشرائح التي أصبحت مواكبة للتطورات الإلكترونية مقارنة بالماضي، فقد أظهرت الدراسات الحديثة تسيد هذه القنوات إعلامياً مقارنة بالقنوات التقليدية.
وكذلك نرى شعراء وصلوا لقلوب الجماهير لم نعرفهم إلا عبر هذه الوسائل الحديثة، ما يؤكد أهميتها في الوقت الراهن، وضرورة مواكبة الشعراء لهذا التطور حتى لا يتعرضوا للطمس الإعلامي.
وقالت الشاعرة والإعلامية لمياء الصيقل: وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فهناك فئة انساقت خلف المحتوى الضعيف لجهلها بالمعايير الأكاديمية للقصيدة السليمة، وبحثاً عن القصيدة السلسة ذات اللهجة البيضاء والكلمات المباشرة والواضحة من دون الالتفات لضعف القصيدة ما أثر في الذائقة العامة، لذا وسائل التواصل الاجتماعي لم تخدم الشعر الشعبي بالشكل اللائق، بسبب عدم وجود الرقابة على القصائد الضعيفة في محتواها والتي تنتهج أسلوب القصيدة البيضاء، ومن يبحث عن الشعر الجيد فهناك العديد من القامات الشعرية المعروفة التي تكتب الشعر الشعبي بمحتوى جيد سليم من أخطاء الوزن والقافية.
