الرومانسيون بالإمارات يفضّلون الورود على الهدايا في يوم الحب

جانب من عرض «فورميدابل! أزنافور» في دبي أوبرا | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

للحب نكهة أخرى في «دانة الدنيا» التي ترتدي الليلة رداء أحمر اللون، تكريماً للعشاق، الذين حطوا رحالهم بين ثناياها، احتفالاً بـ«الفالنتاين»، الذي تفتح فيه القلوب أبوابها، فتفيض منها جداول الحب، لتروي عطش الجميع، ممن يتبادلون الورود الحمراء، وبطاقات تهانٍ مختلفة ألوانها، تحمل بداخلها عبارات ملونة توثق للحظات رومانسية، يعيشها العشاق وزوار دبي الليلة.

عروض لا حصر لها، قاسمها المشترك «الفالنتاين»، تكاد تغطي كل فنادق ومطاعم الإمارة، التي تنافست فيما بينها لإضاءة أروقتها بـ«شموع الحب»، وبقوائم طعام خاصة «طبخت» على نار هادئة، وزينت بنكهات «رومانسية»، في وقت تحولت فيه خشبات المسارح إلى ساحات يتنافس فيها نجوم الغناء على ترنيم كلمات الحب وعزف ألحان «رومانسية»، بعضها عربي الهوى وأخرى تنطق بلغات العالم الأخرى، فجل القاعات في دبي ستضج الليلة بأصوات لها «وزنها» على الساحة العربية والعالمية، والتي آثرت الالتقاء تحت سقف دبي أوبرا وكوكا كولا أرينا، وقاعات أخرى، ليبدو أنها اتفقت ضمنياً على منح العشاق «ليلة استثنائية»، ستسجل في «دفاتر العمر».

يارا

 

اقتصاد الحب

الاحتفال بـ «الفالنتاين» لم يكن مؤثراً في نفوس العشاق فقط، وإنما في الحركة الاقتصادية أيضاً، خالقاً بذلك ما بات يعرف بـ «اقتصاد الحب»، والذي شهد عالمياً، نمواً ملحوظاً قدر بـ 5 أضعاف مقارنة مع نمو الاقتصاد العالمي، حيث ارتفع حجم الإنفاق خلال عيد الحب حول العالم بنسبة %17 بين عامي 2017 و2019، وذلك وفق مؤشر ماستركارد السنوي للحب، والذي كشف أخيراً بأن «العشاق» في الإمارات باتوا يفضلون التجارب المميزة للاستمتاع بـ«الفالنتاين» بدلاً من الهدايا التقليدية، وبين المؤشر أنه رغم تراجع الإنفاق في «يوم الحب» بنسبة %3 في السوق الإماراتية خلال العام الماضي، إلا أن الاحتفال بهذه المناسبة ظل حاضراً بقوة، كاشفاً عن أن «العشاق» باتوا يتوجهون نحو قضاء العطلات في وجهات رومانسية مع تخصيص غالبية المبالغ المنفقة على الفنادق بنسبة (%44)، أي ما يمثل زيادة بنسبة %8 منذ 2017، مشيراً إلى إنفاق المستهلكين أكثر من 24 مليون دولار على حجوزات الطيران والرحلات للخارج خلال العام الماضي، أي بزيادة قدرها 13% مقارنة بعام 2017.

في «يوم الحب» تكثر الهدايا، وبحسب دراسة ماستركارد، يفضل معظم المستهلكين في الإمارات التسوق الإلكتروني لشراء هدايا تسعد أحباءهم، وكشف المؤشر عن مواصلة نمو أعداد معاملات التجارة الإلكترونية في يوم الحب، لتسجل زيادة قدرها 117% خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأما بالنسبة للمتسوقين في المتاجر، فقد سجلت المعاملات اللاتلامسية زيادة كبيرة بلغت %4156 منذ 2017، وفيما يتعلق باختيار الهدايا المادية، فإن الورد لا يزال يحتل المرتبة الأولى لدى «العشاق» في الإمارات، حيث كشف المؤشر عن زيادة الإنفاق على الورود بنسبة %60 خلال العام الماضي، في وقت تراجع فيه الإنفاق بطاقات المعايدة التقليدية بنسبة %51 في العام الماضي مقارنة مع 2018، بينما تراجع الإنفاق على المجوهرات بنسبة %9.

سكة

ولأن كل عاشق «يغني على ليلاه» في هذا اليوم، فقد اختلفت العروض المطروحة لتتناسب مع تطلعات «العشاق» في هذا اليوم، فالعديد من الأماكن في دبي ترتدي ثوب الرومانسية، واعدة زوارها بـ«تجربة لا تنسى»، وفي الوقت الذي استعدت فيه معظم مطاعم دبي لاستقبال العشاق بقوائم خاصة، ستكون مسارح «دانة الدنيا» عامرة بالحفلات، بدءاً من دبي أوبرا التي افتتحت مساء أمس، عرض «فورميدابل! أزنافور»، الذي يحتفي موسيقياً بحياة الأسطورة شارل أزنافور، ويستعيد العرض الديكور الأصلي للمسرح الذي يتكامل مع صور ومقاطع فيديو من حياة أزنافور الفنية ومقتطفات من أعظم أغنياته، حيث يعد هذا العرض مناسباً جداً للباحثين عن لحظات رومانسية، والتي يمكنهم العثور عليها في واحدة من الأغنيات التي سبق أزنافور الملقب بـ«فرانك سيناترا فرنسا» بإبداعها، حيث تتجاوز في عددها حاجز 1200 أغنية.

 

ناصيف زيتون

كما يطل الليلة على جمهوره النجم الكولومبي مالوما، الذي يزور دبي في إطار جولته العالمية (11:11 World Tour)، حيث يحط رحاله على خشبة كوكا كولا أرينا، ليقدم للجمهور تشكيلة من أغنياته الخاصة، ومن بينها أغنيته (Farandulera) التي وضعته على سكة الشهرة العالمية، وفي الوقت ذاته، يطل على العشاق، الليلة أيضاً، كل من الفنان السوري ناصيف زيتون، ورفيقه اللبناني آدم، إلى جانب مواطنته الفنانة يارا، والذين يلقون أغنياتهم على مسامع زوار فيستيفال أرينا دبي.

مالوما

 

أضواء النجوم

«صوت الحب» عنوان أمسية خاصة تقدمها سفينة كوين إليزابيث، للمحتفلين بـ«الفالنتاين»، وقد غلفت بأجواء أوبرالية إيطالية، أما جزيرة «سيزرز بلوواترز دبي»، فقد وعدت العشاق بأمسية تحت أضواء النجوم، يقضونها في «كوخ فاخر» وضع في أحضان الطبيعة المحيطة بحوض السباحة «نبتون»، لتأتي عروض فندق أتلانتس وبرج العرب والمنطقة المحيطة ببرج خليفة أكثر وقعاً ورومانسية في هذا اليوم، حيث راهنت هذه الأماكن على إطلالاتها التي تمكن العشاق من معاينة المشهد العام لدبي، بكل ما يحمله من جمال.

Email