«بتلة البحر الطويلة».. إيزابيل الليندي تسرد شاعرية نيرودا

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدرت أخيراً للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي رواية مشبعة بأحاسيس بابلو نيرودا الشاعرية، وحكايات الرحلة الملحمية الطويلة التي سار عليها ألوف اللاجئين الهاربين من دكيتاتورية فرانكو عام 1939، والذين لعب نيرودا دوراً مركزياً في إنقاذهم وانتقالهم إلى تشيلي.

«بتلة البحر الطويلة» هو عنوان الرواية التي تتبع قصة اثنين من أولئك اللاجئين، الطبيب المساعد فكتور دالماو، والمرأة الشابة روزر بروغيرا، الحامل بطفل شقيق فكتور المفقود.

في عام 1939، بعد هزيمة الجمهوريين في برشلونة على يد الجنرال فرانكو، أحكمت الديكتاتورية سيطرتها وشرّدت مئات الألوف من الجنود والناشطين وأنصار الجمهوريين.

كان العالم في حالة حرب، غافلاً تماماً عن أوضاعهم، فشكّل نيرودا وعدد من الدبلوماسيين جماعة ضغط لإنقاذ نحو 2000 لاجئ، وهو ما تستوعبه سفينة البضائع «ويني بيغ» من طالبي اللجوء.

تذكر الليندي أنها سمعت بـ «سفينة الأمل» لأول مرة في طفولتها، الآن قررت بعد مرور 40 عاماً نسج الواقع بالخيال والتاريخ والذاكرة، وإبداع واحدة من أغنى صور الحرب الأهلية الإسبانية لتاريخه، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

الرواية تمتد على مدى أجيال وقارات، وتتبع حياة الثنائي المنفي، فكتور وروزر، اللذين مُنحا إذناً بالصعود على السفينة. تعاطف نيرودا معهما سيتحول إلى العامل الأكثر قوة، حيث سيؤثر الثنائي في نفس الشاعر بسبب إنكارهما للذات والتزامهما بإنقاذ الطفل بأي ثمن.

فكتور وروزر سيتزوجان، لكن الرابط بينهما لا علاقة له بالحب الرومانسي، بل يمكن القول إنه أكثر غنى ومتانة. سيبدآن حياتهما مجدداً من لا شيء في سنتياغو بتشيلي، وستنمو شراكتهما إلى صداقة عميقة. ومعاً فقط سيدركان أن بإمكانهما تحمّل ما تم فقدانه.

مفاهيم الحب والانتماء تشكل محوراً مهماً في الرواية، فيما تسقط الدول في الصراعات والاضطرابات. وعلى غرار إسبانيا، سوف تسقط تشيلي في الديكتاتورية، ما يدفع نيرودا إلى الاختباء في الخارج. وسوف يصبح فكتور وروزر منفيين مجدداً، فيما فكرة الوطن تصبح أكثر صعوبة وبعداً.

الروائية نفسها عرفت المنفى، فخلال حكم بينوشيه عاشت 13 عاماً في فنزويلا لتنجو بنفسها، وهناك بدأت في تأليف أولى رواياتها «بيت الأرواح»، ودون هذا النزوح ما كانت لتصبح روائية، حسب قولها.

تخبرنا إحدى شخصيات الرواية أن الحرب الأهلية يمكنها «أن تكون إعصاراً يدمر الكثير في مساره»، لكن يمكنها أن تكون قوة تحول هائلة.

 

Email