العبارات المدونة على الكتب المستعملة تحوي قصصاً مؤثرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشياء كثيرة يمكن العثور عليها داخل كتاب استغنى عنه صاحبه، رسائل حب، أزهار محفوظة، صور قديمة، منديل، قصاصات ورق، عمله ورقية، بطاقات عمل، أو ربما عبارات مدونة على هوامش صفحاته، وإهداء بخط اليد صادر من قلب صاحبه، تلك التذكارات تخبرنا قصصاً مثيرة عن أصحابها السابقين، لكن هل تثري تجربة قارئ الكتاب أم تفسدها؟

يجمع الكاتب دوبليو بي غوودرهام في مدونة «داديكايتد تو» تلك «النقوش» التي تدفعه إلى تخيل الحياة المتضمنة في داخلها. على مدى 10 سنوات، مشروعه الذي ولد في متجر للكتب المستعملة ألهمه على كتابة القصص وجعله واعياً بحياة الكتب الطويلة المهاجرة. وبرغم سروره بتجميع تلك «التواريخ السرية» داخل الكتب المستعملة.

إلا أنه توقف عن التدوين على الكتب، بعد عثوره على نسخة كتاب السيرة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، بعنوان «أكره طفولتي وكل ما تبقى منها»، مع إهداء داخلها من فتاة إلى أمها تطلب منها: «برجاء أن تقرأي الكتاب كله، بوضوح ومن دون تحامل، وصولاً حتى الخاتمة» مع حبي الكبير.

هذا شاهد على العلاقة الشخصية مع الكتب تشير الناقدة الأدبية في صحيفة «الغارديان» ايلي هنت. وهي علاقة تصل إلى كيفية تفاعل القارئ مع الكتاب، بين ما يرغب في رؤية كتبه مليئة بـ «الحياة» وبين عازم على إبقائها في وضعها البكر.

بعضهم لا يمانع في الكتابة على الهوامش بقلم رصاص أو حتى قرص حافة الورقة، فيما يرفض غيرهم ذلك تماماً ويلجأوون إلى الفواصل المرجعية بين صفحات الكتاب. بعضهم الآخر يستخدم الملاحظات اللاصقة التي تجعل الكتاب أكبر من أبعاده الأصلية.

أفضليات مختلفة

تسطير الكتاب بدوره له أفضلياته المختلفة. من وجهة نظر بائعة كتب، فإن كتاباً مسطراً بالقلم تم تشويهه وتراجعت قيمته، باستثناء خربشات مؤلف أو شخصية بارزة، عندها يكون هذا تلمساً لقطعة من حياتهم الفكرية والخيالية الداخلية.

أما من وجهة نظر مشتريي الكتب المستعملة ممن تحفزهم المشاعر، فإن الأثر الذي يخلفه قراء سابقون هو جزء من جاذبية الكتب، ما تطلق عليه الكاتبة الإنجليزية فيرجينا وولف مصطلح «الكتب البرية». وهناك آخرون لا يلجؤون إلى التسطير إلا إذا كانوا عازمين على الاحتفاظ بالكتاب، فيما يجد غيرهم تسطير الآخرين نوعاً من مقاطعة غير مرغوب فيها في القراءة.

Email