«فرانس برس» تشيد بالفيلم وتلتقي مخرجه والقائمين على إنجازه

وسائل الإعلام العالمية: «تاريخ الإمارات» عريق وثري

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفت وسائل ومصادر إعلامية عالمية متنوعة، خلال الأيام الماضية، بالفيلم الوثائقي «تاريخ الإمارات»، الذي يروي عراقة تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وأهميتها الحضارية. وقد كان من بين تلك المصادر والجهات، أمس، وكالة فرانس برس، التي خصصت تقريراً موسعاً للعمل، أضاءت خلاله على جدواه وتميزه وثراء مضمونه، والتقت مخرجه انتوني غيفين الذي حكى عن قيمة العمل وعن قيمة تاريخ الإمارات والغنى الحضاري التاريخي والعصري الذي تمتلكه.

كما استعرض تقرير وكالة فرانس برس القيمة النوعية لهذه السلسلة الوثائقية الضخمة ودورها في عكس الإرث الحضاري لدولة الإمارات، مشيراً إلى أن ذلك يعزز جهود وحضور دولة الإمارات كقوة وحاضرة إقليمية وعالمية مهمة.

وبين التقرير أنه باستخدام تقنيات مثل التصوير الحاسوبي (سي جي آي) والتصوير بتقنية 360 درجة، تؤرخ السلسلة لنحو 125 ألف عام من تاريخ أرض الإمارات وصولاً إلى قيام الاتحاد عام 1971، موضحاً أنه تحت شعار «لكل أمة قصة، وهذه هي قصتنا»، تتناول السلسلة الوثائقية المقسمة على حلقات عدة محطات بدءاً من فترة ما قبل التاريخ وحتى اكتشاف النفط.

تاريخ مثير

وقال انتوني غيفين لوكالة فرانس برس، إن «تاريخ الإمارات حقاً مثير للاهتمام لأن الناس لا تعرفه بشكل جيد. ما يعرفونه على الأغلب.. هو عن مدينتي دبي وأبوظبي».

وتعرف الإمارات اليوم بسبب النفط ومشاريعها الضخمة واهتمامها بالتقنيات الحديثة، خاصة إمارة دبي، ولكن يبين غيفين أن للدولة أهمية حضارية ضاربة في عمق التاريخ، ويقول: «الناس لا تعرف تاريخ الأيام الأولى» لهذه الدولة. ولفتت فرانس برس بتقريرها إلى أنه شهدت الإمارات، خاصة إمارة دبي، منذ سنوات الستينات نهضة غير مسبوقة.

ويأتي هذا الإنتاج الضخم «الفيلم» في فترة تشهد فيها الأنشطة التقليدية والتراثية الإماراتية دفعاً ودعماً للحفاظ عليها والترويج لها، ومنها مثلاً مشاريع تربية الصقور وسباقات الهجن وصيد اللؤلؤ.

وفي الحلقة الأولى، تتطرق السلسلة الوثائقية إلى وجود حياة بشرية في منطقة جبل الفاية (شمال ـ شرق) قبل 125 ألف عام، والذي يعتقد أنه شكل طريقاً آخر للهجرة خارج أفريقيا. وتتناول أيضاً المستوطنات الأولى قبل 8 آلاف عام على جزيرة مروح قبالة سواحل العاصمة أبوظبي. ويتطرق الوثائقي أيضاً إلى الوجود البريطاني في القرنين التاسع عشر والعشرين في المنطقة.

دقة علمية

ووضح تقرير الوكالة الإخبارية الدولة، أنه تتناول السلسلة الوثائقية مواضيع مختلفة، من اكتشاف مواقع أثرية قديمة إلى التسامح الديني وقوة حضور ومشاركة النساء في التنمية المجتمعية. وقال غيفين في حديثه عن العمل: «لم أرغب في صنع فيلم سياحي» موضحاً أن الفيلم يستند إلى «دقة علمية وأثرية وتاريخية.. ولكن لا يمكن أن يكون جافاً»، مشيراً إلى أهمية أن يكون متاحاً للجميع.

وبدورها، تقول هنا مكي، وهي منتجة ومسؤولة قسم الأفلام الوثائقية في شركة «ايميج ناشين» لوكالة فرانس برس: «هناك تاريخ كامل وثري لا يعرفه إلا عدد قليل من علماء الآثار... أعتقد أننا تناولنا كافة الجوانب المهمة من تاريخ هذه البلاد».

ويذكر مراقبون أن الإمارات حالياً أصبحت واحدة من أكثر الدول العربية تأثيراً مع امتداد تأثيرها الإقليمي إلى اليمن والقرن الأفريقي وليبيا.

هوية أمة

ويرى الأكاديمي والمؤرخ البريطاني كريستوفر دافيدسون المتخصص بتاريخ المنطقة، أنه «من المهم جداً أن تقوم الحكومة بتذكير شعبها دائماً أنها أمة تملك هوية تعود إلى فترة بعيدة قبل النفط». وبحسب دافيدسون فإنه بالرغم من نفوذها المتزايد في العالم العربي، فإنه ينظر إلى الإمارات من قبل البعض على أنها «لا تملك تاريخاً حقيقياً» بالمقارنة مع دول أخرى تملك تراثاً ضخماً في المنطقة مثل مصر أو العراق أو سوريا..وهذا غير صحيح، وهو ما يحكيه ويؤكده هذا الفيلم، بالبرهان والدليل.

ويشير الباحث إلى وجود «رغبة» حقيقية في الإمارات لتطوير البحث والحديث عن تاريخها. ووفقاً للباحثة في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تشينزيا بيانكو، فإنه على الساحة الدولية يعد الوجود التاريخي عنصراً مهماً، وفي هذا السياق، فإن هذا الفيلم يؤكد أهلية الإمارات لمكانتها ونشاطها الدولي المتميز.

Email