برزت خصائص محلية وإقليمية عدة في تصاميم فعاليات معرض «داون تاون ديزاين» الأخير، الذي أقيم في دبي بين 12 -15 نوفمبر، والذي جمع نخبة من المصممين والعلامات التجارية الرائدة عالمياً، جنباً إلى جنب مع مجتمع التصميم في المنطقة، راسماً مشهد التصميم المعاصر الذي ترمز إليه المدينة بكل تنوعه.
مجموعة من ثلاث مرايا تصور مناظر دبي الطبيعية، وأثاث مصبوب بقوالب من الرمل، وستائر تستلهم من خيام البدو، وغيرها الكثير من التصاميم المخصصة ومحدودة الإصدار زينت «داون تاون أديشنز»، المنعقد ضمن «أسبوع دبي للتصميم» للمرة الثانية هذا العام، عبر 6 تصميمات تركز على الشرق الأوسط.
أرادت مديرة معرض «داون تاون ديزاين»، رو كوثاري، أن تأخذ مقاربة مختلفة أكثر تنسيقاً للحدث، في سبيل إيجاد معرض تجاري. فقالت لمجلة «ديزين» الفنية، أخيراً: «معرض من قبل الصناعة للصناعة». وأكدت: «سيصبح بديلاً مثيراً لمعارض التصميم التقليدية، مظهراً ما هو مبتكر وذا صلة، وممثلاً في الوقت نفسه روح وديناميكية اقتصادنا الناشئ الذكي».
من بين التصاميم الكثيرة التي تحتفي بالشرق الأوسط، اختارت مجلة «ديزين» المجموعة التالية، التي تبرز عناصر المشهد:

1 المجموعة الكاملة لفرناندو ماسترانجيلو، الذي يتخذ نيويورك مقراً له، بعنوان «المرايا الثلاث»، والتي تشير إلى جوانب مختلفة من مناظر دبي الطبيعة في «تحية» للمدينة. المرايا مصنوعة باليد، باستخدام رمل مصبوغ يدوياً ممزوج بالراتنج. هناك أولاً، مرآة «الصحراء» ذات اللون الذهبي، في إشارة إلى عنصري الشمس والرمال في دبي، ثم مرآة «مارينا»، ذات الشكل غير المنتظم، والتي تمثل الممرات المائية الشهيرة لدبي مع الرمال الرمادية المصممة لمحاكاة الهياكل الفولاذية لمناظر المدينة من صنع الإنسان.

2 منتجات من مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، عبارة عن طاولات ومجموعة من الكراسي في إطار مبادرة «السفيفة ومختبر تصميم قوالب من الرمل». كل قطعة ضمن مجموعة الحجر مصنوعة باليد، باستخدام مزيج من الماء والرمال والخرسانة والطين والتربة، ومنجدة بجلد الإبل بلونه البيج. ويوجد في المعرض كرسي «سفيفة» للفنانة الإماراتية غاية بن مسمسار، التي تعاونت مع استوديو مرميلادا، الذي يتخذ مقره في برشلونة، لمزج تقنيات نسج النخيل قديماً وحديثاً، وبإلهام من صور منازل العريش في صحراء الإمارات، المصنوعة من سعف النخيل، رأى المصممون إمكانية تحويل الشكل المخروطى للعريش وهو يتطاير في مهب الريح، إلى مقعد يتسم بالخصوصية والحماية.

3 قدم استوديو «كرافت»، الذي يتخذ دبي مقراً له، مجموعة من الأثاث الظريف، يضم سلسلة من الطاولات والإضاءة النابضة بالحياة. عنوان المجموعة «أفكار تتخذ شكلاً»، وجاءت بإلهام من طفلة المصمم سيدهارث مينون، التي كانت تصنع أشكالاً «شبه سريالية» بالـ «صلصال»، فأدرك كيف الأشكال البسيطة يمكن أن يعاد تخيلها بطرق مبتكرة.

4 قدم المرفق الإماراتي الفني «تشكيل»، ما يمثل ستار شاشة من ابتكار المصممة المقيمة في دبي، يارا حبيب، كتحية للمجتمعات البدوية التقليدية، حيث يظهر التقسيم الداخلي النموذجي المستخدم في الخيام البدوية، التصميم يتألف من 400 عنصر مصنوع من مجموعة متنوعة من المواد، مع ألواح خشبية منسوجة باليد، مستوحاة من أنماط الإمارات الأصلية. كل لوح يمكنه أن يدور مقدماً «الخصوصية»، وهو مصنوع من الخشب والألمنيوم والكوريان والجلد، أما عملية نسج الخيوط في الألواح، فهي وسيلة للتواصل مع التاريخ.

5 قدم المصممان من جنوب أفريقيا، ستيفن ويلسن وفيليب هولاندر، من استوديو هوتلاند، مقعداً هو عبارة عن ثلاثة مقاعد تنحرف للأعلى، لإيجاد شكل ملتوٍ يتحدى الجاذبية، التصميم الذي تم بالشراكة مع مجلس تصدير الأخشاب الأمريكية يحاكي شتلات تنمو من أرض الغابة صعوداً. مصنوع من خشب البلوط الأمريكي المعدل حرارياً، من دون براغٍ أو تثبيتات ميكانيكية، ليكون مستداماً قدر الإمكان. وقد احتسب الاستوديو بأن كل البلوط الأبيض سيتجدد في الغابة الأمريكية في أقل من ثانية.

6 طاولات من إنتاج استوديو «بينتشي أند بينتشي»، بإلهام من هياكل معمارية مختلفة في إنحاء الإمارات. وقد مزج الاستوديو مواد تقليدية وأنماطاً في الشرق الأوسط مع تكنولوجيا حديثة، تستخدم باستمرار في البناء، مثل النقش بالليزر والطباعة ثلاثية الأبعاد، والقطع بالمياه النفاثة، والطحن «سي إن سي». كل قاعدة مصنوعة من ألوف الألواح من ورق مضغوط، مأخوذ من كتب وصور قديمة عن المنطقة، لإيجاد أرشيف تاريخي يتحول إلى حجر.

