مصممة مجوهرات اختارت دبي لإطلاق إبداعاتها

سمية بكار: الإمارات بيئة خصبة لتبادل ثقافي مثمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت مصممة المجوهرات السورية سمية بكار، أن البيئة الإماراتية توفر ظروفاً جيدة لصناعة تعايش وتبادل ثقافي مثمر، وتستوحي بكار تصاميمها من عناصر الإلهام للذاكرة الفنية والثقافية لطفولتها التي يغلفها الإبداع العفوي، لتصميم قطع فنية تهتم بالتفاصيل وتقنيات القصّ والنقش اليدوية الصنع، والتي تسعى إلى المثالية عبر توظيف الزوايا والخطوط والتصاميم الهندسية بعيداً عن الأشكال المنحنية، ما يعكس طابعاً طموحاً يعبّر عن الاستقلالية والأناقة.

وفى السياق تشير المصممة سمية بكار إلى أن أكثر ما يميز تصاميمها أنها صنعت بعناية شديدة وشغف عارم، بعد خوض رحلة إبداعية مميـزة لتبوح في نهاية المطاف بقصة حدثت في مكان وزمان ما من التاريخ، حيث تنطوي كل قطعة على رسالة شخصية تخاطب من ترتديها وترتبط بها. مع تصاميم مفعمة بلمسات معاصرة لتكون المجوهرات الشيء الأمثل التي يلتقي فيها عبق الماضي بألق الحاضر، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن المجوهرات مسألة عاطفية بحتة، تشعل الرغبة وتثير الحب والإعجاب وما شابه ذلك من مشاعر. فصاغت جميع إبداعاتها وفق تقنيات يدوية، وقامت بتصميم منتجاتها من سبائك الذهب والألماس في المركز الفني ضمن شارع السركال بدبي. وتضمّ تشكيلة العلامة الواسعة مجوهرات ذهبية تشمل أقراط الأذن والخواتم والقلائد والأساور، حيث تتميز كل قطعة بلمسات نهائية فاخرة

صناعة محلية

وفيما يتعلق بالمشهد الابتداعي لصناعة المجوهرات محليا، خاصة أن علاماتها التجارية انطلقت من الإمارات تقول سمية: نشهد في السنوات الأخيرة إطلاق العديد من العلامات التجارية لمواهب التصميم الناشئة من كافة الجنسيات المقيمة في الدولة، إلى جانب تواجد المصممات الإماراتيات بقوة في هذا المجال وهذا التنوع بكل تأكيد يدعم تطور الصناعة وتمازج ثقافاتها، فالبيئة الإماراتية توفر ظروفاً جيدة لصناعة تعايش وتبادل ثقافي مثمر، وتنظر لثقافة التسامح على أنها أخلاق لا تقدر بثمن وأغلى من كنوز الأرض جميعا، وهذا واضح في كل مجالات الحياة، وعلى مستوى فنون صناعة المجوهرات التي هي مجال اهتمامي شخصياً، ألاحظ هذا بشكل كبير، نظراً لاعتماد الفنون على التلقي البصري، فالصائغ الذي يعيش في الإمارات لا بد أن تتسع الرؤية البصرية لديه، وتتسرب عناصر من ثقافات أخرى إلى تصاميمه، فأنا عندما أشاهد قطعة مجوهرات ما أستطيع أن أحدد خلفياتها والبيئة التي جاءت منها.

سمات كلاسيكية

وحول التقنيات التي تعتمدها في تصاميم مجوهراتها التي اشتهرت بدقة أحجامها وأشكالها الصغيرة، تعتقد سمية أن تصاميمها تندرج بصفة خاصة تحت طراز «الأرت ديكو» المعروف بعراقته وعنايته بالتفاصيل المعقدة والمنمنمة والزوايا الدقيقة والتباين في مستويات الارتفاع والسماكة، مع مراعاة نسب التوازن والانسجام ويضفي التصنيع العالي الجودة لمسته الأخيرة عليها ضمن قوالب أكثر معاصرة، لتضمنها ابتكارات شديدة الفخامة، تمزج الصفات الكلاسيكية لجوهر التصميم بالمعاصرة.

وفيما يتعلق بأهمية التراث والتاريخ كعنصر محرك لأطروحات تصميم المجوهرات كعنصر تكويني أصيل تقول سمية: بالتأكيد، فأغلب المصممين يستوحون تصاميمهم من الإرث القديم ثم يضيف لمسته الخاصة عليها، مصممو «الآرت ديكو» يستمدون الكثير من تصاميمهم من البناء المعماري الإسلامي والتاريخ الطويل الحافل بالرسوم والزخارف العربية والإسلامية، فالمصمم يبني هويته من تاريخه الحضاري الممتد، كما أن الشغف هو محور الابتكار لتنفيذ تصاميم يلتقي فيها عبق الماضي بألق الحاضر، وتمتزج فيها مختلف الثقافات والحضارات ضمن تشكيلات فنية، مستوحاة من تاريخنا العربي والإسلامي وتحمل بين طياتها موضوعات بأبعاد فلسفية أو أدبية تحمل رسائل شخصية تخاطب من ترتديها وترتبط بها.

جاذبية الأحجار

وتقول سمية إن الأحجار الكريمة كالزمرد والياقوت إلى جانب جميع درجات الزفير، والتورمالين الأخضر والزبرجد الرائع من القصص الملهمة في كثير من تصاميمها والتي تحتفي بمعايير جودتها، وبالعواطف التي تثيرها. إنها روح المجوهرات التي تكمن في قلب كلّ قطعة، والتي تتماشى جميعاً مع خطوط تصاميمها في كل موسم تتسم بالدفء والجاذبية فالحوار القائم بين الوزن ونقيضه، والكثافة والشفافية، والتماسك والخفّة هو المعنى الحقيقي لتصميم مجوهرات صنعت كي تبقى عبر الأجيال ومستلهمة من المرأة القوية الناجحة الملهمة، التي تعرف أهدافها وقيمها في الحياة بقلب ذهبي محب للحياة والآخرين هي المرأة الملهمة لتصاميمي، فسواء مجموعة (شغف) أو (القلب الذهبي) أو (الطريق المشع) أو (أنا وشيء صغير مني) جميعها هي تلك المرأة الجميلة المشعة بالسعادة لكل من حولها.

تباين لوني

وعن تصاميمها الجديدة لهذا الموسم توضح سمية: تضمّ التشكيلة خواتم مرصّعة بالألماس مع أساور وقلائد من الذهب عيار 18 قيراطاً، والتي جمعت في إحدى قطعها بين تدرجات الياقوت الخريفيّة والألماس اللامع في تباين لوني ملفت للغاية. كما استعنت بالميناء والزبرجد الأخضر في بعض التصاميم لتقدم توليفةً عصريةً من المجوهرات اليومية الأنيقة التي تلهم المرأة الناجحة. وتمزج بين أفخر تقنيات التخريم، انطلاقاً من المفهوم والتصميم وصولاً إلى التنفيذ وتركيب الأحجار الكريمة، ما يضمن تحقيق أقصى درجات الجودة في كافة مراحل الإنتاج.

Email