إماراتية ستينية تدرس الإنجليزية وكانت أمنيتها الالتحاق بالجامعة

طريفة الشحي تعلم الأجيال قيم «السنع»

طريفة الشحي نموذج للمرأة الإماراتية | تصوير: عبد الحنان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

امرأة تجاوزت 60 من عمرها، لكن يومياتها حافلة بالعمل والإنجازات، لم تكمل تعليمها لأنها تزوجت في سن مبكرة، إلا أن الحياة كانت خير معلم لها، جمعت الخبرات على مر السنين، وتجاوزت الكثير من المحن الصعبة، إنها الوالدة طريفة الشحي التي توفي زوجها وأصغر أبنائها لم يتعدَ السنة الواحدة، كافحت وعملت فكانت أماً وفي منزلة الأب لأولادها، الذين التحقوا بأكبر الجامعات حتى صاروا معلمين وأطباء، يخدمون الوطن في قطاع الشرطة. لم يتوقف عطاؤها عند هذا الحد فهي أولى عضوات مركز التنمية الاجتماعية في جلفار التابع لوزارة تنمية المجتمع منذ افتتاحه عام 1995، وأسهمت وأعطت الكثير من الدورات في مجال السنع والطبخ والخياطة، إضافة إلى مشاركتها الخارجية في إيطاليا، والمغرب بالمهرجانات المحلية والعالمية.

إرادة قوية

استقبلتنا الوالدة طريفة في بيتها الكائن برأس الخيمة والابتسامة مرسومة على وجهها، فهي خليط بين المرأة القوية والحنونة والصبورة، هي أم لـ12 شاباً وفتاة، سعت بكل قدراتها أن تجعلهم نموذجاً مشرفاً للمجتمع، وزرعت بداخلهم المبادئ والقيم وأهمية الحفاظ على العادات والتقاليد. وأثناء حديثها المفعم بالأمل توقفت الأم للحظات وأخذت تمسح دموعها قائلة: مات زوجي فجأة فلم يكن مريضاً أو يشكو من شيء، وقتها شعرت بأنه لابد أن ألملم جروحي وأقف على قدمي من أجل أولادي، لم يكن الأمر سهلاً ولكن الإرادة كانت قوية وإيمانها كان كبيراً.

إرشادات وسلوكيات

ترى الوالدة طريفة أن التعليم مفتاح النجاح ونافذة التي نطل منها على حضارة الأمم، وكانت تتمنى لو أنها استطاعت تكمله تعليمها والتحاقها بإحدى الجامعات، ولكن اليوم هي فخورة بما وصلت إليه المرأة الإماراتية والمناصب التي تولتها كونها وزيرة وسفيرة ومهندسة وطبيبة، فقد حققت النجاح في شتى المجالات، وأصبحت شريكاً في عملية التنمية التي قادها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتلقى الوالدة طريفة إرشادات ونصائح في مجال «العادات والتقاليد الأصيلة» على الفتيات المشاركات في دورة السنع والتقاليد الحميدة، لتكريس السلوكيات الطيبة بداخلهم وتعزيز التراث في نفوسهم، كذلك تعطي دورات في الخياطة والتطريز وأخرى في الطبخ، فهناك العديد من الدورات التي أطلقتها وزارة تنمية المجتمع بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، من خلال وضع جدول محاضرات تستمر على مدار عام للاستفادة من خبرات كبار المواطنين المكتسبة.

الباب المفتوح

أجمل لحظات في حياتها تكمن حينما تساعد أي شخص محتاج، وتقف بجواره وتصبح سنداً له، فهي دائماً بابها مفتوح أمام الجميع، مشيرة إلى أن الأحلام والطموح لا يتوقفان حتى بعد عمر الستين، فهي تحلم بتأسيس مكان خاص بها، تعطي خلاله دورات للفتيات في مختلف التخصصات التراثية، وهي حالياً تعكف على دراسة اللغة الإنجليزية بمساعدة أولادها، وتفكر في العودة من جديد إلى المدرسة.

Email