وشوم الحبر الأزرق اليابانية.. من الظلام إلى النور

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت الوشوم المعروفة بـ "هاجيتشي" في اليابان، مثار إعجاب كثيرين في أكيناوا، الجزيرة المعروفة باسم ريوكيو، في فترة ازدهار مملكتها (1429-1879)، ثم تحول هذا التقليد، بشطبة قلم، إلى وصمة عار ومصدر عزلة اجتماعية عام 1899، بعد قرار الحكومة اليابانية حظر فن الوشم، الذي اضمحل في الجزيرة ويعاد الآن إعادة إحياؤه.


محافظة أكيناوا أخيراً أقامت معرضاً بمناسبة مرور 120 عاماً على قرار الحظر، للإضاءة على هذا الفن الذي كان منتشراً بتصاميمه المتنوعة.


وفي تقرير عن المعرض، أفادت صحيفة "أساهي" اليابانية أن تلك الوشوم التي كانت تزين أيادي النساء بحبر أزرق داكن، شكلت مصدر إعجاب للنساء والرجال على حد سواء. كان يُعتقد أنها تقي من الحظ العاثر وتحمي السكان من الإبعاد إلى "نياتشي" أي البر الياباني، بعيداً عن أكيناوا وهوكايدو. وكانت أيضا تعبيراً عن الأمل بأن تتوافق نساء الجزيرة مع أمهات أزواجهن، بعد مرورهن بتجربة الوشم المؤلمة. 


تقول عالمة الآثار في جامعة تسورو، يوشيمي ياماموتو، إن النساء كن تتنافسن على التصاميم الأكثر جمالاً، وأن انجذاب الرجال نحو النساء اللاتي تتزين بوشوم "هاجيتشي"، يعود إلى اعتقادهم بأن المرأة التي تتصف بيدين جميلتين تطبخ أطباقاً لذيذة. لكن كل ذلك تغير في عام 1899، عندما حظرت حكومة ميجي فن الوشم، مما غيّر النظرة من إعجاب إلى عار وخجل، حيث كانت الخطوة جزءاً من جهود أوسع نطاقاً لإضفاء الطابع الغربي على البلاد، وفقاً للعالمة ياماموتو، التي تشير إلى حظر اليابان أيضاً الـ "تشونماجي" أي عقدة الشعر للرجال، والـ "اوهاغورو أي "الأسنان المطلية بالأسود للنساء". 


ومع تغير القيم، واعتبار فن الـ "هاجيتشي" من المحرمات، تعرضت النساء للعقاب، وجرى توبيخ الطالبات اللاتي تضعن وشم "هاجيتشي"، حتى أن بعضهن أحرقن جلدهن بحمض الهيدروكلوريك، بل في بعض الحالات أجبرن على تطليق أزواجهن، كما كن تتفادين التصوير لإخفاء أياديهن. 


المعرض المقام في متحف محافظة اكيناوا ومتحف الفنون يجري تحت عنوان "هاجيتشي في أكيناوا ووشوم السكان الأصليين في تايوان"، حيث تعتبر الباحثة أن اكيناوا وتايوان تتقاسمان بعض سمات التاريخ الاجتماعي حيث جرى حظر فن الوشم في تايوان أيضاً. 


وفي تعليقها على المعرض، ترى ياماموتو أن وفاة جميع النساء اللاتي تزين بفن وشم هاجيتشي يجعل المعرض أكثر أهمية، ذلك أن غياب تلك النساء وأولئك الذين يعرفونهم يعني غياباً في الإحساس الحي بالتاريخ، وفيما بعض الناس قد ينظرون إلى الهاجيتشي بنوع من الرومانسية، فإن آخرين قد يتذكرون قصص التمييز.

 

كلمات دالة:
  • وشوم يابانية،
  • وشوم الحبر الأزرق،
  • هاجيتشي،
  • وشم تقليدي،
  • معرض وشوم،
  • اليابان
Email