80 ألف درهم حداً أقصى لتكلفة العمل الواحد

الدراما الإذاعية.. حضور خجول على الأثير

أبطال مسلسل «أيامنا الحلوة» الإذاعي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لسنوات طوال، ظلت الدراما الإذاعية رفيقة الناس، وأولئك الذين يقضون جل أوقاتهم في السيارة، حيث يجدون في هذه الأعمال البسمة، ويتلمسون الكوميديا الخفيفة، فيما تفتح أعينهم على الواقع المجتمعي، وقضاياه وهموم الناس، وتقدم لهم بعضاً من ملامح التراث المحلي، إلا أن ظهور الدراما الإذاعية على الهواء حالياً، لم يعد كما السابق.

فقد بات خجولاً وموسمياً، لتحل مكانها أشكال مختلفة من الأغنيات التي حرمت المستمع من حالة الاستمتاع بلحظة استرداده شيئاً من «زمن الطيبين»، الذي غاب بفضل الثورة التكنولوجية التي نعيشها جميعاً، والتي نقلتنا نحو ساحات التواصل الاجتماعي. الدراما الإذاعية لا تزال تكابد الزمن، وتسعى جاهدة لأن تحجز مساحة لها على الأثير، أملاً بأن تستعيد عصرها الذهبي يوماً.

«البيان» تواصلت مع رواد الدراما الإذاعية في الدولة، والذين أكدوا أن حضورها خجول وموسمي، معتبرين أنه لا يمكن «غض الطرف» عن هذه الدراما لأهمية وجودها على أرض الواقع.

للفنان الإماراتي عبد الله صالح، باع طويل في الدراما الإذاعية، حيث بدأ العمل فيها منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث قال لـ البيان»: «قضينا أياماً جميلة في إذاعة دبي، وأذكر أنه في 1986 عندما انطلقت إذاعة دبي.

حيث كان آنذاك الراحل عبد القادر الكردي وحسن أحمد، حينها كتبت ومثلت العديد من الأعمال الدرامية، واستمر ذلك سنوات طوال، فيما بعد تحولت إلى الإخراج والكتابة، وكان نتاج ذلك العديد من المسلسلات الإذاعية، وخلال مسيرتي قدمت مجموعة من الأعمال الخاصة بجمارك دبي».

«سوالف بو سويلم»

«سوالف بو سويلم» هو أحدث أعمال عبد الله صالح، وقد توزعت حلقاته الكوميدية على جزأين، عرض الأول على إذاعة الشارقة، فيما لا يزال الثاني يقف في طابور العرض على أثير هواء إذاعة الشارقة. ويشير صالح إلى أن الكتابة الإذاعية لها متعة خاصة.

وقال: «رغم ما تمتلكه الكتابة الإذاعية من متعة إلا أن العديد من الشباب أخذوا «يهربون» منها، لكونها لم تعد مربحة بالنسبة لهم، إلى جانب كونها أصبحت موسمية». صالح أكد وجود «تعطش لهذه الدراما».

وقال: «أعتقد أنه إذا منحت الدراما الإذاعية المساحة اللازمة، فإنها ستكون قادرة على تحقيق النجاح، فعلى الرغم من طغيان الموسيقى والأغاني على أثير معظم المحطات الإذاعية، إلا أن الجمهور لا يزال متعطشاً لهذه الدراما».

شوط كبير

من جهته اعتبر الفنان مرعي الحليان، أن الدراما الإذاعية لا تزال موجودة على الساحة المحلية في الوقت الراهن، عائداً في حديثه إلى عقد التسعينيات.

حيث كانت الدراما الإذاعية تعيش عصرها الذهبي. وقال: «في تلك الفترة كانت إذاعة أبوظبي هي حاملة لواء الدراما الإذاعية، وعملت على إنتاج الكثير من المسلسلات التراثية والمتخصصة في الشأن الاجتماعي، واستطاعت الإذاعة آنذاك أن تقطع شوطاً كبيراً فيها، خاصة أثناء فترة تولي المرحوم محمد الجناحي لقسم الدراما في إذاعة أبوظبي».

الحليان، بين أن إذاعة الشارقة ومنذ 7 سنوات، تولي اهتماماً عالياً بهذه الدراما، حيث تنتج سنوياً نحو 5 أعمال. وقال: «للأسف أن إذاعات دبي، لم تلعب دوراً محورياً في الدراما الإذاعية، التي تواجدت على أثيرها بشكل موسمي.

ولذلك لم يكن لديها إنتاج دائم في هذا المجال، علماً بأن الأعمال التي أنتجت كانت ناجحة جداً، مثل الدراما التي قدمتها بالتعاون مع شرطة دبي، وتناولت العديد من القضايا التوعوية، حيث توليت أنا بنفسي كتابتها، والإشراف عليها».

تكلفة

ورغم انشغاله بالمسرح، إلا أن الحليان لم يغب أبداً عن أثير إذاعة الشارقة، في هذا المجال. وقال: «أنا أكتب لإذاعة الشارقة وأشارك كوني ممثلاً في بعض الأعمال، وقد استطاعت هذه الإذاعة خلال الفترة الماضية أن تخرج العديد من المنتجين مثل ناجي خميس وسيف عذران، وجمال السميطي، وحسين الأنصاري وغيرهم.

والذين يعملون معها بنظام «المنتج المنفذ». ووفق تعبير الحليان، لا يعد إنتاج أي عمل درامي إذاعي مكلفاً، مبيناً أن أقصى تكلفة وصلت إلى 80 ألف درهم، وذلك بالاعتماد على قائمة النجوم التي يتم الاستعانة بها في العمل. وقال: «فعلياً التكلفة ليست عالية، حيث إن طول الحلقة الواحدة لا يتجاوز 12 دقيقة، وبالتالي يمكن أن يتم تسجيل 30 حلقة خلال 3 أيام فقط». الحليان الذي أنتج أخيراً مسلسل «أيامنا الحلوة» الإذاعي، والذي يعبر فيه عن تعايش الناس وتآلف الجنسيات في الإمارات، أكد أن ما يميز الدراما الإذاعية هو اعتمادها على الصوت فقط.

Email