عروضه تنطلق الليلة وتستمر ليوم غد

«هاري بوتر» يتجلى على خشبة «دبي أوبرا»

تترافق نغمات العازفين مع مشاهد الفيلم التي تعرض على شاشة ضخمة | تصوير: دينيس مالاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

نكهة خاصة احتفظت بها سلسلة «هاري بوتر» منذ اللحظة الأولى التي رأت فيها النور، روائياً وسينمائياً، واستطاعت مع مرور الوقت أن تتحول إلى ظاهرة أدبية وثقافية، داعبت خيالات الكبار قبل الصغار حول العالم، لا سيما بعد أن تجسدت الحكاية التي أبدعتها الروائية البريطانية جي كي رولينغ، مشهديات سينمائية، سرعان ما نالت انتشاراً واسعاً، وتمكنت من خطف الأنظار كلما أطلت على الشاشة الكبيرة.

حكايات هاري بوتر لم تكن عادية من حيث السرد والحبكة الأدبية، فقد ألبستها الروائية جي كي رولينغ رداء الخيال، ونسجتها بخيوط السحر، فأضحت السلسلة رفيقة الجميع، فيما جاءت الموسيقى التصويرية لأفلامها التي أبدعها الموسيقار جون ويليامز «ثقيلة الوزن»، حيث نجح من خلالها في تقديم مزيج ساحر من الخيال والإيقاع السيمفوني الرائع الذي شكل عموداً أساسياً في العمل السينمائي، فأضحت مقطوعة ويليامز التي رافقت فيلم «هاري بوتر وسجين أزكابان» للمخرج ألفونسو كوارون، واحدة من كلاسيكيات الموسيقى في العالم، والتي ينظر إليها دائماً بعين الرضا، لشدة ما حملته هذه المقطوعة من تعابير عميقة ولافتة، قادرة على التأثير في النفس البشرية.

عرض خاص

إبداعات جون ويليامز لم يكن لها أن تمر مرور الكرام، أمام عيون نقاد السينما، وأولئك العارفين في الموسيقى، لتقوده نحو منصة الأوسكار، حيث نال عنها ترشيحاً للجائزة الأهم على مستوى العالم، لتدخل المقطوعة التي مر على إنتاجها نحو 15 عاماً قائمة «الخلود» في الموسيقى العالمية، وها هي «دبي أوبرا» قد فتحت أبوابها مجدداً أمام هذه المقطوعة، لتقدمها أمام عشاق كلاسيكيات الموسيقى، في عرض ينطلق مساء اليوم ويستمر ليوم غد السبت، ولتعيد دبي أوبرا من خلال هذه المقطوعة تجديد لقائها مع سلسلة «هاري بوتر» التي سبق وأن استضافت عروضها الموسيقية على مسرحها.

على خشبة مسرح «دبي أوبرا» وقف عشرات الموسيقيين من أوركسترا الدولة الأرمينية السيمفونية، الذين تحلقوا أمس، حول الموسيقار جاستن فرير، ليقدموا معه عرضاً خاصاً لهذه المقطوعة أمام وسائل الإعلام، فيما تراقب عيونهم حركات يديه التي ترشدهم في قراءة «نوتة» المقطوعة الموسيقية الخاصة بفيلم «هاري بوتر وسجين أزكابان»، حيث تترافق نغماتهم مع مشاهد الفيلم التي تعرضها «دبي أوبرا» على شاشة ضخمة يصل طولها إلى نحو 40 قدماً.

فرصة

«أعتقد أن تقديم عرض موسيقي حي، رفقة مشاهد سينمائية، يعد أمراً جميلاً، وبلا شك أن تقديم مقطوعة موسيقية خاصة بسلسلة (هاري بورتر) على مسرح (دبي أوبرا)، يعد حالة استثنائية»، بهذا التعبير، علق الموسيقار جاستن فرير، على انطلاق هذا العرض، قائلاً: «بالنسبة لي، أعتبر أن هذه الفرصة خاصة جداً، بأن أعيد تقديم هذه المقطوعة على مسرح «دبي أوبرا»، حيث أعيد من خلالها إحياء إحدى أهم المقطوعات الموسيقية على مستوى العالم». جاستن أكد أن المقطوعة يقدمها على المسرح نحو 80 عازفاً، وهو ما يعد أمراً لافتاً.

وقال لـ«البيان»: «بالتأكيد أن تقديم عرض موسيقي خاص يترافق مع عرض مشاهد الفيلم، يشكل فرصة جميلة أمام الجمهور لأن يعيش أجواء العمل والحكاية برمتها، وأن يعيش تفاصيلها بالكامل، فضلاً عن ذلك يمكن له أن يتيح للجمهور أن يبني مخيلتهم وأن يستشير أحاسيسهم، بحيث يفهم من خلال عملية الربط بين المشهد والموسيقى طبيعة الحالة التي عاشها صناع العمل، كما يمكن له أن يفسر سبب وجود مشاهد حزينة أو فرحة أو مشوقة في صلب المقطوعة الموسيقية بناءً على المشهد الذي يتابعه».

«هاري بوتر وسجين أزكابان» يمثل الجزء الثالث من السلسلة، حيث تأخذ الحكاية فيه اتجاهات مختلفة، تبدأ بدخول هاري بوتر، ورفيقيه رون ويزالي وهيرمايني جرينجر سن المُراهقة، فيما تزداد الأحداث كآبة وتوتراً، مع اكتشاف هاري بوتر المزيد عن موت والديه، وعن خيانة وورمتيل لهما، ويعرف أن له أباً روحياً هو سيرياس بلاك سجين أزكابان، والذي كان متهماً بقتل وورمتيل و12 شخصاً من العامة، بينما الحقيقة هي أن وورمتيل هو من قتل الـ12 شخصاً واختفى وترك إصبعه مقطوعاً ليظن الجميع أن سيرياس قتله، ولم يبق من جسده سوى إصبعه. يمتلئ هذا الجزء بتحول الأشخاص إلى حيوانات، كما يظهر فيه المستذئب الرقيق ريموس لوبين مُعلم الدفاع ضد فنون السحر الأسود، وصديق جيمس بوتر والد هاري.

Email