معرض يصحح النظرة إلى أصحاب الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

على بُعد أميال قليلة من متحف تيت الحديث، انتهت المشرفة كلير بارلو من وضع اللمسات الأخيرة على معرض دائم جديد في متحف ومكتبة «ويلكوم كولليكشن» يتوجه إلى أصحاب الهمم.

وتتلخص مهمة المعرض، تحت عنوان «أن نكون إنسانيين» في «استكشاف الثقة والهوية والصحة في عالم متغيّر».

ويعتبر «ويلكوم كولليكشن»، الذي افتتح عام 2007، واحداً من أكثر متاحف لندن شموليةً، ومرافقه الخاصة بالأطفال تجعل منه ملاذ الأمهات في يوم ماطر. أما المعرض الجديد فيقع عند الطابق الأول مع نوافذ مرتفعة يطل على طريق من ثلاثة خطوط. المدخل إما عبر سلالم من أدراج رخامية، أو عبر مصعد يوصل إلى باب مزدوج في وسط الغرفة.

وأوضحت بارلو بأن أحد التحديات الكبرى التي واجهتها تمثلت بجعل المشهد الأول الذي يطالع الزائر على قدر من التأثير من الجهتين. وقد استعانت للغاية بمجموعة «أسسيمبل» المعمارية الحائزة جائزة ترنر وعملا بالتشاور مع عدد كبير من المجموعات المعنية بأصحاب الهمم على ابتكار شبكة من صناديق العرض الممتدة فوق أرضيات بلون خشب السنديان وقواعد حجرية سوداء اللون غائرة على نحو خفي يتيح للكراسي المتحركة من الاقتراب. أما شروحات المعروضات فمكتوبة بلغة البرايل ومسموعة صوتياً إضافة إلى النصوص العادية.

وتتضمن لائحة المساهمين في المعرض عدداً من كبار الناشطين المناصرين لأصحاب الهمم، لذا اختارت بارلو أن تكون إمكانية الوصول في أعلى سلم الأولويات. وقدمت الشاعرة والمخرجة السينمائية البريطانية دوللي سين معروضتين عبارة عن صندوق من التنك لجمع التبرعات مكتوب عليه «ساعدوا الأشخاص الطبيعيين» وعلبة دواء مكتوب عليها «الكرامة».

وتصف سين الصندوق بالقول إنه يشكل «استهزاءً بنموذج الصدقة المتعلق بالإعاقة، حيث يبدّل بين موضع الشفقة ومانحها. أما الكرامة في علبة الدواء فتبلغك بأن الكرامة ليست حبة دواء تؤخذ أربع مرات في اليوم، بل تعني عدم استجداء الهوية والأحلام، ووجود شخص يستمع إليك ويهتم بأمرك. وهو أمر يفقهه عدد من الذين يعانون من الأمراض العقلية».

وتبرز كواحد من المعروضات الأكثر عمقاً وتأثيراً طاولة على شكل منبر وعظ مع كرسي من إبداع الفنان جيمس ليدبيتر، جاءت نتاج ستة أشهر من التعاون مع أطفال من قسم الأمراض العقلية في مستشفى «غريت أورموند ستريت» في لندن، وقد جسّدت إجابة الأطفال حين سئلوا عن أكثر ما يريدونه من مقدمي الرعاية الصحية، وكانت أذن كبيرة تستمع.

Email