يختارها الفنانون لأسباب خاصة بعيداً عن التحليلات النفسية

جاذبية الألوان تعكس الثقافة البصرية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعددت النظريات التي تحاول تفسير وجود الألوان في الطبيعة، ومن أشهرها النظرية التي تقول بأن «اللون الذي نراه يمتص كل الألوان، ويعكس اللون الذي يتم رؤيته بالعين المجردة».

كما ظهرت نظريات أخرى، شقت لنفسها طريقاً آخر، تمنح فيه اللون دلالات ومعاني، إذ حاول علماء النفس بهذه الدلالات دراسة مدى تأثير الألوان على نفسية ومزاج الناس، ووصلوا كما يقولون إلى ما يسمى العلاج بالألوان، أو تحديد طبيعة الشخصية من خلال الميول اللونية.

ويبقى السؤال في النهاية إلى أي مدى ممكن أن يكون هذا الكلام صحيحاً، وهو ما يفسره الفنانون الذين يختارون ألوانهم بناء على دوافع محددة، أو تظهره اختيارات الناس في مواقع أخرى من المجتمع.

تجارب لونية

أطلق النقاد على إحدى مراحل تجربة الفنان الإسباني بابلو بيكاسو «المرحلة الزرقاء» وهي المرحلة التي استخدم فيها اللون الأزرق بكثرة، ووصفوها بأنها مرحلة سوداوية من مراحل إبداعه، لكن في الواقع أن الفنان حينها لم يكن يملك المال الكافي لشراء ألوان أخرى، في وقت كانت فيه الألوان الزرقاء أقل ثمناً من غيرها.

وعند الاقتراب من تجارب فنانين آخرين لمعرفة علاقتهم بالألوان، يمكن التأكد بأن اللون عندهم لا يعبر عن حالة نفسية بقدر ما يعبر عن تجربة لونية، قال الفنان الإماراتي عبدالرحيم سالم ذات مرة «قد يتحدثون عن دلالات الألوان النفسية، ولا أجد كلامهم صحيحاً، لكني أجد في اللون أبعاداً فلسفية، وأحياناً لا يكون لدي إلا الأخضر فاستخدمه، وهذا لا يعني أني حزين أو متفائل باستخدامي للأخضر».

ورأى سالم «أن بعض المحللين النفسيين حاولوا في اللون الكشف عن حالات معينة، لكن هذا لا ينطبق على كل الحالات، إنما استفادوا من الإيحاء بأن هذا اللون يدل على كذا، وبالنسبة لي أستخدم اللون للتعبير عن تجربتي مع هذا اللون».

أما الفنانة الكويتية ثريا البقصمي فكانت قد بررت استخدامها للون البني في أحد معارضها في أبوظبي بأن هذا اللون يفرض نفسه لأنها تستخدمه حتى بملابسها. وذكرت أنها تستخدم الأزرق بكثرة أيضاً، وتبتعد عن الأحمر والأصفر لأنها ألوان صارخة.

في حين كان للفنان السوري الراحل فاتح المدرس رأي مفاده أن الجو اللوني المفروض على اللوحة يرمز إلى حالة ما يعيشها، ويأتي تجاور الأحمر مع الأسود وطريقة معالجته ليمنح اللوحة شيئاً من القوة والضغط والدفء، وهو ما يستطيع نقل المأساة أو سرية الوحدة والغربة إنها مجموعة انفعالات يسهل ترجمتها بصرياً.

سحر اللون

قد يرتبط سحر اللون وجاذبيته بثقافة بصرية يفرضها المحيط، فألوان إفريقيا الحارة تختلف عن ألوان أوروبا الباردة وهو ما يعكسه المناخ، ومن هنا في حال أراد الفنان أن يعكس محيطه في أعماله يختار الألوان التي اختزنتها ذاكرته.

ويبقى إن اكتشاف جمالية الألوان وتفاعل الإنسان مع تدرجاتها تنبع من ذاته ومن ثقافته البصرية، بعيداً عن النظريات التي قد تلامس الحقيقة أو تبتعد عنها.

ألوان الطيف

يدل تحليل الضوء الأبيض بواسطة موشور(المنشور الثلاثي) والحصول على ألوان الطيف وهي الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي والنيلي، بأنه لا يوجد لون صافٍ، فالألوان ذاتها تتغير بحسب تساقط الضوء والظل عليها.

Email