رياضة أصيلة عُرف بها العرب قديماً

على صهوات الخيل.. أطفال يطرقون بوابة الفروسية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فرسان صغار يمتطون صهوات الخيول، يقتفون خطى الأجداد، يتعلمون فنون الفروسية، فلا صوت يعلو فوق صهيل الخيول، بمجرد أن تطأ قدماك نادي «أعيان» للفروسية، سترى مشاهد تسحرك وعلاقة ودٍّ متبادلة بين الفرسان والخيول. عبدالله البالغ من العمر 15 عاماً، ينظف الخيل ويمنحه وقتاً لتدليله فترى قوة الترابط بينهما، ما يسهل عليه تربيتها وقيادتها والتواصل معها، إضافة إلى إحساس الخيل بالمتعة.

أما محمد البلوشي فيمتطي صهوة الجواد ويجري بسرعة ليلتقط الأوتاد بشجاعة. بينما تفضل عبير التدريب رفقة الخيول على شاطئ البحر ورؤية الشمس وهي تسقط خلف الأفق.

أجواء اجتماعية

حب الخيل قاسم مشترك بين جميع الفرسان الصغار في النادي، فتراهم يستمتعون بوقتهم، تعزز لديهم الفروسية اللياقة البدنية والقدرة على تحمل الجهد الجسدي وتزيد من التواصل والإحساس بكافة أجزاء الجسم، وتنبه إلى وجود عضلات لم نكن تشعر بوجودها من قبل.

التدريب يكون جماعياً، ما يصنع بين المتدربين أجواءً من الصداقة بعيداً عن عالم التكنولوجيا؛ فبدلاً من الانطلاق في المناطق المفتوحة والجري وممارسة الرياضة، ينحصر نشاط بعض الأطفال في الجلوس بالمنزل واللعب بأجهزتهم الإلكترونية، ما رفع إصابتهم بالسمنة وساعد على عزلتهم بعيداً عن الأجواء الاجتماعية التي تثر فرحاً ونشاطاً.

يؤكد عبدالرحمن الهاشمي، مؤسس نادي «أعيان»، اهتمامه بتوفير تدريب آمن ومفيد للأطفال والنساء، فالنادي يفتح ذراعيه للجميع، ويقدم خدماته بالشكل الذي يناسب مختلف شرائح المجتمع، في فترات تدريبية صباحية ومسائية، من خلال المدربين والقائمين عليه، وينتهج برنامجاً تدريبياً نظرياً وعملياً لمختلف المستويات. وبعد كل حصة تدريبية يختبر المتدرب في تعامله مع الخيل أو في الإسطبلات أو في سباقات القدرة وقفز الحواجز، مع تقييم موضوعي لواقعه والبتّ في أمر انتقاله للمراحل اللاحقة.

يقول الهاشمي: «الفروسية رياضة عربية أصيلة، بها عُرف العرب قديماً وتحدثوا عن مآثرها في مجالسهم وصاغوها شعراً في حياتهم العامة. هي مصنع الفرسان، تعلِّم الصبر وتحثّ على الذكاء وترتبط بالشجاعة والقوة. والحث على هذه الرياضة هو جزء أصيل من موروثنا الاجتماعي».

ويضيف: «نحن في النادي نعطي مساحة لأصحاب الهمم أيضاً لإبراز مواهبهم وتحفيزهم على الوصول إلى أهدافهم، فالتدريب هو بوابة للاحتراف».

Email