أنطونيا كارفر المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل لـ «البيان»:

دبي موطن الإبداع ووجهة عشاق الفن

■ عمل فني يعرضه المركز مستوحى من حدائق دبي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يفتح مركز جميل للفنون نوافذ إبداعاته، على خور دبي، يلتقي من خلالها مع شريان دبي النابض بالحياة، فيروي عبر معارضه حكايات مختلفة، بعضها يحمل ملامح التراث المحلي، وأخرى تحاكي مدارس متعددة الرؤى والثقافات، ليؤكد انفتاح دبي التي تعودت أن تحتوي الجميع في أحضانها. في مركز جميل للفنون، لا حدود للإبداع.

حيث تتمدد الأعمال البصرية التي تتخذ أشكالاً مختلفة على أرضه، لتبوح لزواره ببعض الأسرار التي يخفيها صناع هذه الأعمال، التي تختارها إدارة المركز وفقاً لاعتبارات متعددة، وفق ما قالته أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل، في حوارها مع «البيان»، والتي أكدت أن بعض الأعمال يتم تنفيذها بحسب الطلب، فيما البعض الآخر يتم استقطابها من معارض دولية.

وقالت: «نسعى دائماً إلى استقطاب الأعمال القادرة على جذب انتباه عشاق الفنون، وأن تكون ذات أفكار نوعية وفريدة». وأشارت إلى أن دبي استطاعت في السنوات الأخيرة أن تتحول إلى مركز إثراء فني، وموطن الفنون الابداعية، مبينة أن توجهات الحكومة ساعدت على تحفيز الجيل الجديد من مواطني الدولة لدخول القطاع الفني والاستثمار فيه.

رغم مرور أشهر كثيرة، على تقديم مركز جميل للفنون الواقع في منطقة الجداف في دبي، لعمل الفنانة اليابانية تشيهارو شيوتا «ديبارتشير» (إقلاع) المستوحى من المراكب والسفن التقليدية في دبي، حيث بدا العمل أيقونة فنية ساحرة، تعكس عراقة دبي وتطورها وقدرتها على الارتباط بوجدان الناس.

العمل لا يزال يلقى حضوراً جماهيرياً ما دعا إدارة المركز إلى تمديد فترة إقامته، ليؤكد ذلك مدى اتصال الفنون بالواقع المحلي. تقول أنطونيا كارفر: «نسعى دائماً إلى التجديد في الأعمال التي نعرضها بالمركز بين الفينة والأخرى، وذلك عادة ما يتحدد بحسب طبيعة المشروعات، فبعضها يكون من خلال دعوة الفنانين إلى مشاركتنا أفكارهم الفنية التي تعبر عن وجهات نظرهم.

وهذه عادة تخضع لتقييم لجنة تحكيم متخصصة، في حين أن بعض المشاريع الأخرى، يتم استقطابها من خلال مشاركتنا في المعارض الدولية. واختيارنا لها، يكون بناءً على فكرتها، ونوعيتها، ومدى قدرتها على التواصل مع المجتمع المحلي، وجذب انتباه عشاق الفنون».

وتابعت: «في كل معرض ننظمه، نحرص دائماً على أن يكون هناك توازن بين الفنانين، بحيث نضمن تواجد الفنان الخليجي والإماراتي إلى جانب العربي والعالمي، ونحرص أن تكون المشاريع الفنية المعروضة، جديدة بالكامل ولم يسبق أن عرضت في الدولة».

موقع

لا تزال أنطونيا كارفر، تذكر اللحظة التي قررت فيها الانتقال من موطنها العاصمة البريطانية لندن إلى دبي في 2001، حيث وصفت ذلك بـ «القرار الجريء حينها»، لتمضي انطونيا منذ ذلك الوقت وحتى الآن، في رحلة طويلة في اكتشاف فنون العالم والخليج والمنطقة العربية. وقالت: «ذلك القرار ساعدني في اكتشاف الكثير من الأشياء، والمدارس الفنية والرؤى المختلفة في هذا الجانب.

وفي كل مرة أسافر فيها، اكتشف أن دبي هي الوجهة الأمثل للثقافة والإبداع والفنون في المنطقة العربية، ولعل ذلك نابع من طبيعة موقعها الجغرافي، وتحولها إلى موطن لأكثر من مئتي جنسية، ما جعل منها موطناً للفنون الإبداعية»، وأشارت إلى أن امتلاك دبي لعشرات الغاليريهات والمعارض السنوية والمراسم التي تهتم بالفنون، ساعدها في أن تتحول إلى وجهة لعشاق الفن من حول العالم.

تؤمن أنطونيا، أن «الثقافة والفنون قادرة على أن تتحدث بكل لغات العالم، ولديها القدرة على التواصل مع الجميع». وتقول: «أعتقد أن دبي كانت أفضل مكان لإنشاء مركز جميل للفنون، فهي بوابة المنطقة العربية والخليج، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بكل ما تقدمه المدينة لهم من جوانب ترفيهية وسياحية.

بالإضافة إلى الجانب الثقافي الذي يعكس طبيعة التراث المحلي والخليجي والعربي، ولذلك وجود مركز فن جميل، ساعد بلا شك على فتح المجال أمام الفنان الإماراتي لأن يقدم إبداعاته أمام العالم». وأضافت: «لقد ساعدت توجهات الحكومة في الإمارات.

واهتمامها بالفنون والثقافة في تغيير النظرة المجتمعية لقطاع الفنون، الأمر الذي ساهم في رفع شأنها في المجتمع، بدليل أنه أصبح لدينا العديد من المراكز والمتاحف التي تهتم بهذا الجانب، ولنا في معرض»سكة«و»آرت دبي«و»فنون العالم في دبي«و»متحف اللوفر أبوظبي«، وغيرها أسوة، وبالطبع فقد ساهم ذلك في تقليص فجوة الاهتمام بهذا الجانب».

نظرة أنطونيا إلى المشهد الفني في دبي، بدت متفائلة، حيث قالت: «من وجهة نظري أعتقد أن المشهد الفني في الإمارات آخذ بالتغير، ويتجه نحو التطوير، الأمر الذي يساهم في ردم الفجوة التي عانى منها المجتمع المحلي لفترة من الزمن،.

والتي خلت من ظهور أسماء لامعة، فبعد بروز الفنان الراحل حسن الشريف، وأبناء جيله ومن بينهم الفنان محمد كاظم، حدثت لدينا فجوة، عبر ابتعاد الشباب عن ولوج القطاع الفني، ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت هذه الفجوة بالتقلص، وأصبحنا نشهد تهافت الشباب على الفنون، وتعلمها والاشتغال بها، ما ساهم بالفعل في إحداث قفزة نوعية في المشهد الفني الإماراتي، خاصة وأن البعض منهم اتجه نحو إنشاء غاليريهات خاصة بهم، تتيح تقديم الفنون المختلفة».

مساحة خاصة

تشير انطونيا إلى أن لدى مركز جميل للفنون حالياً خطة لاستضافة كمية كبيرة من الفنانين الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة، وقالت: «نسعى في كل معرض ننظمه إلى إتاحة مساحة خاصة للفنان الإماراتي والتي تمكنه من عرض إبداعاته، والتعبير عن رؤاه الفنية»، مؤكدة أن المعرض الذي يعكف المركز على إعداده خلال الفترة المقبلة، سيشمل تقديم مجموعة أعمال خاصة أبدعها الفنان محمد كاظم والفنانة ابتسام عبد العزيز.

Email