إنارة الغاليريهات لا تنطفئ وأبواب السينما مُشرعة

رمضان «السركال أفنيو».. إبداعات على موائد الفن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

15 دقيقة فقط هي الفاصل بين بداية شارع الشيخ زايد والسركال أفنيو الواقع في منطقة القوز بدبي، كلاهما يتمتع بأهمية عالية، فالأول، شارع الشيخ زايد، شريان دبي الرئيس، فيما أصبح الثاني وجهة عشاق الفنون البصرية التي تعودت أن تلتقي فيه، وأولئك الباحثون عن الهدوء والاستمتاع بإيقاعات الموسيقى البديلة، وآخرون ملوا أفلام السينما التجارية، ليجدوا ما يبحثون عنه في نطاق «الفن السابع» في منطقة السركال أفنيو الذي يبدو رمضان فيه مختلفاً، حيث يجمع بين مختلف الفنون بدءاً من التشكيل، مروراً بالفن السابع وليس انتهاء بفن الطهي والتذوق.

تجارب

خلال رمضان، لا تطفئ الغاليريهات التي تتخذ من السركال أفنيو مقراً لها إنارتها، بل تشعلها لتجمع تحت أشعتها عشاق المناقشات الأكاديمية وشبه الأكاديمية المتعلقة بالفنون، وكذلك ورش العمل التي تجذب محبي الألوان المائية. في رمضان يبدو المكان مختلفاً قليلاً، حيث يتزين بإنارة خاصة مبعثها فوانيس ملونة موزعة في كل مكان، ليكون زائر المكان على موعد خاص مع ما تقدمه منصة «إنكد» المذاقية الإبداعية، والتي تعودت أن تقدم تجارب مذاقية فريدة، مستوحاة من عالم الفنون، وخلال الشهر الكريم، تقدم «إنكد» تجربة إفطار وسحور مختلفة، تحمل عنوان «طاولة سوق الطيب»، والتي يقدم من خلالها مجموعة من الطهاة اللبنانيين، أطباقاً ونكهات تقليدية متعددة تمثل مختلف المناطق اللبنانية.

التجوال في منطقة السركال أفنيو، تجربة ثرية، لا تتوقف عند حدود «إنكد»، حيث يمكن للزائر أن يكتشف ما تخبئه الغاليريهات في داخلها من مقتنيات فنية لافتة، تشكل لزوار المكان منفذاً للاطلاع على ثقافات العالم، والتعرف إلى مدارس الفنون وروادها، وخطوطها المختلفة، وكذلك ألوانها المتعددة، لا سيما وأن المكان يضم بين جنباته مجموعة غاليريهات مهمة وأبرزها «كربون 12» ومعرض «أيام غاليري»، و«الخط الثالث»، وغيرها، والتي أعلنت أخيراً عن افتتاحها لمجموعة من المعارض الفنية، وتلك المتصلة بفنون الخط العربي، والتي تشكل إضافة جميلة إلى المشهد الفني المتطور في دبي.

تكرار

خلال زيارتك لمنطقة السركال أفنيو، لا يمكنك تجاوز إرث الفنانة الراحلة منير شهرودي فارمنفرمايان، التي يحتفي بها غاليري «إيه 4 سبيس»، حيث يفرد مساحة جيدة لمنير شهرودي، التي أنجزت خلال مسيرتها الطويلة أعمالاً وثيقة الصلة بتاريخ فن الموزاييك الإيراني على الزجاج والمرايا، وهي حرفة تنتقل تقليدياً من جيل إلى جيل. كما تقوم الفنانة باستكشاف تكرار الأنماط والأشكال في الفن والعمارة الإسلاميين، وذلك لتشكيل موتيفات ملونة. والنتيجة مشاكلات هندسية ملونة، تشقها شرائح الضوء من خلال شظايا المرايا. الاحتفاء بمسيرة منير شهرودي التي رحلت في 20 أبريل الماضي، سيتضمن أيضاً عرضاً خاصاً لفيلم وثائقي يرصد بعضاً من تفاصيل حياة الفنانة الراحلة التي سبق لها أن عرضت الكثير من أعمالها في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها.

أفلام نوعية

على الشارع العام، تلمع لافتة سينما عقيل التي تفتح أبوابها طوال اليوم، لاستقبال عشاق الأفلام المستقلة، وتلك التي لمعت في سماء المهرجانات العالمية، لتشكل السينما منفذاً آخر لعشاق الفن السابع، ممن يبحثون عن أفلام نوعية تنطق بلغات الأرض، وتعكس ثقافات الشعوب، وتقدمها لهم على طبق من ذهب.

Email