مسؤول بـ«سوجو»الصينية لـ«البيان»: «الروبوت» قفزة في صناعة الإعلام الذكي

ت + ت - الحجم الطبيعي


"ليس باستطاعتي مرافقتكم على مدار اليوم وطوال أيام السنة فحسب، بل يمكن أيضا إجراء نسخ مني بأعداد لانهائية والتواجد في أماكن الأحداث المختلفة لأنقل لكم الأخبار، سأعمل بلا كلل لإبقائك على اطلاع، إذ سيتم كتابة النصوص في نظامي دون انقطاع."

هكذا أطل المذيع الافتراضي الصيني على وكالة شينخوا الصينية معلناً عن كونه أول مذيع افتراضي يطل على المنصات الإخبارية متحدثاً باللغة الصينية والإنجليزية، في سابقة تعد الأولى من نوعها على المستوى العالم، وسعياً لجذب الاستثمارات التقنية في مجال الإعلام وايصال المحتوى الإعلامي الهادف بكل وقت، تبنت "أبوظبي للإعلام" هذه التقنية حيث ستصبح أول شركة في العالم سيطل على شاشاتها مذيع افتراضي ناطق باللغة العربية، بعد توقيعها مذكرة مع شركة "سوجو" الصينية مؤخراً.

وللوقوف على أبعاد هذا الموضوع، "البيان" التقت وانج يانجفونج، مدير عام وحدة التفاعل الصوتي في شركة "سوجو" الصينية في مقابلة حصرية أكد فيها على أهمية الشراكة مع أبوظبي للإعلام التي تُعد من بين أهم الشركات الإعلامية والترفيهية المتعددة المنصات، باعتبارها شركة رائدة في مجال المحتوى الإعلامي والترفيهي، إذ تُعتبر "شركة أبوظبي للإعلام" شريكاً مثالياً وموثوقاً بالنسبة إلى شركة "سوجو"، خاصة وأن مهمتنا تتمحور حول تقديم تكنولوجيا مذيع الروبوت الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى قاعدة متنامية من الجمهور العالمي، وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها منصة إعلامية دولية بتسخير إمكانات وتقنيات مذيع الروبوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي التي تقدّمها شركة "سوجو"، وقال يانجفونج:" نحن سعداء جداً بالتعاون مع "شركة أبوظبي للإعلام" لتعزيز التبادلات الثقافية والتقنية بين الصين ودولة الإمارات العربية المتحدة، تماشياً مع مبادرة "حزام واحد، طريق واحد" التي أطلقتها الحكومة الصينيّة، إذ يعتبر المذيع الافتراضي قفزة تقنية نوعية لصناعة إعلامية مستدامة".

نقلة نوعية
وحول أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مذيع الروبوت الإخباري الافتراضي، وأثر ذلك على المحتوى الإعلامي، قال يانجفونج أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتمتع بالقدرة على إحداث نقلة نوعية في طريقة تفكيرنا وأسلوب تفاعلنا مع الآلات، ونعتقد أن تطوير مذيع أخبار افتراضي أكثر واقعية سيضمن تفاعلاً أكثر مرونة وسلاسة، بالإضافة إلى ترسيخ حضور هذه التكنولوجيا كجزءٍ محوري من حياتنا اليومية، ولا شك أن مذيع الأخبار الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي سيمثل مُكملاً ورافداً لعمل المذيع البشري، وسيساعد في ذات الوقت على تحسين كفاءة إنتاج المواد الإخبارية.

تعبيرات واقعية
وحول قدرة مذيع الأخبار المدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي تعويض ومنافسة مستوى التواصل العالي الذي يتميز به المذيع الإخباري البشري، أكد يانجفونج أن المذيع البشري ومذيع الروبوت الافتراضي يُحققان أغراضاً مختلفة في المؤسسات الإخبارية بشكلٍ عام؛ حيث يمكن لمذيع الأخبار المدعوم بالذكاء الاصطناعي أن يمثل مكمّلاً ورافداً لعمل المذيع البشري، ولكنه ليس مؤهلاً ليحلّ مكانه بسبب افتقاره للقدرة على تقديم نفس الارتباط والتفاعل الإنساني الذي يتمتع به عادةً المراسل والمذيع الإخباري البشري، لكن ستسهم التكنولوجيا المتقدّمة في فسح المجال أمام مقدّمي البرامج الإخبارية لقضاء المزيد من الوقت في مقابلة عدد أكبر من الضيوف والتحدّث عن قضايا أكثر تعقيداً خارج حدود الاستوديو، وأضاف يانجفونج :"خوارزميات شركة "سوجو" الرائدة على مستوى القطاع تمكن مذيع الروبوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي من توليد تعبيرات واقعية تتوافق إلى حدٍ كبير مع المدخلات النصية، مما يوفر تجربة إخبارية واقعية للمشاهدين، وسنواصل العمل على تحسين هذه التقنيات لجعل تجربة مذيع الروبوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي أكثر واقعية".

ابتكارات نوعية
وحول الهدف الرئيسي من تبني وتطوير هذه التقنيات، قال مدير عام وحدة التفاعل الصوتي في شركة "سوجو" أن  اللغة تندرج في صُلب استراتيجية شركة "سوجو" وأنشطتها في مجال منصات الذكاء الاصطناعي، وقد سمح لنا ذلك بتحقيق ابتكارات نوعية على صعيد التقنيات المرئية والصوتية الأساسية، وتقنيات الترجمة والمحادثة، والقدرة البديهية على طرح الأسئلة وتقديم الإجابات، ونتطلع قدماً إلى الارتقاء بمجالات الذكاء الاصطناعي نحو مستويات جديدة كلياً، وتعزيز التفاعل بين الإنسان والآلة، ونثق أن إمكانات الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على إحداث نقلةٍ نوعية في طريقة تفكيرنا وكيفية تفاعل البشر مع الآلات بشكلٍ عام، وقد عملنا من خلال تسخير تقنياتنا الأساسية على تطوير مذيع روبوت افتراضي أكثر واقعية ويتمتع بالقدرة على التفاعل بسلاسةٍ أكبر، كما استطعنا جعل هذه التكنولوجيا جزءاً محورياً من الحياة اليومية. 

تقنيات لحياة أسهل
وحول النظرة المستقبلية من دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جوانب أخرى من الحياة، مثل التعليم والرعاية الصحية، وأثر ذلك في تغيير مشهد القطاع الإعلامي، أكد وانج أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي في شركة "سوجو" تتمركز حول تطوير تقنيات وبرمجيات يمكنها تعزيز التفاعل الطبيعي بين الإنسان والآلة وحوسبة المعرفة، ولاشك أن المذيع الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي ليس سوى مثال بسيط على قدرات "سوجو" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ونقوم فعلياً بدمج تقنيات ومفاهيم الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل الرعاية الصحية وعروض البحث عن الخدمات القانونية، والتي ترتكز بشكلٍ كامل على قوة وإمكانات "سوجو" الرائدة في مجال معالجة البرمجيات، والقدرة البديهية على طرح الأسئلة وتقديم الإجابات، وذلك لضمان استجابةٍ أكثر سلاسة وبديهية لاستفسارات المستخدمين، وعلى مستوى الخدمات الصحية، يتمتع نظام "مساعد التشخيص الذكي" من "سوجو" بالقدرة على تقليد ومحاكاة محادثات الطبيب والمريض، وتقديم التشخيص المُسبق والمشورة الطبية، بالمقابل، يمكن لنظام "المحامي الذكي" من "سوجو" تحليل المعلومات وتقديم المشورة القانونية المناسبة، والتنبؤ بنتيجة القضايا، والإشارة أيضاً إلى حالات وقضايا مُماثلة، وذلك بمجرّد أن يجيب مستخدم البحث عن سلسلةٍ من الأسئلة.
 

خفض التكاليف
وحول أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي  على الارتقاء بجودة تقارير الأخبار التلفزيونية، وخفض تكاليف إنتاجها، قال وانج:" فيما يتعلق بالقطاع الإعلامي، فنحن نتفهم جيداً أن العديد من المؤسسات الإخبارية حول العالم تواجه تحديات مالية، ونعتقد أن مفهوم مذيع الأخبار الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي سيساعد في تحسين كفاءة إنتاج الأخبار وخفض التكاليف، ومن منظور تجاري، يعد الاعتماد على الروبوت أمرا غير مكلف إضافة إلى أن المذيع الآلي لا يطلب علاوات على خدمات إضافية، ونحن على ثقة بأن هذا الابتكار النوعي سيشكّل مُكملاً ورافداً لعمل المذيع البشري، كما سيُفسح المجال لتسخير الموارد بكفاءة عالية حتى يتسنّى لوسائل الإعلام الاستثمار بشكلٍ أكبر في إنتاج محتوى أفضل وعالي الجودة".

 

Email