ينطلق في سبتمبر بالتعاون مع «بي بي سي»

«روّاد الفضاء» على شاشة تلفزيون دبي.. مواكبة حيوية للحراك العلمي والثقافي في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تماشياً مع رؤية الإمارات العربية المتحدة واهتمامها بعلوم الفضاء والفلك، وفي خطوة يتوقع أن تنال اهتمام الجمهور العربي بكافة فئاته وشرائحه المتعددة، أعلن تلفزيون دبي عن إطلاق برنامج الواقع الجديد «رواد الفضاء» (Astronauts) للمرة الأولى على شاشات التلفزة العربية، في سبتمبر المقبل، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وبمشاركة 12 مشتركاً من مختلف الدول العربية لتحقيق حلم الريادة والوصول إلى الفضاء في تجربة استثنائية مع رائد الفضاء الكندي «كريس هادفيلد» وأعضاء لجنة التحكيم، التي تضم نخبة من الخبراء والمختصين في علوم الفضاء والاختبارات النفسية والجسدية.

وفي هذه المناسبة، تحدث أحمد سعيد المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة والتلفزيون في مؤسسة دبي للإعلام، عن الدور الريادي لتلفزيون دبي بقنواته المتعددة في مجال مواكبة الحراك العلمي والثقافي والاجتماعي في مختلف إمارات الدولة، وذلك من خلال برامجه المتنوعة وتغطياته التلفزيونية والإذاعية والرقمية على مدار دورات قنواته البرامجية، التي لا تخلو من حضور لافت لمجموعة البرامج العلمية والثقافية، والتي يقوم بإعدادها وتقديمها فريق إعلامي ومهني متخصص في هذا المجال.

التزام دائم

وقال المنصوري: إن تلفزيون دبي يؤكد على الدوام، التزامه الدائم وتماشي قنواته المتعددة مع رؤية الإمارات العربية المتحدة واهتمامها بعلوم الفضاء والفلك، خاصة أن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بهذه العلوم يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي عندما التقى المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة «أبولو» إلى القمر، حيث كان هذا اللقاء حافزاً لتوجيه اهتمام الإمارات بالفضاء منذ ثلاثة عقود، بداية من تأسيس شركة الثريا للاتصالات في العام 1997، وشركة الاتصالات الفضائية «ياه سات» في العام 2007، مروراً بإنشاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، بهدف تعزيز علوم الفضاء والأبحاث العلمية في دولة الإمارات العربية والمنطقة، حيث عملت هذه للمؤسسة منذ فبراير 2006 وحتى أبريل 2015 قبل دمجها مع «مركز محمد بن راشد للفضاء»، وصولاً إلى العام 2014 وتأسيس وكالة الإمارات للفضاء بهدف تطوير قطاع الفضاء على مستوى الدولة.

إمكانات فنية ولوجستية

من جهتها، أعربت سارة أحمد الجرمن مديرة تلفزيون دبي، عن سعادتها بانضمام رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد إلى البرنامج الجديد وترؤسه عضوية لجنة التحكيم، حيث يعد أول رائد فضاء كندي مشى في الفضاء الخارجي وقام برحلتين فضائيتين مكوكيتين، كما عمل قائداً لمحطة الفضاء الدولية (International Space Station)، والتي تعرف اختصاراً (ISS)، إلى جانب سعود عبد العزيز كرمستجي الذي يمتلك خبرة واسعة في هذا المجال وشارك ضمن فريق متخصِّص في عملية اختيار وتدريب وإرسال الدفعة الأولى من روّاد الفضاء الإماراتيين إلى الفضاء في مهام علمية وبحثية محددة، إلى جانب لمى نقاش، الاختصاصية النفسية التي تتولى مهمة الإشراف على المشتركين وتأهليهم على الصعيد النفسي.

وتوقفت سارة الجرمن، عند الإمكانات الفنية واللوجستية التي وفرها تلفزيون دبي لتقديم البرنامج الجديد، الذي يسلط الضوء على مهمة رائد الفضاء ويضم 12 مشاركاً، من ناحية بناء محطة فضاء افتراضية و«استديو خاص» بالقرب من دبي في محاكاة للمحطة الفضائية على المريخ، يوفر كافة المستلزمات والمعدات الخاصة لتصوير حلقات البرنامج الجديد ما بين دولة الإمارات العربية المتحدة، و«ستار سيتي» في روسيا الاتحادية، ووكالة «ناسا» للفضاء في الولايات المتحدة الأميركية.

مشيرة في الوقت نفسه إلى أهمية إتاحة الفرصة لجميع المواهب العربية والخليجية الشابة للمشاركة والمنافسة في برنامج الواقع الجديد الذي يفسح المجال للتعرف على مجموعة الاختبارات والمعايير العالمية، التي تحددها وكالات الفضاء العالمية للمرشحين لخوض غمار هذه التجربة التي تحتاج إلى العديد من المميزات والنفسية والجسدية والفكرية للوصول إلى الفضاء، وذلك بعد أن تم رصد جائزة مالية كبيرة وميزانية خاصة للبرنامج الأول على شاشات التلفزة العربية وبما يليق بطموحات الشباب العربي بالوصول إلى الفضاء بعد اجتيازهم مجموعة الاختبارات الحقيقية على مدار حلقات البرنامج المقرر انطلاقه على الهواء مباشرة في شهر سبتمبر المقبل.

محاكاة حقيقية

أكثر من 18 شهراً، هي الفترة التي أمضاها فريق عمل البرنامج في التحضير للوصول الى الصيغة النهائية للبرنامج، والبحث عن المواهب والطاقات العربية المؤهلة إلى خوض غمار هذه التجربة الحقيقية التي ستفضي في نهايتها إلى الفوز بمبلغ مالي كبير ورسالة توصية خاصة من رائد الفضاء الكندي إلى الوكالة الدولية للفضاء للالتحاق بالتدريبات للالتحاق بالبرنامج الخاص بارتياد الفضاء، وذلك بعد اجتياز مجموعة الاختبارات التي تم وضعها في محاكاة حقيقية لبرنامج تدريب رواد الفضاء.

في الوقت الذي قام فريق إعداد البرنامج الجديد بجولات متعددة إلى عدد من الدول والعواصم العربية لمقابلة المرشحين والاطلاع على مؤهلاتهم في هذا المجال، حيث تقدم إلى الترشح الأولي لبرنامج «رواد الفضاء» (Astronauts) على شاشة تلفزيون دبي مئات المرشحين الشباب، ليتم اختيار 50 شاباً وشابة في المرحلة الأولى، تناقص عددهم إلى النصف مع بداية مرحلة التصفيات الثانية وليستقر العدد الإجمالي الأخير على 12 مشتركاً من مختلف الدول العربية، انضموا في وقت لاحق إلى لجنة التحكيم، التي بدأت عملها الفعلي بعد الانتهاء من بناء الاستديو الذي يحاكي أجواء كوكب المريخ من ناحية الأجواء المحيطة والطقس المتغير، حيث التحق المشتركون المتأهلون إلى المنافسات النهائية بالمحطة الافتراضية المجهزة بكافة المعدات وأساليب العيش والتأقلم مع الوضع الجديد، قبل الانتقال إلى روسيا والولايات المتحدة لمتابعة الاختبارات المقبلة التي ستفضي إلى خروج مشترك واحد في كل حلقة، وصولاً إلى الإعلان عن المرشح الوحيد الفائز بهذه المهمة العلمية الفريدة.

طاقات مبدعة

من جهته، قال رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد، «لدينا 12 مشتركاً من الشباب العربي لهذا السبب أشعر بالسعادة وأنا أتحدث عن أهمية هذا البرنامج بالنسبة إلى تأهيل هذه النخبة المتميزة من الشباب الذين يملكون الشغف والرغبة الحقيقية في خدمة وطنهم على الصعيد العلمي والمعرفي، كما هي فرصة جميلة ليتعرف الجمهور في العالم العربي على مجموعة الاختبارات المعتمدة من وكالات الفضاء العالمية، والتي ستتيح بدوها المجال للأجيال المقبلة بالتفكير جدياً بخوض غمار هذه التجربة على نطاق أوسع»، وأضاف «أشعر بالفخر وأنا أعمل اليوم مع نخبة من الشباب العربي على تحقيق حلم علمي يليق بهذه الطاقات الإنسانية الخلاقة، لهذا السبب أدعو الجميع إلى متابعة كافة المراحل والتفاصيل التي سيمر بها المشتركون على مدار البرنامج».

وبين سعود عبد العزيز كرمستجي، عضو لجنة التحكيم ومقدم البرنامج الجديد، أهمية تقديم هذه النوعية من البرامج على شاشات التلفزة العربية، وتقديم الصورة المشرقة عن الشباب العربي وطموحاته العلمية العالية المستوى، والتي تتمثل في برنامج رواد الفضاء (Astronauts) على شاشة تلفزيون دبي، من خلال الخلفية والخبرات العلمية والأكاديمية التي يتمتع بها المشتركون الشباب في هذا المجال، والتي تكشف عن طموحات جيل يستحق أن يصل إلى العالمية والترشح الحقيقي ليكون من رواد الفضاء، متوجهاً بالشكر إلى تلفزيون دبي بقنواته المتعددة على إفساحه المجال وتحقيق الأمل بالوصول إلى ما يطمح إليه هؤلاء الشباب.

مؤهلات نفسية

أشارت لمى نقاش، الأخصائية النفسية وعضو لجنة التحكيم، إلى المؤهلات النفسية التي يجب أن يتمتع بها المرشح لمهمة رائد الفضاء، والتي تتمثل في القدرة على تحمل الضغوطات النفسية والجسدية والعمل بروح الفريق على جانب صفات القيادة والقدرة على التصرف في المواقف غير المتوقعة، إلى جانب العديد من الصفات والمؤهلات التي يجب أن تأخذ بالحسبان والتي تكشف عن جوانب مهمة للغاية في شخصية المرشح لهذه المهمة، معتبرة أن تواجد نخبة من الشباب العربي في هذا البرنامج ومن خلفيات علمية وعملية متنوعة هو بمثابة الاختبار الحقيقي لكل مشارك للتعرف على قدراته الحقيقية وإمكانية وصوله إلى نهاية الاختبارات التي ستتم على مدار الحلقات التي ستتوج بالإعلان عن المرشح الأجدر بالوصول إلى الفضاء.

Email