أكدتها التنقيبات الجديدة في جزيرة مروح

مهارات معمارية وفنيّة ميّزت سكان أبوظبي الأوائل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت أحدث عمليات التنقيب في جزيرة مروح، التي نفذها خبراء الآثار في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عن المزيد من المعلومات عن أقدم قرية معروفة استوطنها الإنسان في إمارة أبوظبي قبل حوالي 8 آلاف عام.

وأظهرت الحفريات الأخيرة، التي أجريت على مدى خمسة أسابيع خلال شهري فبراير ومارس 2019، عن أدلة جديدة تلقي الضوء على الممارسات المعمارية والفنية والتقنية المتقدمة التي استخدمها سكان أبوظبي الأوائل في فترات تاريخية مبكرة جداً ترجع إلى العصر الحجري الحديث.

مبنى حجري

وكانت قد ركزت الحفريات الأثرية السابقة في الجزيرة على أحد أصغر التلال في الموقع، وأسفرت عن العثور على مبنى حجري من ثلاث غرف يتميز بحالته الجيدة وجودة بنائه، علاوة على عدد من اللقى المهمة الأخرى، ومنها جرة خزفية مستوردة يمكن مشاهدتها في «متحف اللوفر أبوظبي»، بالإضافة إلى نصال أسهم من الصوان وأزرار من محار اللؤلؤ معروضة في «قصر الحصن».

وشملت الاكتشافات الأخرى العديد من شظايا الأواني الفخارية، والخرز المصنوع من الحجر والمحار، والأصداف البحرية، وعظام الأسماك، وعظام ثدييات مثل الغزال وبقر البحر، وعظام الدلافين.

قطع أثرية

واتسع نطاق الحفريات منذ عام 2017، مع التركيز على أكبر تل في الموقع، ما كشف عن الكثير من المباني الحجرية. وأظهر موسم التنقيب، الذي انتهى مؤخراً، أهمية هذا التل، حيث تم العثور على مجموعة استثنائية من القطع الأثرية حول المبنى الحجري، بما في ذلك عدد كبير من نصال الأسهم الحجرية فضلاً عن شظايا أوانٍ فخارية مزخرفة وغير مزخرفة.

وتتميز شظايا الإناء المزخرف بطلاء كثيف جميل، وتعد أقدم قطعة فنية زخرفية معروفة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأظهرت اختبارات تحديد العمر الكربوني لعينات فحم مأخوذة من طبقات مختلفة من التربة أن الموقع تم استيطانه منذ فترات مبكرة جداً، قبل ما بين 8,000 و6,500 عام.

متابعة الحفريات

وزار محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، جزيرة مروح مؤخراً لمتابعة التقدم في الحفريات وأعمال التنقيب عن الآثار في الجزيرة.

وقال المبارك: «تساهم أعمال التنقيب المستمرة في جزيرة مروح في الكشف عن معلومات أثرية مذهلة، تخبرنا الكثير عن تاريخ أبوظبي والمنطقة وأسلوب حياة أجدادنا الأوائل. وتواصل دائرة الثقافة والسياحة جهودها لحماية واستدامة المواقع الأثرية التي تُجسد أصالة تراثنا الثقافي وتساعدنا على فهم ماضينا، وتمنحنا فرصة تقديم صورة أكثر وضوحاً ودقة عن حضارة أبوظبي العريقة للأجيال الحالية والمقبلة. وتوفر جزيرة مروح المزيد من الأدلة الجديدة على ثراء ماضينا الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ».

Email