في استطلاع « البيان » الأسبوعي:

كتب السير.. منارة معرفية تضيء طريق الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعاد إصدار كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى الأذهان أهمية كتب السير الذاتية، الخاصة بقادة الدول والسياسيين ومشاهير الفن والأدب، وتنبع أهمية هذه السير الذاتية أو ما قد يسمى «المذكرات» من أهمية مؤلفها، وترقب الناس للاطلاع على الكثير من تفاصيل حياته التي تُعد سيرة تعلمهم المزيد، إذ جاءت نتائج السؤال الذي طرحته «البيان» على القُراء في استطلاعها الأسبوعي، على الموقع الإلكتروني وفي حسابيها على «فيسبوك» و«تويتر» وهو «ما الذي يدفعك لقراءة السير التي يصدرها المشاهير هل التعرف على حياتهم الشخصية أم الاستفادة من تجاربهم؟»، إذ حقق الخيار الأخير نسبة 76% على حساب البيان على «فيسبوك» وانخفض إلى 73% على «تويتر» وإلى 72% على الموقع الإلكتروني.

ومهما كانت الأسباب التي تجعل الجمهور يقبل على قراءة كتب السيرة لكن هذا لن يقلل من كونها منارة معرفية إنسانية وإبداعية تضيء أفكار الناس عبر العصور.

ذاكرة

إن سير القادة وكبار السياسيين مرتبطة دائماً بسيرة الدول، ومن خلالها يمكن للناس معرفة الكثير من الخفايا التي كانت وراء العديد من القرارات، وعندما يكتب قائد سيرته يعني أنه يساهم في كتابة التاريخ الذي يشكل ذاكرة البشرية على مر العصور.

كما تسهم كتب السيرة بالتعرف أكثر على الحياة الشخصية، لكاتبها بما يعزز القدرة على الاستفادة من تجاربهم فالشخصية لا تتجزأ، وهذا ما أوضحته العديد من كتب السير الذاتية لمشاهير الإبداع، إذ جاء كتاب «الطريق إلى غريغو» وهو عبارة عن مذكرات المؤلف اليوناني نيكوس كازنتزاكيس، إبداعاً أدبياً على صيغة مذكرات، عرفت القارئ قبل الناقد بأن الكثير من الأفكار التي وردت في رواياته الأخرى، قد جاء بتأثير مما قد عاشه من تجارب، بينما بينت مذكرات السينمائي الأسباني لويس بونويل ما وراء كواليس تجاربه السينمائية واستعرض علاقاته مع العديد من مشاهير الفن والأدب.

تجارب

الروائي الإماراتي سعيد البادي قال: تحضرني تجربتان من كتب المذكرات الأولى كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وتابع: حيث التأثير العميق لقصته مع والدته رحمها الله، ومع والده طيب الله ثراه. وأشار إلى ما تميز به الكتاب وهو كما بين من الحكمة والبصيرة النافذة في إدارة الذات والفريق وتجاربه الشخصية في الحكم والقيادة والتعامل مع الآخرين بل في السفر والعيش في الصحراء.

أما الكتاب الثاني كما قال البادي فهو «سرد الذات» لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويعكس قصة العائلة الحاكمة في الشارقة والدراسة في القاهرة ثم الوصول إلى الحكم ثم الحكمة والثقافة والتاريخ والأدب تجتمع كلها في شخصية واحدة.

تساؤلات

من وحي قراءته للعديد من السير الذاتية للكثير من الأدباء والسياسيين، قال الكاتب محسن سليمان: شعرت بأن السياسيين ربما مثل جيمي كارتر وأنور السادات ومالكوم إكس أكثر غزارة لأن الأحداث مرتبطة في الأذهان، بسرد يربط الأحداث بالتاريخ ويعرض الأحداث الشخصية بذات الوقت.

وأوضح أن تذكر السنوات يشعر القارئ بشيء من المصداقية، وخاصة أنه وفي الغالب تتكون لديه صورة شاملة عن خلفيات الأحداث والوقائع. وتابع: لذلك فإن السيرة الذاتية أشبه بحلم وحتى تستمر بالحلم أكثر عليك أن تقرأ أكثر. وتساءل سليمان لماذا نقرأ الكتب التي تختص بحياة أحدهم وتجاربه وما فائدته؟ وفسر: ربما الفضول يأخذ جل الأسباب أو الرغبة في الاستفادة من تجارب الآخرين.

وأوضح: حتى تكون القراءة أكثر فائدة لا بد من إدراك تطلعاتك وميولك وماذا تريد تحديداً حتى لا تسقط في فخ التلصص والفضول. وأضاف: هناك سير مشغولة بالحكي وسرد أحداث وأسرار لا تخلو من إخفاقات ونجاحات أو حتى من تصفية حسابات شخصية لتصل لحد الاعتراف مثلما فعل محمد شكري في سيرته التي كانت أشبه برواية سيرة. أو هناك سيرة فكرية عميقة مثل رحلة عبدالوهاب المسيري الذي يرتقي بفكر القارئ عالياً.

Email