في استطلاع « البيان » الأسبوعي:

المشاريع الثقافية في الإمارات.. أصالة راسخة وتجارة ناجحة

محمد كاظم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطلق العديد من المشاريع الثقافية في دولة الإمارات التي تحمل بصمة التراث والفن والمعرفة، إذ يحقق بعضها النجاح تجارياً، فيما يخفق بعضها الآخر لسبب من الأسباب.

«البيان» وجهت سؤال الاستطلاع الأسبوعي عبر موقعها الإلكتروني ومن خلال حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، حول وجود المشروعات الثقافية الناجحة تجارياً، والتي تمثلت بالسؤال (هل هناك مشروعات ثقافية ناجحة تجارياً في الإمارات)، فجاءت النتيجة على فيسبوك، أن 73 % يرون أن هناك مشروعات ثقافية ناجحة تجارياً، بينما يرى 27 % عكس ذلك، وفي موقع «البيان»، كانت نسبة 57 %، ترى وجود تلك المشروعات الثقافية الناجحة، بينما لا توافقها نسبة 43 % من زوار الموقع، وعلى «تويتر»، أجاب 62 % بنعم هناك مشروعات ثقافية ناجحة تجارياً، وأجاب 38 % بلا، وقد قمنا بالتواصل مع مجموعة من المهتمين بالمشاريع الثقافية، الذين يسعون لتعزيز المعرفة ونشر الوعي بالتراث والفن، وجعل ذلك النوع مشروعات تجارية ناجحة، تساعد على تطوير الرؤية والحراك الثقافي في المجتمع.

انتقاء المشاريع

«البيان» التقت محمد كاظم شريك ومؤسس لشركة «تماشي»، المعنية بنشر الثقافة وتراث شبه الجزيرة، عن طريق تسويق صنادل ونعل تتميز بالنقشات التراثية النجدية، وغيرها من الفنون التراثية بطريقة حديثة، فيقول: لا بد أن يكون هناك وعي للجهات التي تقرر العمل بالمشاريع الكبيرة، حيث يجب أن تكون قادرة على انتقاء المشاريع الصغيرة التي تعمل بشكل عالمي، والمختلفة عن المبادرات الصغيرة، والتي ليس لديها منظور ورؤية بعيدة، حيث تتميز هذه المشاريع بوجود المعايير العالمية، وهي تحاول الوصول إلى العالمية، عن طريق منتجاتها، والذي يعبر عن ثقافة وتراث وفن عربي.

ويتابع: من الممكن العمل على إعفاء تلك المشروعات من الرسوم لفترة بسيطة، حيث أستطيع من خلال «كشك» صغير في دبي مول على سبيل المثال، أن أخلق تجربة ثقافية للأجانب والزائرين، من خلال أعمالنا الفنية التراثية، حتى أستطيع تطوير قدرات الشركة، لأصل لمراحل مختلفة، هناك رؤية لتطوير المشاريع الجديدة الصغيرة، ولكن في الواقع، نواجه صعوبات تحد من الانتشار بالصورة المناسبة، وذلك من ناحية الإيجارات والأنظمة والتسهيلات.

تصاميم مبتكرة

ومن خلال المشروع الثقافي «سلة كتاب»، وهو عبارة عن تصميم صناديق تحوي الكتب بطريقة مبتكرة، تضم الحلويات والقهوة المفضلة للشخص الراغب في الشراء، مع تقديم خدمات التوصيل إلى المنازل، في سعي لنشر القراءة والثقافة، تؤكد صاحبة المشروع، إيمان المهيري، فعالية المشاريع الثقافية تجارياً، خصوصاً إذا حرص الشخص على الحضور على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تفاعل مفيد ومثمر مع المتابعين، وذلك له تأثير كبير في استمرار المشروع الثقافي، الذي يتطلب التواصل مع الجمهور، فالكثير يتقبل الأفكار والمشاريع الجديدة التي تطرح على الساحة الثقافية، مهما كان نوعها، فهناك تفاعل وانجذاب تلقائي لفئات وشرائح معينة من الناس لمثل هذه المشاريع، فالكثير يبحث عما هو مختلف، ويدفعه الفضول للتعلم والتعرف إلى ما هو جديد، ويبقى العامل الأساسي، هو صاحب المشروع الذي لا بد أن يتحلى بالمرونة، ويعلم ما يحتاجه الجمهور، وكيف يوصله لهم بطريقة مناسبة.

كسر الرتابة

وأشار محمد البستكي صاحب مشروع «حديقة الكتاب كافيه»، إلى أن المقاهي الثقافية الأدبية، تواجه تحدياً كبيراً للنجاح، ليس بسبب انعدام الفئة المستهدفة من تلك المشاريع، بل بسبب الاختلاف، ويقول: علينا التوجه نحو كسر الرتابة في تلك المقاهي، وإلغاء الصورة القديمة، وتحويلها جذرياً إلى مكان ملائم، وفق رغبات الجيل الحالي من ناحية الديكور وأماكن الجلوس، وطريقة تقديم المعرفة والثقافة مع مشروبات والمأكولات جنباً إلى جنب، لخلق بيئة حديثة، تواكب تطلعات شباب المستقبل.

وواصل: في النهاية، لكل صاحب مشروع هدف يحاول الوصول إليه، وإن كانت المادة، كما ذكرنا في البداية، مهمة وضرورية للاستمرارية، لكن تبقى هناك أهداف أهم، نسعى إلى تحقيقها من خلال هذه المقاهي، تتلخص في نشر المعرفة والثقافة، وزرع حب القراءة في هذا الجيل والأجيال القادمة، وتلك أهداف وغايات لا تقدر بثمن، فخلق قارئ جديد، هو بمثابة بناء أمة بكاملها، فواجب علينا البقاء والمقاومة في ظل المنافسة التجارية الشرسة، مهما كان المردود، ويبقى دعم الجهات الحكومية المعنية، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، ضرورة قصوى، كونها مسيرة مشتركة بين القطاع الخاص والحكومي في دعم الحراك الأدبي.

Email