إحدى القنوات لتكوين شخصية الطفل

المسرح المدرسي مصنع المواهب والطاقات الإبداعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت الانطلاقة الواثقة لمهرجان دبي لمسرح الشباب وبدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون في موسمه 12 مبشرة بظهور جيل جديد من الفنانين والمبدعين انطلاقاً من دولة الإمارات، كما أنها في الوقت ذاته أعادت إلى الأذهان أهمية المسرح المدرسي الذي كان شاهداً على مواهب العديد من الشباب في كافة القطاعات ذات الصلة بالعمل المسرحي.

تكوين

ويعتبر المسرح المدرسي خطاباً تربوياً يعلم الأطفال اكتشاف الذات ومن خلاله تتم عملية اكتشاف العالم من هنا تبدو أهمية الأنشطة المسرحية التي عكف خبراء التربية والتعليم على دراستها، ويعبر المخرج البريطاني الشهير ديفيد سليد عن أهمية المسرح المدرسي في جملة واحدة مختصرة حين يقول: «إنه -أي المسرح المدرسي- يساهم في إيجاد فرد سيد ومتوازن».

وهكذا فالمسرح المدرسي قناة من القنوات التربوية الهامة في مجال تكوين وبلورة شخصية الطفل نفسياً واجتماعياً ووجدانياً علاوة على ما يحققه من إشباع لرغباته في التقليد والمحاكاة والتعبير وصقل الموهبة.

وجاءت الردود والآراء والأرقام متقاربة على السؤال الذي طرحته «البيان»، هل يؤدي المسرح المدرسي دوره المرجو منه في اكتشاف المواهب المحلية؟ فكانت النتائج كالتالي: فعلى موقع البيان الإلكتروني، كانت أجوبة المستطلعة آراؤهم 71% بنعم، و29% بلا، أما في تويتر، فقد أكد 76% بنعم و24% بلا، وعلى فيسبوك، كانت النتيجة 84% نعم و16% بلا.

 

مستقبل الفن

وتؤكد فاطمة الجلاف، مدير قسم المسرح، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، أن المسرح المدرسي يساهم بشكل كبير في رفد القطاع المسرحي بالمواهب سواء كانت شابة أو من فئة أطفال، كما أنه يساهم في رفع مستوى الوعي لدى الطلاب في ماهية المسرح ونظرياته والتشجيع على الحضور والتواجد في المحافل الفنية والمسرحية لاكتساب الخبرة وبناء علاقات على الساحة الفنية، ويعتبر محطة مهمة جداً في مستقبل الفن في إمارة دبي والإمارات الأخرى، حيث إن التأسيس يبدأ من المدارس وهذا يعطي طابعاً أكاديمياً تحت أسس ومبادئ الفن وبناء قاعدة أساسية في تنشئة جيل واعٍ وينهض برفعة ورقي هذا الفن الراقي.

تدريس الدراما

وتضيف فاطمة: قامت وزارة التربية والتعليم بإطلاق مجموعة من المبادرات في مجال المسرح المدرسي ومن ضمن تلك المبادرات إقامة مهرجان الإمارات للمسرح المدرسي وتتبعه مهرجانات في المسرح المدرسي في كل إمارة من إمارات الدولة، بالإضافة إلى الورش والدورات المكثفة للطلاب والمعلمات لرفع مستوى المعرفة، كما أطلقت مؤخراً مبادرة تدريس الدراما في المدارس باعتبارها مادة مهمة في المناهج الدراسية.

 

دروب الإبداع

ويشير الفنان والمخرج محمد غباشي إلى أن المسرح المدرسي عمل دؤوب وفيه الكثير من التعب والمشقة في إنتاج العمل.

ذلك نحن مع تفعيل دور المسرح الدرامي، وذلك بتدريس هذه المادة لطلبة المدارس وضرورة الإشراف على المسرح المدرسي من قبل الجهات المعنية والمسارح ومشاركة الفنانين في تقديم ورش عمل ودورات تدريبية في كافة القطاعات ذات الصلة بالمسرح وفنونه من صوت وإضاءة وإخراج فهو يعد الحاضنة الأولى لأي فنان يعمل في هذا المجال، فهناك مجموعة كبيرة من الخامات الممتازة التي تحتاج إلى توجيه وإرشاد واحتواء إلى درب الإبداع، هذا ما تم ملاحظته في الدورة الأولى من مهرجان دبي للمسرح المدرسي.

 

تطوير المهارات

ويؤكد الممثل إبراهيم القحومي نائب رئيس لجنة مسرح دبا الفجيرة، عضو الهيئة الدولية للمسرح، أن المسرح المدرسي هو الركيزة الأساسية لرعاية المواهب، وفقاً لتجربتي الشخصية حيث شاركت خلال مهرجان الفجيرة للمسرح المدرسي في 2009 والذي تنظمه منطقة الفجيرة التعليمية بالتعاون مع هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالفجيرة، وكانت بداية إيجابية لمشواري الفني والمهني، وعن دور المسرح المدرسي في تطوير العمل التربوي ومهارات الطلاب يؤكد إبراهيم القحومي أن له دوراً مهماً في العملية التعليمية ككل وأثبت أنه من أفضل الطرق لتطوير مهارات الطلبة، والدليل أن الطلاب عندما يقفون على خشبة المسرح أمام مئات الناس يشعرون بقوة شخصية أكبر وقدرة على المناقشة والمواجهة، إضافة إلى تعديل السلوك، ومعرفة المسرح وأدواته وثقافته.

فهو امتداد لدور الإمارة الريادي للنهوض بالمسرح وتكامل الأجيال، والمسرح في دولة الإمارات لن يموت بل سيخرّج مسارح أخرى وأولياء الأمور يهتمون به ويحثون أبناءهم على الانخراط والمشرفون يقومون بورش عمل في التأليف والإخراج وذلك بعد تطوير مستوى المشرفين وأدائهم.

Email