إنجاز إماراتي عربي في صناعة النشر العالمية

بدور القاسمي أول عربية تفوز بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين

Approved Picture

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الاتحاد الدولي للناشرين أخيراً فوز الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بمنصب نائب الرئيس للاتحاد الدولي للناشرين خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.

وتعد الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد في العام 1896، وثاني امرأة على مستوى العالم بعد آنا ماريا كابانيلاس التي تولت منصب نائب الرئيس في عام 2004 وتولت رئاسة الاتحاد في عام 2006.

ويشكل فوز الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بهذا المنصب الدولي إنجازاً عربياً إماراتياً في صناعة النشر على المستوى الدولي، ويأتي نتيجة جهودها الكبيرة في دعم وتطوير صناعة النشر العربي والإماراتي، حيث نجحت منذ تأسيسها لجمعية الناشرين الإماراتيين في انضمام عدد من الدول العربية إلى الاتحاد الدولي، وخلق تقارب أكبر بين صناع النشر في الوطن العربي من جهة والعالم من جهة أخرى، كما أرست عبر سلسلة شراكات مع مراكز صناعة الكتاب العالمي، جملة من الأسس والقواعد المهنية لممارسة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة.

مسؤولية

وقالت الشيخة بدور القاسمي في هذه المناسبة: إن صناعة النشر تختلف عن كل الصناعات الأخرى التي عرفتها البشرية، كونها إنتاجاً وجدانياً، وسعياً من الإنسان لمخاطبة عقول البشر ووجدانهم بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، لذا لا يمكن لها أن تزدهر من دون تجاوز حدود الجغرافيا والأعراق، ومن دون أن تكون سبباً للتفاهم والتآلف بين البشر.

وتابعت: لهذه الأسباب أشعر بالاعتزاز والمسؤولية الكبيرة بعد اختياري لتولي مهام نائب الرئيس للاتحاد الدولي للناشرين، وسأبذل ما في وسعي لأضيف على منجزات الاتحاد التي حققها زملائي منذ تأسيسه حتى الآن. وأكدت الشيخة بدور القاسمي أن هذا الإنجاز يعكس الحضور الثقافي والحضاري الذي نجحت إمارة الشارقة، والدولة في تقديمه للعالم، حيث باتت حركة النشر المحلية نموذجاً يحتذى به خلال أعوام قليلة، فتح فيها الباب على العمل المهني الاحترافي في صناعة الكتاب، وتجاوز أشواطاً طويلة فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، ومجمل قضايا الحقوق سواء المتعلقة منها بالناشر أو المؤلف.

طموح

وأضافت الشيخة بدور القاسمي: إن سياسة العمل وتوجهاته من خلال هذا المنصب تنعكس بشكل كبير على واقع تجربة النشر العربية والعالمية، الأمر الذي يضعني ومجمل الناشرين والهيئات المسؤولة عن قطاع الاستثمار الثقافي في العالم أمام مسؤوليات جديدة ينبغي فيها التعاون للوصول إلى بيئة أعمال آمنة ونامية على المستوى المحلي والعربي والعالمي، فالكثير من تحديات النشر يمكن تجاوزها من خلال تعزيز فرص الحوار البنّاء، ومد جسور العمل المشترك لتحقيق ما نسعى إليه من طموحات وآمال.

إنجازات

وتحفل سيرة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بالعديد من الإنجازات البارزة في خدمة قطاع النشر، فهي المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة «كلمات»، أول دار نشر إماراتية متخصصة حصرياً بنشر كتب الأطفال في اللغة العربية، والمؤسس والرئيس لـ «جمعية الناشرين الإماراتيين»، التي نالت بفضل جهودها العضوية الكاملة في «الاتحاد الدولي للناشرين» في العام 2012.

كما أسست الشيخة بدور المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني لـ «المجلس الدولي لكتب اليافعين»، إضافة إلى أنها أول امرأة عربية يتم انتخابها لعضوية «اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين»، في العام 2014. وسيتولى رئاسة الاتحاد خلال الفترة التي ستكون فيها الشيخة بدور القاسمي نائباً للرئيس، هيوجو سيتزر من المكسيك، الذي شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين خلال الفترة بين 2016 و 2018، كما عمل أيضاً في لجنة الاتحاد خلال الفترة من 2004 إلى 2010 ومن عام 2013 إلى 2018.

تهنئة

الى ذلك أرسل الشاعر والكاتب الصحافي الإماراتي حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برقية تهنئة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، باسمه وباسم رؤساء اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العرب، بمناسبة فوزها بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، كأول امرأة عربية تشغل هذا الموقع، والثانية على المستوى العالمي.

ومن جهة متصلة، قال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إن وجود مثقفة عربية في هذا الموقع الدولي المهم يعد مكسباً للثقافة ولحركة النشر العربيين، حيث ستضع كل طاقتها في خدمة الأدباء والكتاب العرب، من المحيط إلى الخليج، بما هو معروف عنها من تفانٍ في عملها، ومن إخلاص للأدب والنشر، ومن قبل ومن بعد لإيمانها بالعروبة، ومساندتها للقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها عروبة فلسطين: الأرض والشعب والتاريخ والثقافة.

وأشار الصايغ إلى أن تميز الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في مجالي الثقافة والنشر ليس غريباً ولا مستغرباً، فهي ابنة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة بدولة الإمارات، المعروف عنه دعمه غير المحدود للأدباء والكتاب العرب في كل مكان، وإنشاء الكثير من المشروعات الثقافية الرائدة في كل دول الوطن العربي. وهنأت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، على هذا الاستحقاق العالمي الرائد.

وقال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «نهنئ الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، لفوزها بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، إنه فوز مستحق، نتيجة لجهودها المستمرة في دعم صناعة النشر، ليس على مستوى دولة الإمارات وحدها، بل أيضاً على المستوى الدولي، إذ لا يخفى على أحد مبادراتها الدولية لنشر الثقافة والوعي الفكري، ودعم ثقافة الحوار والتبادل الثقافي.

إننا على ثقة بأن الشيخة بدور ستحقق المزيد من التقارب بين الناشرين العرب وأقرانهم حول العالم، من خلال منصبها هذا، كما أن فوزها دليل على ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من احترافية على المستوى الدولي».

Email