«الحكيم الشاعر» يفتتح النسخة الـ12

قيم زايد تُزيّن أعمال مهرجان دبي لمسرح الشباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، أول من أمس، الدورة الثانية عشرة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي تتواصل فعالياته حتى الـ 17 من أكتوبر الجاري في ندوة الثقافة والعلوم في إمارة دبي طوال أيام الأسبوع، بدءاً من الساعة السابعة مساءً، وتعرض من خلاله 9 أعمال من مختلف مسارح الدولة.

سعيد النابودة في كلمته خلال حفل الافتتاح | من المصدر

 

مراحل

وقدم المخرج مروان عبدالله صالح، عرض الافتتاح «الحكيم الشاعر»، وهو من تأليف الممثل والكاتب مرعي الحليان. وقد مزج العرض خلال 30 دقيقة بين فنون الغناء والدراما والاستعراضات الشعبية، وتخللتها أشعار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي سارت بالتوازي مع فكرة العرض، التي تحكي المراحل التي مر بها المجتمع الإماراتي قبل قيام الاتحاد والنهضة الشاملة في كافة القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التعليم، وهواجس البحث عن عمل والاغتراب، والنهضة الشاملة التي عمّت دولة الإمارات بعد قيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

مسرح احتفالي

تعتمد الحبكة الدرامية على وجود «أوركسترا» و«كورال» من الشباب والشابات، يتقاطع عملهم مع المشاهد التمثيلية التي توظف مجموعة من الأشعار المغناة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى جانب حوارات الممثلين، دون الكشف عن صاحبها، لتثير الفضول وتساؤلات الجمهور المشاهد. وخلال العرض والتقنيات المصاحبة للعمل، تعرض مواد أرشيفية وأفلام وثائقية لحكيم العرب، تستعرض قصة الاتحاد والنهضة التنموية، فالعمل لا ينتمي إلى مفهوم الأوبريت، بل هو أقرب إلى العرض الاحتفالي «البريختي»، الذي ظهر بعد منتصف السبعينيات، وكانت النكسة في عام 1967، أحد الأسباب التي حفزت على ضرورة وجود مسرح جديد، يستند في مرجعياته ومنطلقاته إلى إرث وجماليات الثقافة العربية، على عكس ما كان سائداً من نمط مسرحي تأسس على فهم أو مرتكزات غربية، من خلال عروض اتخذت شكلاً فنياً شعبياً، كما روعيت في عروضه تقنيات تقديم المسرح من حيث الشكل والمعمار، وأسلوب الأداء التمثيلي والعلاقة الحميمة بين الممثل والجمهور.

قيم زايد

وقال سعيد النابودة، في كلمته خلال حفل الافتتاح: إننا اخترنا «عام زايد» عنواناً لهذه الدورة، استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإطلاع المجتمع على إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتشجيع على التحلي بالقيم التي عاشها، وتقديمها للأجيال القادمة. وأضاف النابودة: لذلك، فقد ارتأينا أن يتم تجسيد قيم الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، من خلال إبرازها، وتشجيع الشباب المشاركين على توظيفها في الأعمال المسرحية المشاركة، والفعاليات المصاحبة للمهرجان أيضاً.

 

عروض تنافسية

وقال الدكتور صلاح القاسم: ستكون نسخة هذا العام من المهرجان، الأكثر تميزاً بين الدورات السابقة، وسيسعد متابعوه بعروض ثرية بالمعاني والقيم السامية المستمدة من مبادرة «عام زايد»، الأمر الذي سيؤدي أيضاً إلى رفع مستوى المنافسة بين الفرق المحلية المشاركة. ليس هذا فحسب، بل حرصت الهيئة على إثراء الحدث بالكثير من الفعاليات المصاحبة المتنوعة، التي ستدخل البهجة في قلوب محبّي المسرح من الكبار والصغار، وستطلعهم على أنواع مختلفة من فنون الأداء، بما في ذلك العروض الكوميدية والارتجالية. لذا، فإننا نتوقع أن يسجل المهرجان حضوراً لافتاً، خاصة وأن العروض مجانية، ويتم تقديمها في أوقات مناسبة لجميع الفئات العمرية.

 

أداء محلي

وقالت فاطمة الجلاف: «نتوقع أن تشهد دورة هذا العام من المهرجان نجاحاً عالياً، بمشاركة 9 أعمال من مختلف مسارح الدولة، وسنحرص من جانبنا على توفير بيئة تنافسية إيجابية، تلهم الجميع على تقديم أفضل مساهماتهم، على نحو يعزز فنون الأداء المسرحي الشبابي في الإمارات والمنطقة، بما يتماشى مع متطلبات قطاع فنون الأداء محلياً في إمارة دبي والإمارات الأخرى، والمنطقة عموماً.

وقامت الهيئة في عام 2017، بعقد سلسلة من الورش التطبيقية الممنهجة على مدار العام، تحت برنامج دبي لمسرح الشباب، وذلك بهدف تقييم الوضع الحالي لقطاع فنون الأداء، وتقديم منهجية أكثر شمولاً للمهرجان، وتوفير منصة للتعريف بمواهب وإمكانات الممثلين والمخرجين والمؤلفين ومصممي الديكور والمنتجين وخبراء المكياج، ومهندسي الصوت والعروض البصرية والإضاءة ومصممي الأزياء.

شخصية العام

أعلن مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الحالية «شخصية العام المسرحية»، الفنان مرعي الحليان، وهو إعلامي وممثل ومؤلف يلقب بـ«سفير المسرح الإماراتي»، وعرفه الجمهور من خلال أدوار الكوميديا والشر معاً. وكانت بدايته شعرية، وبعد أن أكمل دراسته الثانوية، سافر إلى الولايات المتحدة وعاد منها، لتبدأ رحلته الإبداعية في المجال المسرحي عام 1973.

Email