أول معرض استعادي منذ الستينيات يضم 50 عملاً فنياً لعبدالقادر الريّس

«و» دبي للثقافة.. بانوراما إماراتية في باريس

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يُشكّل تنظيم هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، لـ«و» أول معرض استعادي دولي للفنان الإماراتي عبدالقادر الريّس في باريس، مرآة لما وصلت إليه توجّهات الفن المُعاصر في دولة الإمارات، ودعماً لمبادرتي «عام زايد» و«الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي 2018»، لتكشف عن قرب واحدة من ملامح حِراك الفنون التشكيلية الإماراتية، وذلك في معهد العالم العربي في باريس، الذي سيفتح أبوابه للجمهور في الفترة من 25 الجاري إلى 21 أكتوبر المقبل، حيث تسعى «دبي للثقافة» إلى دمج منظور المعرض الشخصي والتاريخي والنقدي مع مجموعة مختارة من المشروعات ذات الصلة، والتي تركز على تجارب الفنانين الإماراتيين.

وسيقدم معرض «و» عرضاً شاملاً، يضم أكثر من 50 عملاً فنياً منذ ستينيات القرن الماضي حتى اليوم، وسيغطي فترات مختلفة في مسيرة الفنان، فيما تُنظّم «دبي للثقافة» سلسلة من الجلسات النقاشية وورش العمل خلال الأسبوع الافتتاحي للمعرض، التي سيستضيفها معهد العالم العربي في باريس، بما في ذلك ورشة عمل سيتولى عبدالقادر الريّس استضافتها بنفسه؛ لتسليط الضوء على المُكوّنات الغنية للحياة الثقافية في دبي، مع التركيز على إبراز المشهد الفني الحيوي المعاصر في الإمارة، إضافةً إلى ذلك سيقوم أعضاء وفد «دبي للثقافة» بعقد لقاءات مع نظرائهم الفرنسيين خلال الأسبوع الافتتاحي.

فنون خليجية
وخلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمعرض، والذي عقد بـ«متحف الاتحاد» أمس، أعربت رجاء رابيا، القنصل العام الفرنسي في دبي والإمارات الشمالية، عن سعادتها بهذه المشاركة الإماراتية الفريدة من نوعها خلال كلمتها بحضور الدكتور صلاح القاسم، مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، والفنان عبدالقادر الريّس.

وقالت رابيا: إن الجمهور الفرنسي يحمل شغفاً كبيراً بالثقافة على اختلاف أبعادها ومفهومها الواسع، من الأدب والكِتاب والفن والتراث، إلى الموسيقى والمسرح والأزياء والسينما وغيرها. ومن جهة أخرى فإن علاقة الثقافة الفرنسية بالعرب تشهد توطّداً يؤكد عراقتها وعُمقها، ولكنه أكثر حماساً للتعرف إلى مكونات الثقافة الخليجية والإماراتية بكل أبعادها.

تجربة مُضيئة
وتعتقد رابيا أن معرض الفنان عبدالقادر الريّس هو إضاءة حقيقية على المشهد الفني المعاصر الإماراتي التي تُحاكي تجربة مثيرة الاهتمام لهذا الفنان الاستثنائي، وإضافة مميزة لما يُقدّمه معهد العالم العربي في باريس العام الجاري، ضمن مجموعة غنية من الفعاليات الثقافية التي تُشكّل نافذة مهمة للمثقف والأديب والفنان العربي على الجمهور الأوروبي والعربي في الوقت ذاته، حيث يزور المعهد سنوياً ما يزيد على مليوني مُهتم من الفرنسيين وأبناء الجاليات العربية والإسلامية، ويستقطب الفئات العُمرية والمُجتمعية كافّة، مع تزايد حضور النُخبة المثقفة في فعالياته الفكرية.

وقال معالي عبدالرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس الإدارة في هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، في كلمة ألقاها نيابةً عنه الدكتور صلاح القاسم : إن المبادرة تتماشى مع أهداف "مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات"، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويتمثل الهدف الأساسي للمعرض في إبراز تاريخ الدولة وثقافتها أمام الجمهور العالمي.

وتابع: من خلال دعمنا لمبادرتي «عام زايد» و«الحوار الثقافي الإماراتي - الفرنسي 2018»، نهدف إلى المحافظة على الإرث الدبلوماسي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تُكمل الجهود المستمرة التي تبذلها «دبي للثقافة» لتطوير التعاون الثقافي، باعتباره وسيلة لتعزيز المشهد الفني والثقافي في دبي على المستوى الدولي، وتوسيع نطاق فهم ثقافة الإمارات في جميع أنحاء العالم، وتوطيد العلاقات مع السفارات على المستويين الإقليمي والعالمي».

وأضاف: نفخر أن تكون «دبي للثقافة» أول جهة تُنظّم أول معرض استعادي دولي للفنان عبدالقادر الريّس من خلال إيجاد بانوراما عالمية على المسيرة الاستثنائية لواحد من الفنانين الإماراتيين البارزين، بما يتماشى مع هدفنا الاستراتيجي للترويج للمواهب المحلية ودعمها وتمكينها.

مصدر إلهام
وعبر فيديو مُسجّل من باريس خلال المؤتمر، قال رئيس معهد العالم العربي، جاك لانغ: «يُعد عبدالقادر الريّس مستكشفاً رائعاً للأنماط والأشكال والألوان، ومع أنه لم يسبق له عرض أعماله في فرنسا، إلا أنه يحظى بشهرة واسعة ومكانة مرموقة في الإمارات، إذ يعتبر واحداً من كبار الفنانين، ومصدر إلهام للجيل الجديد.

وبكل فخر سيستضيف المعهد مجموعة كاملة من أعماله التي تعود إلى عقد الستينيات من القرن الماضي، بما في ذلك عدد من أعماله التجريدية والهندسية المُستوحاة من فنّ الخط العربي، فضلاً عن لوحة أبدعها خصيصاً لهذا المعرض».

علامة فارقة
وبدوره، قال الفنان عبدالقادر الريّس : «كرّست جهودي طوال حياتي المهنية لتعزيز المشهد الإبداعي للدولة، وإبراز ثقافتنا الغنية، والمشاركة في أعمالي الفنية حول العالم. وأعتبر معرض باريس المقبل علامة فارقة جديدة في هذه الرحلة. وإنني أشعر بالفخر بشكل خاص، لأن المعرض سيعقد خلال «عام زايد»، وآمل أن يكون بمثابة فرصة للزُوّار للتعرّف إلى قيم الوحدة والتسامح والتنوع الثقافي الذي حرص عليها مؤسس دولتنا من خلال الفنون».

مؤشر إيجابي
أشار الدكتور صلاح القاسم، مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، إلى أن الفن الإماراتي يخترق عوالم متجددة، وحجز لنفسه في كل المعارض والفعاليات مقعداً متميزاً، ونظراً لنوعية الفكرة والمضمون الفني في كل مجالات الفن، وهذا الأمر يُبشّر بحضور قوي لهذه الأعمال.

واليوم نشهد أعمال الفنان عبدالقادر الريّس ضمن فعاليات المعهد العربي في عاصمة النور مؤشراً إيجابياً للحِراك الفني الثقافي الذي تشهده وتعيشه دولة الإمارات.

Email