«محيط أصيلة» معمار أندلسي بلمسة ثقافية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في زاوية متوسطة بين حديقة الشاعر الإفريقي «تشنكايا أوتامسي» ومجموعة من حدائق يطلق عليها حدائق المبدعين الراحلين، أمثال الشاعر الفلسطيني محمود درويش والروائي السوداني الطيب صالح والمفكر المغربي محمد عابد الجابري وشاطيء المحيط الأطلسي الممتدة رماله إلى حدود رصيف الشارع المقابل لمدينة صغيرة بأحيائها البيضاء وأزقتها التي تشبه المعرض التشكيلي المفتوح، تطل واجهة مطعم «المحيط» بمعمارها الأندلسي واليافطة المكتوب عليها باللغة الإسبانية «كاسا بيبي» 1914.

تاريخ وعنوان مشتق من الاسم الذي يعرف به مؤسس إحدى الوجهات الثقافية الأكثر شهرة في مدينة أصيلة المغربية أو «أزيلا» الجمال بالأمازيغية، متحدرا من أصول أسبانية يعود تاريخ وصولها للمدينة إلى عام 1900 حسب روايات الأهالي ليستمر دون مقاطعة إلى لحظة سقوط المدينة في يد الإحتلال الإسباني للمرة الثانية في عام 1924.

بأناقة تتشح الواجهة باللون الأبيض مشرعة نوافذها الزرقاء الفاتحة كمياه المحيط وسقفها الخشبي المتوسط الإرتفاع، لتتراءى لك على مرأى البصر طاولات بيضاء يجلس عليها رواد المكان منفتحين من تلك الناصية على فضاء مفتوح برحابة على المشهد اليومي، بنكهته الثقافية من لحظة استيقاظ المدينة في العاشرة صباحاً وحتى نومها آخر الليل.

طبيعة أصيلة

علاقة حميمة بوجوه تعلقت بالمكان وصار وجودها نقطة ارتكاز لايمكن أن يخطئها مرتادو المحيط.

رجاء المغربي، مسؤول الضيافة في المطعم تبدأ نهارها بفتح النافذة المطلة على حديقة أوتامسي المشيدة للتو في صيف 2018، تغمر المكان برائحة ورد مما تجود به طبيعة أصيلة في مثل هذه الأيام من فصل الصيف، مستقبلة زوارها من الأدباء والنقاد والموسيقيين والرسامين والفنانين التشكيليين والرياضيين والسياسيين والسائحين القادمين من مناطق مختلفة في المغرب ومن أنحاء متفرقة من العالم أفراداً وعائلات، للإستمتاع بلذة الطعام المغربي الإسباني والمناقشات والحوارات الدائرة حول الثقافة والفن والرياضة والسياسة، تقول يظل المشهد «ستايل» ثقافي من المهم أن يستمر الحفاظ على خصوصيته، هو ما يعنيه مطعم المحيط بالنسبة لي.

رشيد موظف قديم بالمطعم يرصد خطواتك الأولى نحو المكان، يكتشف توجهاتك والأشياء التي ترغب في الحصول عليها، شيئاً يمتد بالنسبة لك إلى تحديد موعد لقاء الأشخاص الذين تعرف مسبقاً أنهم من زوار المكان، ينتهي اليوم دون أن تشعر به وفي جعبتك لقاء أو حوار صحافي، وفي ذاكرتك تاريخ زيارة مكان نادر كمطعم المحيط.

Email