أكد سعادته بوجوده في «دانة الدنيا» وقدّم روائع في ختام «مفاجآت الصيف»

«فنان العرب» يغازل القصيدة على وقع سحر دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تمنع حالة الحزن التي ألمت بالفنان محمد عبده، إثر فقدانه لشقيقه الأكبر عثمان عبده عثمان آل دهل العسيري، الذي فارق الحياة، أخيراً، من الوقوف، أول من أمس، على مسرح مركز دبي التجاري العالمي، ليداوي أحزانه عبر وصلات غنائية، يمكن وصفها من ذات «الوزن الثقيل»، والتي تمكنت من إدخال «فنان العرب» وجمهوره في حالة «سلطنة طربية»، حلق فيها «أبو نورة» في فضاء القصيدة واللحن الرصين، وقدم خلالها ختاماً رائعاً ودافئاً لمفاجآت صيف دبي في نسختها الـ21.

ترحيب حار قوبل به فنان العرب، من قبل جمهوره الذي توافد مبكراً على قاعة الشيخ راشد في مركز دبي التجاري العالمي، للاستماع والاستمتاع بسلسلة من الأغنيات التي أشاع من خلالها فنان العرب، أجواء من البهجة، بعد أن تألق فيها وشدا بأعذب الكلمات والألحان، نازلاً في بعضها عند رغبة الجمهور، متخطياً بذلك قائمة أغنياته المعدة مسبقاً.

قائمة

برحابة صدر، وابتسامة جميلة، قابل فنان العرب مندوبي وسائل الإعلام قبيل صعوده إلى المسرح، قائلاً في حديثه معهم، إن «السعودية والإمارات والخليج بيتنا جميعاً، وعندما أغني في السعودية كأنني أغني في الإمارات والبحرين والكويت، والعكس صحيح»، مشيراً إلى أن أجواء الحفلات تختلف من مكان لآخر. وعلق في تصريحاته على أجواء حفلاته في المدن الخليجية بالقول: «اليوم أصبحت كل حفلة في بلد خليجي لها طابعها وميزتها الخاصة».

وأضاف: «أنا سعيد لتواجدي في دبي، ومقابلة جمهوري الذي كان بانتظاري يوم الجمعة الماضي، ولكن لظروف قاهرة تم تأجيل الحفل ليوم واحد، وقد تم الاستعداد لهذا الحفل بقائمة أغنيات أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور».

تحية فنان العرب الحارة لجمهوره الذي يعود إليه بعد غياب دام عاماً كاملاً، أعقبتها بداية غنائية هادئة، آثر فيها التحليق بفضاء قصيدة «في المقهى»، تلك التي كتبها الراحل نزار قباني يوماً، ليأخذ محمد عبده جمهوره من خلال أبياتها في «جولة ضوء في عينيها»، تلك التي «زلزلت روحه من أركانها». «في المقهى» لم تكن القصيدة اليتيمة التي قدمها عبده في الحفل، وإنما بادر إلى إثارة جملة من الأسئلة التي طرحتها قصيدة «أعترفلك» التي كتبها الشاعر الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله، يسأل فيها «قلبه عن النصيحة»، وهو الذي لم يستطع أن يجد حلاً لهذا القلب.

إبداع

حفلة محمد عبده، لم يكن لها أن تمضي من دون أغنية «البرواز» تلك التي كتب فنان العرب كلماتها بنفسه، وصاغ لها ألحانها بـ«حبر العيون ودمع القلم» الذي انساب في «دفتره» بعد أن «صارت صورة وعيونه بروازاً».

وفي حفلته بدا «أبو نورة» مصراً على إدخال الجمهور في حالة «السلطنة»، بتقديمه لأغنية «مجنونها» التي كتب كلماتها الأمير بدر بن عبدالمحسن، الذي قدم له أيضاً أغنية «صوتك يناديني»، تلك الأغنية التي يعتبرها كثير من النقاد من أنجح وأفضل ما قُدم من الأغنيات الخليجية، نظراً لما حملته مقدمتها الموسيقية من إبداع ورؤى جمالية، حيث لحنها محمد عبده على مقام النهاوند، الذي طالما أبحر فيه الموسيقار المصري محمد عبدالوهاب.

«المعازيم»قائمة أبو نورة، بدت ملأى بالقصائد، حيث تعدت في عددها العشر، وقد كان للشاعر الكويتي فائق عبدالجليل، نصيب من تلك القائمة، حيث قدم له فنان العرب قصيدة «المعازيم» أو «يوم أقبلت»، كما يفضل البعض تسميتها، وهذه القصيدة تعد من أروع ما قدم محمد عبده في تاريخه، فمن خلالها حاكى عيون جمهوره الذي تدفق إلى القاعة في وقت مبكر، ليطربه على «موال على البال»، الذي أظهر عمق وجمالية صوت «أبو نورة»، ليؤكد من بعده أن الجمهور يظل «أقرب الناس» إلى قلبه.

Email