استطلاع «البيان» يؤكد ضرورة توخي الحذر فيها وعدم تحولها ساحة منافسات

مغامرات الشباب.. رغبة بالشهرة محفوفة بالمخاطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

غنية هي الإمارات بشبابها ومواردها البشرية التي تضعها على رأس أولوياتها ومشاريعها، وهذا ما أثمر شباباً أثروا الدولة بمواهب وإنجازات، تجاوز صداها المدى المحلي إلى المدى العالمي، في شتى المجالات.

حتى إن الطموح الإماراتي لم يقف عند حدود الكرة الأرضية، بل ارتقى في تطلعاته إلى العالم الخارجي، منقباً عن مكنوناته، محلقاً في فضائه، ليستكشف الكواكب وكنوزها.

غير أننا في هذا الاتجاه، نجد بين الفينة والأخرى شباباً يتنافسون في الإقدام على مغامرات، قد يرى البعض أنها في غير محلّها، إذ تمثل خطورة على الحياة بخوضها في أماكن مرتفعة وخطرة، والتي يروجون لها على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال نشر صور لهم من قلب تلك المواضع التي قد تشكل خطراً على حياتهم، لارتفاعها الشاهق، أو لوجودها في بقع مهددة بالكوارث الطبيعية خارج الدولة. بعض هذه المبادرات تستغرق أياماً، وربما أشهراً من التخطيط، وهنا تكثر التساؤلات حول أسباب خوض الشباب هذه المغامرات، ومدى انعكاسها إيجاباً أو سلباً على المغامر ومن حوله.

وفي استطلاع أجرته «البيان»، رأى 41 % من قراء الموقع الإلكتروني، أن حب المغامرة والاستكشاف هو السبب الرئيس وراء قيام الشباب بمثل هذه المغامرات، فيما قال 38 % من القراء: إنها لتحقيق الشهرة، و16 % قالوا: إنها بسبب حب المخاطرة، و5 % إشغال لوقت الفراغ.

وعلى تويتر، قال 39 % من متابعي «البيان»، إن هذه المغامرات تهدف للشهرة والتباهي، فيما ربطها 37 % بحب للمغامرة والاستكشاف، و16 % قالوا إنها بسبب حب المخاطرة، و8 % إشغال لوقت الفراغ. وتؤكد خلاصات الاستبيان، أن أفراد الجمهور يرون أن خوض مثل هذه المغامرات يجب أن يكون مستنداً إلى أرضية إدراك حجم المخاطر فيها وضرورة عدم تحولها كممارسات للشهرة.

إحساس بالإنجاز

المغامر الإماراتي نواف أحمد العوضي، الذي يملك في جعبته 1000 قفزة مظلية، أوضح أنه يشعر بالإنجاز عند القيام بمغامرات القفز المظلي، فاجتياز المغامرة بنجاح، أشبه بتخطي أمر قد تظنه مستحيلاً، وإثبات لقدرتك عليه. وأضاف العوضي أن رفع الأعلام في المغامرات، يسهم في رفع اسم البلاد في شتى بقاع العالم، ويعرف الدول التي نقوم بها في المغامرات، بأن شباب الإمارات يمارسون مختلف الرياضات، وبمستوى كبير من الاحترافية.

وأكد العوضي، 35 عاماً، أهمية التهيئة البدنية والنفسية قبل الإقدام على المغامرات، واتباع إجراءات السلامة، وتوخي الحيطة والحذر، مع معرفة المخاطر الناجمة عن إهمال تأمين سلامة الشخص في المغامرات.

وعارض العوضي ما يقوله البعض بأن هناك مجالات كبيرة لتحقيق الإنجازات، بعيداً عن مثل هذه المغامرات، بقوله: إن الأشخاص بفطرتهم يحبون الإبداع وإبراز أسمائهم في أكثر من مجال.

وفي مجاله، وهو القفز المظلي، أفاد العوضي بضرورة خضوع الشباب للتدريب المكثف قبل القفز، والتنبه لعدم فتح المظلة إلا ضمن المسافة الآمنة، مع ضرورة استخدام مظلة الاحتياط، مع الاستعداد للنزول إلى الأرض.

ظهور وشهرة

الشاب عمر سعيد النقبي (28 عاماً) من إمارة الشارقة، بدأ حديثه مع «البيان»، بتوجيه أصابع اللوم إلى وسائل الإعلام بقوله: إنه يجب عليها عدم تسليط الضوء على بعض الممارسات الفردية التي لا يتوفر فيها عناصر السلامة والأمان، فالواجب أن نسلط الضوء على ما يدور في فلك المغامرات المثمرة، والتي يتمتع أصحابها بقدر عالٍ من الاحتراف.

وقال النقبي: بعض المغامرين لا يدركون العواقب التي قد تحدث، فأي حركة بسيطة غير مدروسة على قمة جبل أو من منحدر صخري أو حدوث تغير مفاجئ في الأحوال الجوية، مثل هطول الأمطار أو غيرها، قد تفقد الشخص حياته، أو قد تعرضه للإصابة بإعاقة تلازمه مدى الحياة، وهذا ما سيؤثر، ليس فيه فحسب، وإنما في أسرته أيضاً. وأفاد النقبي بأنه ليس ضد المغامرات، ولكنها يجب أن تكون في إطار لا يعرض حياة الشخص للخطر، مع اتباع إجراءات السلامة.

إشباع رغبة

«الشباب مليء بالطاقة والحيوية، ويرون مثل هذه المغامرات فرصة للتنفيس عن طاقاتهم وإشباعاً لحب المغامرة والاستكشاف لأماكن جديدة». بهذه الكلمات علّقت ابتهال مندور (28 عاماً)، على السبب الرئيس وراء اندفاع بعض الشباب للقيام بالسفر لمختلف بلاد العالم للقيام بمثل هذه المغامرات الخطرة أحياناً.

وأضافت: على خلاف ما يعتقده البعض، فإن السفر لا يعد مضيعة للوقت، وبعض هذه المغامرات تكسب الشخص مهارات جديدة، مثل العمل الجماعي وتعلمهم الصبر، كون هذه المهام تتطلب ساعات لإتمامها، وفي بعض الأحيان تتكلل هذه المغامرات بإنجازات، مثل دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

العمل التطوعي

أما محمد إبراهيم (36 عاماً) فقال: إن هناك عدة طرق لرفع اسم البلاد، فليست تلك المغامرات هي الوحيدة التي يستطيع الشباب إبراز دورهم في تعزيز اسم الإمارات، بل هي وسيلة من الوسائل، لكن بشرط أن تكون محسوبة العواقب، دون أن يعرض الشباب حياتهم للخطر بالقيام بمثل هذه المغامرات، فالوطن أولى بأبنائه كثروة بشرية، وهم بكامل قوتهم وصحتهم.

وأردف أنه ينبغي أيضاً التركيز على الأعمال التطوعية والمهام التي ترعاها الدولة للإغاثة الإنسانية، تحت مظلة مبادرات رسمية. وفي الوقت نفسه، قد تكون هذه الأسفار التطوعية، فرصة للتعرف إلى بلاد جديدة، وفي حالة كانت بعض المهمات تشكل خطراً على حياة المتطوع، مثل وقوع كوارث طبيعية، كالفيضانات، فإنها لخدمة غرض نبيل، يعزز رسالة الإمارات السامية في مجال العمل الإنساني، مقابل تعريض حياة الشباب للخطر في أمور هي أقل جدية، في حال لم يتم اتخاذ احتياطات السلامة والأمان.

وقال إبراهيم: إنه من المفضل أن يكون هناك تنسيق بين الشباب وسفارات الدولة في الأماكن التي يذهبون إليها، حتى تقدم الدعم لهم ووسائل السلامة.

Email