ياباني يبحث عن الألوان التاريخية الضائعة

ساتشيو يوشيوكا يطمح إلى استعادة زهاء ألوان عفا عليها الزمان | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد كثيرون أن تكنولوجيا القرن الـ21 قادرة على إنتاج أقمشة بكل الألوان التي يمكن تخيلها، بل حتى ألوان غير معروفة لأجدادنا، ومع ذلك، فإن أياً منها لم يتمكن من التوصل إلى تدرجات الألوان المذهلة التي تعود لقرون سابقة، وهذه القناعة هي التي دفعت الياباني ساتشيو يوشيوكا، إلى تكريس ثلاثين عاماً من حياته في هذا العمل البطيء والمضني لإعادة إحياء تلك الألوان الضائعة في بلاده.

ووفقاً لموقع «أوبن كلتشر»، كانت تقاليد الصباغة اليابانية قد وصلت ذروة تألقها في فترتي نارار وهييان في اليابان، (710 إلى 1185م)، وعلى نقيض فترة إيدو بين القرنين الـ17 والـ19، عندما أجبر توكوغاوا الشوغوني عامة الناس على الالتزام باللونين الرمادي والبني، كانت مدن نارا وهييان غنية بالألوان المشرقة الأحمر والأزرق والأصفر والبرتقالي وحتى الأرجواني، بتدرجات نادراً ما يشاهدها العالم اليوم في اليابان أو أي مكان آخر، وفقاً ليوشيوكا، فيما اللافت اليوم أن العالم معجب بالحساسيات الجمالية اليابانية، وفقاً للفلسفة الجمالية المعروفة بـ «وابي سابي» التي تدعو لتقبل الأشياء على طبيعتها بتآكلها وعيوبها وشوائبها.

بيد أنه منذ توليه ورشة العائلة عام 1988، وضع نصب عينيه صقل أساليب الصباغة القديمة ذات العمالة الكثيفة، مستخدماً الأصباغ النباتية التقليدية التي جعلت بلاده فيما مضى مليئة بالألوان. وقد نشر كتباً عن تاريخ الألوان وفنون النسيج، وقام بإعادة ابتكار أزياء من القرن الثامن، بعد جهد بحثي تاريخي.

معظم وقته الآن مكرس للعمل في ورشة عمله في كيوتو، مبتدعاً أصباغاً متنوعة على الأقمشة الحريرية، والأزهار الورقية المستخدمة في الاحتفالات في نارا التي تتوج بحفل ناري، لكنه يؤكد أن دافعه لاستخدام الألوان النباتية، يعزى لسبب وحيد لا غير، هو أنها في غاية الجمال.

وكانت الأصباغ في الماضي تصنع من النبات والمواد الطبيعية، بما في ذلك النباتات، ولحاء الشجر، والأزهار، والأوراق، والجذور، ثم مع اختراع الأصباغ الاصطناعية في منتصف القرن التاسع عشر، اختفت المعرفة في كيفية إنتاجها واستخدامها بشكل كبير.

Email