أفلام وثائقية تضيء حياة البؤساء في 40 دقيقة

من وثائقي «النعيم في ازدحام طريق على شارع »405

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل الغوص في شخصيات غير مشهورة، وأحياناً ما تكون بعيدة عن الأضواء، وذلك عبر إنتاجات وثائقية، مدخلاً يمنح صوتاً لأشخاص مغمورين ومنسيين وبؤساء.. وتسليطاً للضوء على كبرى القضايا، كالتمييز العنصري والإدمان والأمراض العقلية، في أعمال لا تتخطى مدتها 40 دقيقة.

«مهارات سكين» أحد تلك الأفلام التي تمزج بين مجرمين سابقين والطعام الراقي في قصة كشف تفاصيلها المخرج توماس لينون خلال عشاء مع شيف نيويورك ديفيد وولتاك وزوجته، حيث قال لينون مستذكراً اللقاء: قال وولتاك إنه سيفتتح مطعماً فرنسياً رائعاً في كليفلاند وسيكون موظفوه بغالبيتهم من الخارجين من السجون. وهكذا وقبل أن أنهي تناول قطعة اللحم أمامي أدركت أني سأصور فيلماً.

«النعيم في ازدحام طريق على شارع 405» وثائقي آخر يستلهم عنوانه من تأملات فنانة قرية فالي فيلادج، ميندي آلبر التي تدحض كلماتها المتلعثمة ألمعية لوحاتها المشحونة نفسياً. وقد افتتن فرانك ستيفل بآلبر حين عرفته زوجته عليها في أحد صفوف الرسم. وقال: لقد شعرت بالفضول حيال طبيعة ميندي وكيفية قيامها بالأعمال الفنية، وسألت ما إذا كنت أستطيع تصويرها وهي تنجز منحوتةً لمعالجتها النفسية شوشانا. وكشفت المقابلات التلفزيونية المتتالية عن مخاوف واضطرابات ونوبات اكتئاب قاهرة امتنعت بنتيجتها آلبر عن الكلام لعشر سنوات.

«إديث+إدي» فيلم آخر للصحافية المخــرجة لورا تشيكواي، التي قالت إثر تلقيها رسالة نصية عن زواج ثنائي يبلغ من العمر تسعين عاماً ونيف: أرسل لي صديق صورة لإديث وإدي، عشقتها فوراً وأمعنت النظر فيها تغمرني الرغبة بأن أعرف المزيد عن الثنائي. ويشكل الروتين الصباحي اليومي للزوج واحداً من أبرز سمات الفيلم، حيث يجلب إدي الأسنان الاصطناعية لزوجته، ليبدآ يومهما بابتسامة بورسلينية مثالية. إلا أن اللحظات الجميلة تغدو أكثر قتامةً حين تقرر ابنة إديث والوصية القانونية الضغط على أمها التسعينية للانفصال عن إدي والذهاب لفلوريدا. وتعلق تشيكواي على المسألة بالقول: ذهبت لأصور قصة حب دون أن أعرف أنها ستـــتحول إلى قصة انكسار قلوب.

Email