استطلاع « البيان » يظهر أهميتها والمحافظة عليها

تقاليد العيد وطقوسه متجذّرة في المجتمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبتعد الناس في موسم الأعياد عن الروتين اليومي، ويعيشون طقوساً مختلفة عن المعتاد، وبالرغم من أن الأعياد مناسبة سنوية تتكرر منذ آلاف السنين، إلا أن التزام المجتمعات بها ما زال مستمراً؛ لأنها من صلب الواقع الديني والاجتماعي الذي يعيشه الناس.

قد تختلف مظاهر الاحتفال من عصر لآخر، وتختلف أيضاً فكرة مشاركة جهات عدة في نشر مظاهر الاحتفال والزينة وتخصيص بعض الفعاليات للعيد، لكن تصب في النهاية في فكرة الاحتفال بالأعياد.

ويبقى لكل شخص في المجتمع أسلوبه في الاحتفال، يجتمع مع غيره في بعض التقاليد ويختلف معهم في تقاليد أخرى، ولكن بالشكل العام يبقى محافظاً على القيام بتقاليد معينة في موسم الأعياد، وهذا ما أظهرته نتائج السؤال الذي طرحته «البيان» على القراء في استفتائها الأسبوعي على الموقع الإلكتروني، وفي حسابيها على «فيسبوك» و«تويتر» وهو «هل لديكم تقاليد معينة تحرصون على القيام بها في موسم الأعياد؟»؛ إذ جاءت نسبة من يحرصون على هذه التقاليد 77% على الموقع الإلكتروني، وانخفضت إلى نسبة 66% على حساب البيان على «فيسبوك» وقلّت عن ذلك في حساب «تويتر» إذ وصلت إلى 63%، وهو ما يدل بالعموم على أن الأغلبية ما زالت تحافظ على هذا التقليد، وإن غيروا بسلوكياتهم تماشياً مع ما تفرضه طبيعة العصر.

مظاهر الفرح

أشارت الدكتورة جميلة سليمان خانجي، مستشار دراسات وبحوث في مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي، إلى اختلاف مظاهر العيد عن السابق. وقالت: إن متطلبات العصر فرضت بعض التقاليد مثل رسائل التهنئة المتنوعة التي تصل على الهاتف النقال، وأشكال اللباس والذهب ونقوش الحنة المخصصة للعيد. وأضافت: لكن الأفكار العامة بقيت، وحافظنا عليها، وعوضاً عن الذهاب إلى بيوت «الفريج» أصبح الناس الآن يذهبون إلى الأهل أولاً ثم الجيران. وذكرت أن مظاهر الفرح موجودة لكن بطرق اجتماعية واقتصادية جديدة.

وبالنسبة لتجربتها التي تمثل جزءاً من ممارسات المجتمع الإماراتي في العيد قالت خانجي: نحرص على إحياء العيد باللباس الجديد وصلاة العيد وتجهيز المأكولات الشعبية مثل «البلاليط» ونجهز صباحاً «الرويق» ونبخر المنزل كما نجهز الهدايا للأهل والعيدية للصغار.

وقالت: معتادة في أول يوم على زيارة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات) لتقديم التهنئة لسموها. وأشارت إلى أنها تلتقي بالكثير من الشخصيات الرسمية خلال تلك الزيارة.

وأشارت إلى حــــرصهم على زيارة الأماكن السياحية في الدولة في آخر أيام العيد بعد استقبال الزوار، في اليوم الذي سبقه.

مفهوم اجتماعي

قال الباحث والشاعر محمد نور الدين: تتشابه الإمارات مع الدول العربية في الاحتفال بالعيد، ولكن في الدول العربية تنتشر مظاهره بشكل أكبر في الشوارع بينما تقتصر مظاهر الاحتفال في مجتمعنا على البيوت والمراكز التجارية.

وبالعودة إلى الطفولة قال نور الدين: كنا نزور الأهل والأقارب القريبي المسكن، ونجتمع معهم في بيت واحد قبل أن نذهب إلى بيوت الجيران في «الفريج» الذي كانوا يقدمون لنا النقود كعيدية نجمعها لنشتري بعد ذلك الألعاب من الدكاكين القريبة. وأضاف: افتقدنا الآن بيوت «الفريج» وافتقدنا بالتالي الحركة المصاحبة للعيد.

أما تقاليد العيد بالنسبة للأطفال، فأوضح نور الدين: هناك نظام أتبعه مع أولادي في هذا الحدث غير الرسمي، وهو إظهار المفهوم الأخلاقي والاجتماعي للعيد، لأننا إن لم نقدم لهم المعلومات فستمتلئ طفولتهم بطريقة مختلفة، ومن هنا كان من واجبي أن أضيف لهم شيئاً جديداً.

تعامل

قالت مصممة الأزياء العالمية منى المنصوري: ثقافة الناس مختلفة الآن في التعامل مع الأعياد، إذ لم تعد الشابات يحرصن على اللباس التقليدي في الأعياد مثل «المخور» وغيره. وأضافت: تبقى مدن ومناطق مثل ليوا وبدع زايد أكثر محافظة على تقاليد العيد من المدن الكبرى.

Email