ناصر القصبي من عالم الكوميديا إلى الدراما

«العاصوف» مسلسل اجتماعي يرصد مراحل تطور المجتمع السعودي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن مقدراً للدكتور عبد الرحمن الوابلي، أن يعيش مزيداً من العمر، ليتابع حلقات مسلسل «العاصوف» الذي كتبه قبل رحيله، في قوالب درامية، تتوغل في تفاصيل المجتمع السعودي.

وتكشف عن وجهه المضيء، ورغم مرور نحو عامين على رحيل الدكتور الوابلي، إلا أن مرارة فقده قد عادت مجدداً للواجهة، بعد أن شعر بمذاقها الفنان ناصر القصبي، مع بداية انطلاق حلقات مسلسله «العاصوف»، حيث يتخلى فيها القصبي عن عباءة الكوميديا التي طالما تزين بها في حلقات «طاش ما طاش».

أو ما تلاه من حلقات «سيلفي» الذي يغيب هذا العام عن الشاشة، ليفسح المجال أمام رياح «العاصوف» لتمر على شاشات التلفزة، كاشفة عن تفاصيل الحياة الاجتماعية بمناسباتها العامة والخاصة والواقع الثقافي والاقتصادي للمجتمع السعودي في تلك الفترة، فضلاً عن الذهنية السائدة لدى العامة وطريقة التعاملات التجارية والحياتية ومعيشة الشباب آنذاك.

اللافت أن الفنان ناصر القصبي، استهل الترويج لانطلاقة حلقات المسلسل بنشره تغريدة على حسابه في موقع تويتر، يقول فيها: «أشعر بمرارة الفقد في الصديق الراحل د. عبد الرحمن الوابلي. كان في اجتماعاتنا في بيتي في الرياض أو دبي، دائماً متطلعاً ومتلهفاً لهذا اليوم، ولكنه رحل لرب كريم، ما زلت في وجداني يا أبا جهاد وستظل في وجدان السعوديين محفوراً اسمك بماء الذهب، نم قرير العين يا صديقي.. سأكمل المشوار».

ما قدمه القصبي من حلقات في «العاصوف»، لا تتجاوز في عددها أصابع اليد الواحدة، استدعى من متابعيه تدشين «هاشتاغ» خاص باسم المسلسل، سرعان ما انتشر على موقع تويتر، ولقي تفاعلاً كبيراً، حيث عبر فيه البعض عن «انبساطهم» في الفترة التي يعرض خلالها المسلسل.

والذي يخطط فيه القصبي، وفق تغريداته، إلى مواصلته، ليتحول إلى سلسلة طويلة، تتسع إلى خمسة أجزاء، يروي فيها تاريخ العاصمة الرياض، وما شهدته من تحولات وتطورات اجتماعية وثقافية مختلفة.

«خلاص من حبكم»

على ساحة تويتر، الآراء اختلفت في المسلسل؛ فالنسبة الغالبة اعتبرت أنه تجربة ثرة وغنية بطابعها الإيجابي وإشاراتها، كما أكد آخرون أنهم لمسوا فيه قوة الإخراج وارتقاء الحبكة الدرامية، مبدين إعجابهم بأداء ناصر القصبي، وفي المقابل أشار آخرون إلى أن المسلسل كشف عن «أزمة قلة عدد الممثلات السعوديات، الأمر الذي اضطر صناعه إلى اللجوء لبعض الممثلات الخليجيات».

وفي هذا السياق، طالب الناقد رجا ساير المطيري، بضرورة العمل على تأهيل عدد كبير من الممثلات السعوديات، أو على الأقل من يتقن اللهجات السعودية، درءاً للوقوع في مثل هذا الخلل.

في حين علق البعض على الموسيقى التصويرية للمسلسل، والمستوحاة من أغنية «خلاص من حبكم» للملحن عبد الله السلوم، وأداء الراحل فهد بن سعيد، وكلمات محمد الجنوبي، معتبرين أن هؤلاء ما زالوا في الذاكرة، ليكون لأغنية الشارة التي قدمها الفنان راشد الماجد بلحن حزين، نصيب جيد من التفاعل.

الحكم على «العاصوف»، وجودة حبكته وقصته، لا يزال مبكراً، فحلقاته المقبلة بلا شك لا تزال تحمل الكثير من الأحداث، التي يمكن أن تغير مجرى الرؤية العامة لهذا العمل، الذي تم تصويره في أبوظبي على مساحة 6500 متر مربع، حيث اضطر صنّاعه إلى بناء استوديو خارجي، ليتمكنوا من تصوير أحداثه، حيث تم بناء الاستوديو على شكل حي سعودي يعود إلى عام 1970.

يذكر أن المسلسل يشارك في بطولته إلى جانب القصبي، كل من: حبيب الحبيب، عبد الإله السناني، ليلى السلمان، ريم عبدالله، ريماس منصور، عبدالعزيز السكيرين، زارا البلوشي، عبدالله المزيني، حمد المزيني، شمعة محمد، وآخرون، وهو من إخراج المثنى صبح.

Email