استطلاع «البيان» الأسبوعي:

الجوائز الأدبية لا تجعل القراء يقبلون على كتب محددة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عوالم كثيرة من الفكر والأدب والفلسفة والعلوم والفنون، يسطرها المؤلف في صفحات كتابه، ويعمل عليها لفترات من الزمن لا يبالي حينها إلا بإنجازه الفكري بعيداً عن الترويج لكتابه أو الجوائز التي تأتي تكريماً لإبداعه، وترويجاً لكتابه، فهناك أدباء لم يعرفهم العالم العربي ولم يترجم لهم أي كتاب، قبل حصولهم على الجائزة العالمية الأشهر وهي «نوبل» فرع الآداب، منهم الألمانية هيرتا مولر، والسويدي توماس ترانسترومر، والصيني مو يان، وآخرون.

ولكن تبقى الكتب الحاصلة على جوائز جزءاً من خيارات القارئ، وهذا ما أظهرته نتائج السؤال الذي طرحته «البيان» على القراء في استفتائها الأسبوعي على الموقع الإلكتروني، وفي حسابها على «فيسبوك» و«توتير»، وهو «هل حصول الكتاب أو الرواية على الجوائز هو دافعك لقراءته؟»، إذ جاءت نسبة من لا تحفزهم الكتب الحائزة الجوائز على القراءة، على الموقع الإلكتروني وحساب «فيسبوك» متعادلة تقريبا، وهي 68% أجابوا ب"لا" و32% أجابوا ب"نعم" .

بينما ازدادت في تويتر إلى 70% لمن أجابوا بـ "لا" مقابل 30 % نسبة من أجابوا ب"نعم"، وهو ما يدل على أن الجوائز تبقى دافعاً غير أساسي وليست المعيار الوحيد للإقبال على كتاب ما أو، ويبدو هذا منطقياً لأن مكتبات العالم كله بما فيها العربية تحفل بالكتب المهمة، التي وضعت قبل أن توجد الجوائز التي تكرم المؤلفين.

أهداف ومعايير

قال سعيد حمدان، مدير إدارة البرامج في دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: من وجهة نظري، إن الجوائز محفزة للقُراء، فالجوائز المرموقة هي مؤشر حقيقي لأهمية الكتاب، وأضاف: تبين الجوائز أهمية الكتاب ومحتواه، على عكس عملية التشجيع الفردي التي تبدأ من شخص معين قرأ كتاباً ما وقاد بقية الجمهور، وأوضح: قد تحمل هذه القراءة وجهة نظر مختلفة، وقد يكون لهذا القارئ معايير أو أهداف ترويجية، وقد لا يستحق هذا الكتاب الترويج له، وهو ما سيوجه القارئ إلى مسار خاطئ.

ومن وحي ما تتبناه دائرة الثقافة والسياحة، أشار حمدان إلى أهمية مشروع «كلمة» للترجمة، وأوضح: في هذه التجربة أصدرت «كلمة» مجموعة من الكتب المترجمة لكتب ومؤلفين فازوا بجوائز دولية من مؤسسات مرموقة، وهو ما يحفز على قراءتها، خاصة أن «كلمة» تقدم كتباً في مجالات متنوعة، كالأدبية والعلمية وغير ذلك من كتب تحفز على القراءة.

سر النجاح

الدكتورة أمينة ذيبان التي ترأست لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» في دورتها التاسعة عام 2016 قالت: شجعت بعض الجوائز الكتاب على النشر والاهتمام بالكتابة، وخلقت نوعاً من التحفيز نحو الاهتمام بالكتابة، وأضافت: إلا أن عملية القراءة منفصلة عن الجائزة التي تثيرها وتشاغبها القراءة.

وأوضحت: القارئ المرجعي يبحث عن الكتب المرجعية الأصيلة والأسماء التي تركت أثراً، وليس عن شاب فاز بجائزة، «مثلاً» ما زالت إصدارات جبران خليل جبران من أكثر الكتب قراءة، وتابعت: أتصور أن القراءة الجدية والمهمة تعتمد على أبحاث عدة، ومن بين القراءات المتنوعة نبحث عن الفائز، لكن لن يكون في قائمة القارئ.

وعلى الرغم من ذلك أوضحت أمينة ذيبان: لاحظت في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الأخيرة أن هناك طلباً على الكتب الفائزة، لأنها تحرك الفضول، وتحفز القارئ للبحث عن سر نجاح هذا العمل دون غيره.

تأثير وقتي

وقالت أمينة ذيبان: يوجد أحياناً من يبحث عن معايير لجنة التحكيم في الكتب الفائزة، وكل هذا محرك لقراءتها، وشددت على أن القارئ الحقيقي يقرأ في كل المجالات، ويبقى في النهاية للكتب الفائزة تأثير وقتي في زمن الفوز.

Email