قائمة حافلة بالأعمال الكوميدية والتاريخية

قضايا عربية من فضاء الواقع على مائدة دراما رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما بين قصص مستقاة من فضاء الواقع المحلي، وأخرى تعكس الوجه الخليجي والعربي، تتمدد جملة من الأعمال الدرامية على مائدة رمضان، حيث يصافح من خلالها الجمهور نجوم الفن، الذين قرروا خلال رمضان ارتداء أزياء لشخصيات عديدة، تساعدهم في تجسيد أحداث صاغها ثلة من الكتاب العارفين في خبايا المجتمعات العربية وقضاياها.

وفي الوقت الذي تحضر فيه الكوميديا بقوة في الدراما الإماراتية، تلامس بعض الأعمال الخليجية والعربية قضايا الواقع، فيما تأخذنا بعضها الآخر في رحلة عبر التاريخ، لنعايش أحداثاً، سكنت تفاصيلها بين كتب التاريخ والسير الذاتية.

محلياً، ها هو الفنان جابر نغموش يطل مجدداً على جمهوره، حاملاً معه الـ«بشارة»، واعداً إياهم بوجبة كوميدية دسمة، صاغ مكوناتها السيناريست السعودي سعد محمد، مؤلف سلسلة «طاش ما طاش»، حيث وضع نغموش ويرافقه الممثل أحمد صالح (بطل سلسلة أفلام «ضحي») والمصرية نشوى مصطفى انفسهم تحت إدارة المخرج راكان، ليسلطوا جميعاً الضوء حول عدد من قضايا المجتمع، عبر حكاية تدور حول «عبلة» التي تتزوج من شاب مواطن، وترزق منه بطفل، ولكنهما لا يستطيعا تكملة مشوار الحياة معاً، فيقطع الطلاق أواصر العائلة، لتبدأ هي بالمطالبة في حق ابنها في الميراث، ما يدخلها في نفق من الصعوبات والمشكلات التي تواجهها من أجل المحافظة على حق ولدها.

في المقابل، يرتدي الفنان عبد الله زيد في رمضان الحالي، عباءة جديدة، في مسلسله الجديد «حدك مدك»، الذي يطل فيه رفقة جمعة علي، بعد أن تحولا إلى ثنائي ناجح بعد تقديمهما لمسلسلي «حبة رمل» و«شبيه الريح».

الدراما المحلية هذا العام، تستقي أحداثها من أرشيف الشاعر النبطي الإماراتي الماجدي بن ظاهر، والذي يطل على الجمهور من خلال مسلسل «الماجدي بن ظاهر»، حيث يجسد الفنان سلطان النيادي فيه شخصية الشاعر الراحل، ويرافقه فيه الفنان جاسم الخراز، إلى جانب الفنان بلال عبد الله.

ميزة هذا العمل يكمن في طبيعة الشخصية التي يؤرخ لها، لا سيما أن «ابن ظاهر» (1781 -1871) كان يعد أحد الوجوه الثقافية البارزة في ذلك الزمن، فضلاً عن كونه تاجر لؤلؤ في رأس الخيمة، حيث جمع قبل أن يبلغ من الكبر عتياً، بين العمل اليدوي والتجارة، إلى جانب كونه شخصية ثقافية، لها حضورها في الشعر النبطي.

«قلم حصة»

تفاصيل كثيرة تحملها الدراما الخليجية بين ثناياها هذا العام، ففي الوقت الذي تتلبس فيه الفنانة حياة الفهد في «مع حصة قلم»، شخصية المصابة بـ «الزهايمر» الذي يجبرها على نسيان كل ما يدور حولها، فتضطر إلى الاحتفاظ بورقة وقلم لتدوين أبرز الأمور، تصافح زميلتها الفنانة سعاد عبد الله جمهورها هذا العام، عبر عملين، أولهما «عبرة شارع»، حيث تقدم فيه وجبة من القضايا الاجتماعية ذات المضامين الثرية، وتلتقي فيه مع جمال الردهان وداوود حسين، في حين تواصل سعاد هذا العام تقديم الجزء الثاني من مسلسل «هم نوايا» من تأليف الكاتبة نوف المضف، وإخراج الفنان عيسى ذياب، حيث تواصل فيه سعاد ارتداء عباءة «شيخة» التي تعود على أن تعيش معاناة الآخرين بتفاصيلها، خصوصاً معاناة أبنائها.

صراعات اجتماعية وقضايا أخرى، تستعرضها هذا العام الفنانة بثينة الرئيسي والفنان محمد المنصور في «محطة انتظار»، الذي تولى إخراجه خالد جمال، فيما خط نصه أنفال الدويسان، في حين ترتدي الفنانة هدى حسين، زي الطبيبة النفسية، في «عطر الروح»، حيث تتولى الإشراف على علاج أحد الأشخاص من ذوي أصحاب الهمم، لتتشابك خطوط العمل في متاهة من العلاقات الإنسانية المتشابكة والتغيرات الحادة التي تطرأ على حياتها وأسرتها.

ثلاثي في «روتين»

في المقابل، يجتمع الثلاثي محمد المنصور والهام الفضالة وخالد أمين، في مسلسل «روتين»، حيث يمتلك فيه كل واحد منهم شخصية ثرية درامية، تفيض بالتغيرات، في وقت يراهن فيه الثلاثي المنصور والهام وخالد أمين ومعهم المخرج عبد الله بوشهري، على قدرة العمل في اكتساب ود الجمهور خلال الشهر الكريم، حيث وصفوا العمل بأنه «حالة من التجليات الفنية».

«بات نايت» عنوان لعمل كوميدي، وصفه المنتج الكويتي عبد الله السيف بأنه ضخم، العمل من تأليف الشاعر علي المعتوق، وإخراج محمد دحام الشمري، يتقاسم تجسيد بطولته كل من أحمد العونان، خالد المظفر، سلطان الفرج، نوف السلطان، أريج العطار.

وفي الوقت نفسه، تذهب الكاتبة سحاب في مسلسل «التاسع من فبراير» نحو منطقة جديدة في كتابتها الدرامية، حيث تسلط الضوء على العديد من القضايا المتعددة التي تحيط بشخصية الدكتور الأب الذي يجد نفسه في لحظة ما، أمام كم من التحديات التي تتطلب التفاف أسرته حوله لتجاوز تلك اللحظات العاصفة بالمتغيرات.

«سيطرة الحب على الناس وتأثير ذلك على أقرب الناس إليه، من خلال زوج له نفوذ وسلطة إلا أنه ضعيف أمام حب زوجته، التي تحرضه على والديه، وتمنعه من مساعدتهم وعدم التقرب إليهم وبالفعل ينصاع لكلمات زوجته، حتى يجد نفسه محاصراً في عدد من المشكلات والأزمات، وتكون زوجته أول من يتخلى عنه، في حين يجد والديه يقفان بجانبه»، تلك تشكل أبرز الخطوط الدرامية الخاصة بمسلسل «روز باريس» الذي يلعب بطولته محمد المنصور وأحمد السلمان، وهيا عبد السلام، وهو من إخراج حمد البدري، وتأليف سحاب.

كاتب صحافي

بنحو 27 عملاً، تخوض الدراما المصرية الماراثون الرمضاني، جلها تدور في فلك مكافحة الإرهاب، وتسليط الضوء على واقع الطبقات المتوسطة والفقيرة في المجتمع، كما تجنح في بعضها إلى محاربة الفساد في المجتمع، ولعل أبرزها مسلسل «عوالم خفية»، الذي يرتدي فيه الفنان عادل إمام، زي الكاتب الصحافي والروائي المعروف، الذي يدخل في أزمات ومشكلات كثيرة، بعد قراره نشر وثائق مهمة ترتبط بخيانة وفساد عدد من المسؤولين في الدولة ما يعرض حياته وحياة أسرته للخطر. ويشارك في هذا العمل الفنانة رانيا فريد شوقي، وفتحي عبد الوهاب وأحمد وفيق.

وبدوره يطل الممثل محمد رمضان، بزي ضابط جيش، في «نسر الصعيد»، حيث يسعى جاهداً إلى محاربة الإرهاب، في هذا العمل يروي محمد رمضان قصة «زين» الذي يمتلك سمعة طيبة في منطقته، ومعروف عنه حبه لوطنه، لذا يتم اختياره للانتقال إلى سيناء ومواجهة الإرهاب فيها، ويشارك في هذا العمل أحمد داوود، ووفاء عامر، وحنان سليمان، ومن منطقة الصعيد يأتينا مسلسل «طايع» الذي يلعب بطولته عمرو يوسف وسهير المرشدي، حيث تدور الأحداث حول الشاب «طايع» خريج كلية الطب، والذي يمتلك رأياً خاصاً في قضية الثأر، ولكنه يتعرض لمشكلات عدة، من بينها تورطه في تهريب الآثار، وخاصة أن أعز أصدقائه ضابط شرطة.

«أرض النفاق»

في حين يحارب أحمد عز ومعه أحمد بدير وأشرف زكي، الإرهاب على طريقتهم الخاصة، حيث يطلون معاً في مسلسل «أبو عمر المصري» الذي تدور أحداثه حول المحامي «فخر الدين» الذي أسس هو ومجموعة من أصدقائه المحامين الجدد «تنظيم» سلمي يسعى لإيجاد حلول لمشكلات وقضايا المواطنين البسطاء بعيداً عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها! إلا أن هذا التنظيم سرعان ما يثير غضب أحد الأجهزة الأمنية الذي لا يجد وسيلة قانونية لإيقافه، فيلجأ إلى تصفية أعضائه، ولكن ينجو «فخر الدين» من محاولة اغتياله والتي يقتل فيها ابن خالته «عيسى» فيهرب إلى فرنسا منتحلاً شخصية ابن خالته، ليقرر «فخرالدين» الانتقال للعيش بالسودان، وهناك يتحول إلى أحد قادة الجماعات الإرهابية المسلحة.

أما الفنان محمد هنيدي، ومعه هنا شيحة فيلعبان بطولة «أرض النفاق» الذي تدور أحداثه حول «مسعود» وهو أحد عمال الإنارة في الحي الذي يعيش في خلاف دائم مع زوجته بسبب دخله البسيط وحياته البائسة، وفي أحد الأيام تستدرجه الحياة ليتعرف على دكتور يدعى (ماضي)، الذي يقدم له "أخلاقاً" للبيع على هيئة حبوب، فيبدأ تناول الحبوب تباعاً، ليكتشف معها حياة جديدة.

«أفراح إبليس» 2

حول الأسر المصرية التي تنتمي للطبقة المتوسطة التي تعيش تحت خط الفقر وتعاني كثيراً، تدور أحداث مسلسل «رسايل» الذي تلعب بطولته مي عز الدين، حيث تجسد فيه شخصية فتاة تعيش مع والدها الذي يحال إلى المعاش، تحلم هذه الفتاة بأشياء تتحقق كما حلمت بها، منها أحلام تخص أقاربها وجيرانها، ومنها حلم شاهدت فيه والدها يعاني من مرض ويذهب للعلاج منه دون أن يخبرها.

ويعود مسلسل «أفراح إبليس» بجزء ثانٍ، يلعب بطولته جمال سليمان، حيث يستكمل فيه أحداث الجزء الأول والتي تدور حول «همام» رجل الأعمال الصعيدي، وزوجته «جملات» التي تجلب خادمة بغرض العطف عليها، إلا أن (همام) يقع في حب الخادمة، وعلى جانب آخر يحاول الاتصال بشخصيات ذات نفوذ من أجل السيطرة على تجارة الحديد.

في المقابل، يعود مصطفى شعبان عبر مسلسل «أيوب» الذي تدور أحداثه حول شاب مكافح يبحث عن فرصة عمل مناسبة، وبالفعل يصبح موظفاً في بنك، لكن بعد فترة من العمل يتم تدبير مكيدة له، تتسبب في دخوله السجن ظلماً، وهو ما يجعل تفكيره يتغير تماماً، ليبدأ بعد خروجه من السجن في حياته الجديدة التي يسعى فيها إلى الانتقام ممن ظلموه.

ثراء

يناقش مسلسل «حدك مدك»، الذي تنتجه مؤسسة دبي للإعلام، جملة من القضايا المجتمعية، صيغت في قوالب كوميدية، وتم تصويرها في مناطق متفرقة، ولأجلها بنيت قرية تراثية متكاملة المعالم في رأس الخيمة. والمسلسل الجديد يصب في خانة الأعمال التراثية، ومقتبس عن مسرحية تحمل العنوان ذاته، وقدمت قبل فترة من الزمن، وسلطت الضوء على قضايا اجتماعية عديدة، مثل سلبية: وسائل التواصل الاجتماعي، وقيمة بر الوالدين.

Email