استطلاع «البيان» يكشف أن أغلبية القراء تؤيّد تنظيمها الممنهج

ورش السينما للأطفال.. تحفيز للخيال وارتقاء بالثقافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«العلم في الصغر كالنقش في الحجر»، بهذا القول دأب الحكماء قديماً الحث على أهمية تعليم الأطفال في صغرهم، لتظل المعلومة راسخة في أذهانهم طوال الوقت، ولعل السينما غدت جزءاً لا ينفصل عن واقعنا، فهي العين التي نعاين من خلالها تفاصيل المجتمع، والطريق الذي يأخذنا نحو ثقافات متعددة، لم يكن بالإمكان التعرف عليها من دون الدخول إلى عوالم السينما الساحرة، تلك التي يتطلع كثر إلى دخولها، وتعلّم أساسياتها، بدءاً من وضع الفكرة ومروراً بكتابة القصة والسيناريو ووصلاً حتى ترجمتها في مشاهد مصورة على الشاشة الكبيرة، التي أصبحت في كل زاوية من هذا العالم، وكثر هم الذين يعتبرون أن السينما ليست جانباً ترفيهياً وحسب، وإنما هي ثقافة لا بد أن تتأصل في المجتمع، كونها من أقصر الطرق التي يتم فيها التعبير عن قضايا المجتمع.

ومع تكاثر شركات الإنتاج، انتشرت بشكل لافت المؤسسات التي تعنى بالطفل، وتسعى إلى تعليمه أساسيات السينما عبر ورش متخصصة تقدمها له، وتضعه في مواجهة صناعة السينما، بغية تحقيق المعرفة الكاملة لدى الأطفال وتنمية مواهبهم وخيالهم، من خلال إشراكهم في هذه الورش.

آراء

«البيان» وفي استطلاعها الأسبوعي، طرقت أبواب ورش السينما، وحاولت قياس مدى أهمية تقديمها للأطفال، ومساهمتها في تحفيز قدرتهم على الخيال، وتوسيع آفاق تفكيرهم وإدراكهم وقدراتهم على تحويل القصص إلى مشاهد مصورة.

ووفق نتائج الاستطلاع على موقع «البيان الإلكتروني»، فقد أيد نحو 61% من قراء البيان عقد ورش سينمائية متخصصة للأطفال، فيما اعتبر 39% منهم أن لا أهمية لذلك. في حين أن نتائج الاستطلاع على حساب الصحيفة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أشارت إلى أن 64% يؤيدون ذلك، مقابل 36% أبدوا رأياً مخالفاً لهم، بينما جاءت نتائج الاستطلاع على موقع «فيسبوك» مختلفة تماماً، حيث أكد 49% من المشاركين في الاستطلاع أهمية وجود ورش سينمائية متخصصة للأطفال، ليعارض الفكرة 51%، ممن لم يروا في ذلك أية أهمية.

 

تجوال

وفي هذا الصدد، تواصلت البيان مع المصور السينمائي محمد سالم، الذي اعتبر أن «السينما ثقافة يجب أن تدرس للجميع، بغض النظر عن الأعمار.

وقال: السينما عالم متعدد الأفكار، والآفاق، تمكن كل من يدخله من التعرف على جوانب مختلفة في المجتمع الإنساني، كما تتيح أيضاً التعرف على ثقافات العالم المختلفة، وأعتقد أنها تشبه، إلى حد كبير، عالم الكتب، فهي تمكن المشاهد من السفر نحو كل بلدان العالم، والتجول في شوارعها، والتعرف على قضاياها، وقصص أهلها، وثقافتهم، ومن هنا تأتي أهمية عقد الورش السينمائية المتخصصة للأطفال، التي باعتقادي تستطيع أن تضعهم على بداية الطريق، نحو احتراف العمل السينمائي، بحيث يكون الطفل عارفاً ماهية هذا العالم، ويدرك من خلال ما يتعلمه في هذه الورش، طبيعة الرسائل التي تقدمها له الأفلام، ويصبح بإمكانه التفريق بين الرسائل الإيجابية ونظيرتها السلبية، لأن السينما في الواقع سيف ذو حدين، إن لم تستخدم بطريقة صحيحة يكون لها جوانب سلبية على المجتمع.

وأشار محمد سالم إلى أن الورش السينمائية تمكن الأطفال من تعلم طرق سرد القصص وترتيب الأحداث، وتمكنهم من الكتابة والتعبير عما يدور في خواطرهم، كما تعلمهم أيضاً طرق الوصف التصويري بلغة السينما، وتعلم أصول التصوير واستخدام الكاميرات والإضاءة وتوزيعها واستخدام الكوادر الفنية، حيث يصبح الطفل مع مرور الوقت قادراً على امتلاك الشجاعة للوقوف أمام الكاميرا وخلفها.

 

تحفيز

من جانبها، أكدت السيناريست نرجس المودن أهمية وجود ورش سينمائية متخصصة للأطفال. وقالت: في عهد الصوت والصورة الذي نعيشه حالياً، لا بد من الاهتمام بتقديم الورش السينمائية المتخصصة للأطفال، وذلك لقدرتها على تعليمهم طرق التعبير عن واقعهم، وتساهم في تطوير خيالهم وتحفز من طاقاتهم الإبداعية.

وأضافت: في عصر الصورة، لا بد من العمل على تعزيز التربية الإعلامية والفنية لدى أطفالنا، كونها تعد أداة تسهم في ترسيخ حس النقد لديهم، حول ما يتلقونه من رسائل في السينما ووسائل الإعلام. وأشارت إلى أن الورش السينمائية ترسخ ثوابت الثقافة الفردية، التي تعد بمثابة الرواسب الشخصية لكل شيء يدركه الشخص ويستوعبه في بيئته.

وقالت: من الملائم، في وقتنا الحالي، أن يكون للأطفال ثقافة بصرية سمعية، والورش السينمائية بلا شك ستكسبهم هذه الثقافة، وعن طريق الأفلام سيكتشف الأطفال عوالم جديدة، تساعدهم على تطوير ذكائهم العاطفي، وفهم الحياة ومواجهتها، وعلينا ألا ننسى أن أطفال اليوم، هم سينمائيو الغد، ولذلك يتوجب علينا أن نبدأ بعملية بنائهم من الآن.

Email