الذكاء الاصطناعي وجد لمساعدة الصحافي

خبراء إعلاميون: ثورة الروبوتات لن تستبدل الصحافيين

الذكاء الاصطناعي عامل مساعد في العمل من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الذكاء الاصنطاعي بات أكثر المواضيع انتشاراً في الآونة الأخيرة ليصبح مرتبطاً بمحاور ونقاشات المنتديات الاقتصادية والإعلامية والحكومية وغيرها ويتصدر عناوين الصحف والمواقع العربية والأجنبية.

وبحسب تقرير نشرته شركة ماكنزي آند كومباني، 45 % من وظائف البشر في الشرق الأوسط ستزيلها الروبوتات بحلول 2030، مما يؤثر على أكثر من 20 مليون موظف أي ما يعادل 366.6 مليار دولار من أجور الموظفين.

«البيان» التقت عدداً من الخبراء في مجال الإعلام لمناقشة انعكاسات ثورة الروبوتات على مهنة الصحافة.

المهنة الأقل تضرراً

«الصحافة حالها كحال باقي المجالات ستتأثر بالذكاء الاصطناعي حيث ستعمل الآلات على تغيير طبيعة عمل الصحفي لكنها لن تستبدله لأنها لا تملك حس الإبداع والإدراك الذي يملكه الصحافي» بهذه الكلمات بدأت البروفيسورة دانييلا روس، مديرة مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس حديثها لـ «البيان» حول ما إن كان سيلقي الذكاء الاصطناعي بظلاله على طبيعة العمل الصحفي.

وقالت إنه بوسع الآلات أن تتذكر الحقائق بشكل أفضل مما نستطيع كما يمكنها أن تعالج البيانات وتقوم بتحليلها، لكن الصحفي هو من سيضع سياق المادة ولمساته الإنسانية عليها، مشيرة إلى أن المجال الصحفي قد يكون الأقل تضرراً بثورة الروبوتات.

صنع القرارات

أيهما سيكون أقل تحيزاً أثناء كتابة الأخبار: الصحافي البشري أم الروبوت؟ قد يبدو هذا سؤالاً شائكاً لدى العاملين في المهنة وقد يثيرنا لمراجعة السلوك البشري. بيدرو سيلوس، مدير برنامج ماجستير القيادة والابتكار في وسائل الإعلام المعاصرة والأستاذ المساعد لدراسات الاتصالات والمعلومات في الجامعة الأميركية في دبي قال رداً على هذا السؤال:

«نميل إلى إقامة علاقة قوية بين الميثاق الأخلاقي والنشاط الآلي فقد نظن أن الروبوتات باستطاعتها اتخاذ قرارات أفضل وأكثر أخلاقية من البشر كونهم يتحررون من التحيز بأشكاله المختلفة.

الصراع بين الروبوت والصحافي ليس به فائز، وهنا أوضح سيلوس أن البشر يمكن أن يرتكبون أخطاء كبيرة إلا أنهم يتفوقون على الروبوتات من ناحية القدرة على صنع القرارات والذكاء العاطفي خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالقرارات الإنسانية».

وأشار سيلوس إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يكون سببًا للخوف خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعملون في المجالات التي تتطلب التفكير التحليلي كما هو الحال مع الصحفيين والأساتذة في الجامعات. أحد أدوار الصحفي تتمثل في تسليط الضوء على الحقائق وفصل ما هو ذي صلة عن ما هو دون قيمة، الأمر الذي تعجز الروبوتات عنه.

تحسين الجودة

المؤسسات الصحفية الكبرى استعدت للأتمتة بطريقة يتكامل فيها عمل الصحفي البشري مع الآلة. ليزا جبس مسؤولة استراتيجية الذكاء الإصطناعي في وكالة أسوشييتد بريس الأميركية أوضحت أنهم بدأوا باستخدام الروبوتات في جمع البيانات وكتابة بعض الأخبار حيث تقوم الآلات بتعبئة قوالب معدة مسبقاً للأحداث الرياضية وأخبار الشركات المالية.

أضافت تخيل كم من الوقت يمضيه الصحفي في تدوين التسجيلات الصوتية لا تتطلب مهارات نوعية! فبينما يعاني الصحفي من هذه المهنة الروتينية، فإن الذكاء الاصطناعي سيساهم بشكل فعال في إعطاء الصحافيين الوقت للتركيز على العمل الميداني والقيام بتحقيقات صحفية والاستماع لقصص الأفراد، وبالتالي تحسين جودة العمل الصحفي.

وأفادت جبس أن أسوشييتد بريس تستخدم الآلات لإجراء مسح على البيانات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لإيجاد الأخبار العاجلة أو معرفة عما يتحدث عنه الناس للاستفادة من ذلك في كتابة قصة خبرية.

المذيع الروبوت

هل من الممكن أن نشهد قريبا مذيع روبوت على الشاشة؟ فكرة لم تستبعدها الإعلامية والمذيعة في قناة دبي مايا حجيج التي قالت إن استخدام الروبوتات في الحقل الإعلامي سيشهد تطوراً محتملاً ليس فقط خلف الشاشة لتحليل البيانات وإنما أمامها ليصبح مذيعاً للنشرة الإخبارية.

وأشارت إلى أن الإعلام الاقتصادي سيتأثر بشكل واسع حيث أصبحت برامج معينة تعد الأخبار الاقتصادية فيما قد يتم قريباً الاستغناء عن المذيع الاقتصادي لتدير الروبوتات البرامج الاقتصادية على الشاشة.

وأكدت حجيج على أهمية الحس الإنساني والتفاعل بين مقدم البرامج والمشاهدين ذلك الذي بدأ يتلاشى تدريجياً في العلاقات الاجتماعية مع الثورة الرقمية وسيكون من المؤسف أن يفقد هذا الحس على الشاشة مع هيمنة الذكاء الاصطناعي.

كلمات دالة:
  • الذكاء الاصطناعي،
  • ثورة الروبوتات،
  • صحافة،
  • إعلام،
  • تحليل البيانات،
  • المذيع الروبوت،
  • الصحافي
Email