تنظمه جامعة زايد

«بحوث التراث الإماراتي» يضيء على وثائق دبي التاريخية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس، فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر بحوث التراث الإماراتي، الذي تنظمه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة، تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد، بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد للتراث وبلدية دبي، ويستمر على مدى يومين، في مركز المؤتمرات بحرم جامعة زايد في دبي.

وتعقد هذه الدورة، تحت عنوان «وثائق دبي التاريخية»، حيث رافقها معرض، ضم عدداً كبيراً من الوثائق التاريخية الأصلية، التي وفرت مجالاً خصباً للمشاركين في المؤتمر، لاستعراض تاريخ إمارة دبي، ونقاط التحول التي شهدتها الإمارة عبر مسيرتها، من خلال وثائقها الأصلية، فضلاً عن استلهام هذه الوثائق في استشراف المستقبل ورسم ملامحه، علاوة على مناقشة أفضل السبل للحفاظ على هذه الوثائق وحمايتها، وبخاصة في ما يتعلق بالنظم والوسائل الإلكترونية الحديثة المستخدمة في هذا المجال.

وفي مستهل كلمات المؤتمر الذي حضره عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لاحياء التراث ، رفع الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، باسم المؤتمر، أسمى آيات الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة، متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، الذين يحرصون على توفير كل السبل الكفيلة بتطوير التعليم على اختلاف مستوياته، باعتباره حجر الزاوية في بناء الإنسان وصقل شخصيته، وتطوير مفاهيمه، وتحمله مسؤوليات العمل للحفاظ على مكتسبات الوطن ونهضته الشاملة، التي يشهدها في كل المجالات.

أجيال إماراتية

وقال: إننا نرى ونلمس سعي الجميع في بلادنا لإيجاد وتعزيز منظومة تعليمية تبني أجيالاً إماراتية متعاقبة، تواكب تحديات العصر، وتنشغل بأحدث تطورات العلوم، وتتشبّث بالهوية الإماراتية الأصيلة، وقيمها المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومن الموروث الثقافي الثري للآباء والأجداد. وتستهدف جميع هذه المساعي، الوصول معاً إلى تلبية متطلبات الأجندة الوطنية، وتحقيق رؤية الإمارات2021، في التركيز على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، يتوخى خططاً تعطي الفرصة لإدخال كل مستجدات المحتوى العلمي، والمبادرات المحلية الصادرة عن القيادة الرشيدة في الدولة، والأحداث العالمية الجارية.

وأكد المهيدب، أن هذا النوع من المؤتمرات، يساعد الطالبات على التعمق في التاريخ، واستلهام هذه الوثائق في استشراف المستقبل ورسم ملامحه، علاوة على مناقشة أفضل السبل للحفاظ على هذه الوثائق الأصلية وحمايتها، وبخاصة في ما يتعلق بالنظم والوسائل الإلكترونية المستخدمة في هذا المجال.

دور تكاملي

وألقى راشد بن مرخان نائب الرئيس التنفيذي مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، كلمة، قال فيها: إن مشاركة المركز، تأتي تجسيداً للدور التكاملي لمؤسساتنا الوطنية، حيث يتشرف بوصفه منصة لجميع مبادرات وبطولات وأنشطة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، المعنية بالتراث، والتي تسعى بمجملها إلى ترسيخ موروثنا الثقافي لدى الأجيال الناشئة، وتعزيز وعيها بالقيم والعادات والتقاليد الأصيلة في مجتمعنا، وتفعيل مشاركته في الحفاظ على الهوية الوطنية، بتقديم الرعاية الرسمية لمؤتمر جامعة زايد للعام الثاني، لدعم الكوادر الشابة والعلم والابتكار والجوانب الأكاديمية والتراث الإماراتي، وذلك حفاظاً وتعزيزاً للهوية الوطنية، ودعماً للثقافة والعلم والمعرفة.

مراجع وأدلة

من جهته، أوضح عبد العزيز محمد الشحي رئيس مركز الوثائق التاريخية لبلدية دبي، في كلمته، إن المركز تم تأسيسه في عام 2016، لجمع والحصول على الوثائق التاريخية لدبي، وكذلك الإشراف على ترميم الوثائق التاريخية، والحفاظ عليها من الأضرار والخسائر، وإعداد الدراسات التاريخية والوثائقية حول الإمارة.

وأضاف: سيتبنى المركز أفضل الممارسات في إعداد وتنفيذ برامج ترميز وفهرسة وحفظ وتنظيم تداول الوثائق التاريخية وإتاحتها للباحثين. وشدد على الجهود المتواصلة للبلدية في تجميع هذه الوثائق القيمة، التي يمكن أن تساعد في توثيق تاريخ دبي والإمارات العربية المتحدة.

وأكد على أهمية الوثائق في إبراز التاريخ، وإعطائه جانباً ملموساً وأكثر مصداقية، قائلاً: كانت بلدية دبي السباقة في إنشاء مركز خاص بتجميع الوثائق التاريخية، ولدينا في جعبتنا لحد الآن، أكثر من ١٠٠ ألف وثيقة تاريخية، يستفيد منها الباحثون والطلبة في دراستهم حول تاريخ الإمارات، ويستخدمونها كمراجع وأدلة.

جلسات وورش

يضم المؤتمر جلستين تعليميتين، الأولى بعنوان: تاريخ تطور خدمات البنية التحتية في إمارة دبي، في الفترة ١٩٠٠- ١٩٧١، والثانية بعنوان: تطور الوسائل الأمنية في جواز دولة الإمارات العربية المتحدة، وورشة عمل بعنوان: ورشة ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية.

وسيناقش المؤتمر في جلساته اليوم، تاريخ تطور خدمات البنية التحتية في إمارة دبي في الفترة 1900-1971، الذي أعدته د. فاطمة الصايغ، أستاذة التاريخ والمجتمع بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وبحثاً عن الحصون القديمة والقلعة في إمارة دبي، يقدمه سعيد خميس السويدي اختصاصي الأنساب وخبير البحوث في وزارة شؤون الرئاسة، وسيقدم الرائد خالد ناصر العلي رئيس التدريب الأمني المتخصص في الدليل العام للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، جلسة حول تطوير الوسائل الأمنية في جوازات السفر الإماراتية، وأخيراً، ستشمل الفعاليات، ورشة عمل أكاديمية، حول ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية، تقدمها بشرى داخوج رئيسة قسم استعادة المخطوطات والوثائق التاريخية في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.

حضر المؤتمر، ممثلون عن مركز الوثائق التاريخية، وجمعية التراث العمراني، وقسم الترميم والآثار وإدارة المساحة ببلدية دبي، ومتحف معبر الحضارات، ومركز جمعة الماجد، وجمعية الإمارات لهواة الطوابع، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، وهي الجهات المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر.

تكريم

كرّم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، طالبات جامعة زايد، لمساهمتهن الممتازة في المسابقة السنوية الثالثة للأبحاث العلمية، منوهاً بجميع الجهود التي بذلها أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، لنشر العدد الثالث من مجلة «إضاءات الإمارات»، التي نشرها المركز.

Email