نتائج استطلاع «البيان» تكشف رفض الجمهور لحضورهم في المجال

نجوم التواصل الاجتماعي في الدراما.. سلاح ذو حدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلاح ذو حدين هو وجود مشاهير التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية. تلك هي النتيجة الرئيسية التي خلص إليها استطلاع «البيان» حول أهمية ودور حضور هؤلاء في الأعمال الدرامية.. ورأي أفراد الجمهور في الشأن.

فمن جهة، وطبقاً للقراءة التحليلية لبيانات الاستطلاع، قد يكون حضورهم في هذا النوع من العمل الإبداعي منقذاً للعمل وطريقاً لتوسيع رقعته الجماهيرية، لإتقان بعضهم لـ«لعبة التسويق» في ميادين التواصل الاجتماعي، ومن جهة أخرى، ربما يكون وجودهم هذا سبيلاً لسطحية العمل، بفعل عدم تمتعهم بخبرة الممثل وحرفيته في تقمص الشخصيات، أو معرفة طرق الإلقاء والتأثير في الجمهور، ما قد يضر به، لا سيما وأن للعمل الفني أصوله وتقاليده، ولكل فنان الكاريزما الخاصة به، التي تمكنه من إقناع الجمهور بما يقدمه.

وجود نجوم التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية، يبدو أنه يسير في طريقه ليصبح ظاهرة، لا سيما بعد مشاركة عدد منهم في بعض الأعمال التلفزيونية والمسرحية المحلية، الأمر الذي قد يقصي الفنان الحقيقي عن الواجهة، نتيجة احتلال هؤلاء النجوم لهذه المساحة، خاصة وأن جلهم نجح في وضع اسمه في قائمة العاملين في «بيزنس» الإعلانات، التي فتحت عليهم مصادر دخل إضافية.

الحصة الأكبر

وجاءت الحصة الأكبر في نسب وبيانات استطلاع «البيان» الأسبوعي المنشور على موقعها وحساباتها على «تويتر» و«فيسبوك»- والمتركز على معرفة نسب ومدى تأييد أفراد الجمهور أو رفضهم لوجود مشاهير التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية الدرامية، من نصيب الرافضين لوجود هؤلاء في الأعمال الفنية، حيث أشارت نتيجة الموقع الإلكتروني إلى أن 69% يرفضون وجودهم، في حين اختار 31% عكس ذلك، بينما بينت نتائج الاستطلاع على موقع «تويتر» اتفاق 77% من المستطلعة آراؤهم على رفض وجودهم، بينما وافق 23% على ذلك، وقاربت نتائج الاستطلاع على موقع «فيسبوك» بقية النتائج، حيث أجمع 72% على رفض وجود مشاهير التواصل الاجتماعي في الأعمال المحلية، بينما صوت 28% لصالح وجودهم في هذه الأعمال.

شروط

وكما للجمهور رأيه في هذه الظاهرة، كان لأهل الفن رأيهم الخاص، ففي تعليق له، أيد الفنان المسرحي عمر غباش، وجود مشاهير التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية، ولكن بشروط محددة، حيث قال لـ«البيان»: «أعتقد أن الاستفادة من مشاهير التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية المحلية ليس خطأ كبيراً، وشخصياً لا أعترض على ذلك، ولكن طالما وجد، فيجب أن يقنن، لأنه ليس كل فاعل على شبكات التواصل الاجتماعي لديه القابلية لأن يكون فناناً ومالكاً لقدرة الوقوف أمام الكاميرات، أو القدرة على حفظ الحوارات التي تعطى إليه لأداء مشهد معين».

مؤكداً في هذا الصدد، على ضرورة إخضاعهم إلى جملة من الاختبارات سواء على صعيد اللغة العربية.. والإلقاء والتمثيل والأداء أمام الكاميرا، واستخدام الاكسسوارات، وغيرها من الأمور.

جزء من المجتمع

أما السيناريست محمد حسن أحمد، فقال: «الفن لا يرفض أي شيء حوله من أفكار وتوجهات».

وأضاف: من جانبي، أعتبر أن مشاهير التواصل الاجتماعي، جزء من المجتمع، وبالتالي فحضورهم في كافة المجالات، ومن بينها الفن، هو أمر طبيعي، وبالتأكيد أن هناك جزءاً مهنياً وإبداعياً، يجب الالتفات إليه، وهو ما يفرضه الفرد المبدع، سواء كان ممثلاً مغموراً أو مشهوراً، ولنفترض مشهورا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبه، علق المخرج إياد الخزوز في اتصال مع «البيان»، بالقول: ليس بإمكان كل شخص مشهور أن يصبح ممثلاً، والأكاديميات فقط هي الوحيدة القادرة على رفد الدراما والمسرح بالفنانين المحترفين، فضلاً عن أن العمل الجماعي هو إحدى سمات الفن، وبالنظر إلى أرض الواقع نجد أن مشاهير التواصل الاجتماعي يعملون بشكل منفرد. وقال: ليس من الضروري أن يَصلُح مشاهير التواصل الاجتماعي للتمثيل، وإن أرادوا ذلك، فعليهم البدء فيه بشكل طبيعي، وأن يأتوا إليه من خلال الأكاديميات والعمل في المسارح، حتى يتمكنوا من الاستمرار والنجاح فيه.

وأشار إلى أن الجمهور الذي تقبل وجود هذه الشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي، لن يتقبلها كثيراً في مجال الفن، الذي يختلف العمل فيه تماماً عن ساحات التواصل الاجتماعي.

Email