استطلاع «البيان » يؤكد أن ترسيخ أهمية الثقافة التشكيلية أحد أبرز الحلول

اقتناء الأعمال الفنية مخزون ثقافي تلاحقه تهمة «الكماليات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقتناء الأعمال الفنية هي إحدى هوايات النخبة كما يقال، ولكنها باتت ظاهرة كبيرة وآخذة في التوسع، يلجأ اليها الكثير من المهتمين وقد تكون فكرة اقتناء الأعمال الفنية ضعيفة أو غير واضحة لدى البعض، بسبب غياب الثقافة الفنية التي يعدها البعض ترفاً أو من الكماليات، ومن خلال النظر إلى الثقافة الشعبية العربية التي تمثل أغلبية السكان، فهم لا يأبهون بعمل فني، ولا تعنيهم أن تكون هناك لوحة لفنان عالمي معلقة على جدران بيوتهم، لذلك كانت نتيجة الاستطلاع الذي قامت به «البيان» عبر موقعها الإلكتروني أن 70% لا يرون أن هناك فائدة من اقتناء الأعمال الفنية، في حين ارتفعت هذه النسبة المؤيدة على موقع «فيسبوك» لتصل إلى 73%، بينما كانت نتيجة «تويتر» أقل من ذلك لتصل إلى 67%.

وتكشف بيانات استطلاع "البيان" أن تعزيز وتوسيع الثقافة التشكيلية في المجتمع يمثل أحد الحلول لجعل اقتناء الأعمال الفنية حالة سائدة في المجتمع توفر دعم مبدعينا.

مخزون ثقافي

«البيان» التقت الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، الذي يعتبر أحد المقتنين للأعمال الفنية في الدولة للحديث عن أهمية اقتناء وتجميع الأعمال الفنية، فيقول: «نحن كمقتنين نساعد الدولة على تكوين وتجميع مجموعة فنية تكون لها قيمة معنوية، إضافة إلى القيمة المادية، هذا يعني أنه يكون لدينا في الدولة مخزون من الأعمال الفنية التي تزيد القوة الناعمة للدولة، وحالة جمعنا واقتنائنا للأعمال العربية والإسلامية والتحف والآثار تجعلنا مركزاً للثقافة العالمية والثقافة الإسلامية والعربية، إضافة إلى أن هذه الأعمال تزيد قيمتها من سنة إلى أخرى، وقد يستثمر الأفراد من شراء الأعمال الفنية، حيث تزيد قيمة العمل الفني مع مرور الوقت، إضافة إلى القيمة الجمالية التي تضفيها على المكان وإعطائها الطابع الانفرادي، كما أن لدينا عدة مقتنين في الإمارات لديهم مجموعات مهمة، وأتمنى أن يتبع الشباب خطاهم ويبدؤون الاقتناء.

تشجيع الفنانين

وأوضحت عليا زعل لوتاه، مساعد أمين مقتنيات الفن الحديث والمعاصر بمتحف اللوفر بأبوظبي، لـ«البيان»، أهمية اقتناء الأعمال الفنية بالنسبة إلى المجتمع، وقالت: «أهمية الاقتناء مهمة لعدة أشخاص كفنان أو أشخاص وللمجتمع والمتاحف، وتكمن أهميتها للمجتمع من خلال ازدياد أعداد المقتنين للأعمال الفنية، حيث تنتشر الأعمال واللوحات الفنية، لأن بعض المقتنين يعرضون هذه الأعمال لدى الأصدقاء والجمهور، وهو كذلك فيه تشجيع للآخرين على الاقتناء وللفنانين بزيادة الإنتاج، كما أنه يعطي إحساساً للفنان بوجود عوامل تشجعهم على الإنتاج أكثر، وبالنسبة إلى اقتناء المتاحف فهو شيء أساسي في كل متحف، ويعتمد على طريقة عرض المقتنيات إذا كانت إعارات أو مقتنيات أو معارض مؤقتة، ولكن الأعمال الدائمة للمتحف واقتناءها كمؤسسة تابعة للأفراد أو للدولة، قد تكون دافعاً جيداً للطلبة وللهواة، وهي تعتبر فرصة للطلبة والمهتمين لمشاهدة الأعمال عن قرب والاستفادة منها في دراستهم».

Email