محمد عبلة يحوّل بريشته ثقافات بلدان وحكاياتها إلى رموز ودلالات

«طريق الحرير» رحلة تشكيلية عبر الزمن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 تأخذ أعمال الفنان التشكيلي المصري، محمد عبلة، الزائر خلال جولته في معرضه الفردي «طريق الحرير»، إلى عوالم يجمع فيها بين أجواء الخيال، كألف ليلة وليلة، أو كليلة ودمنة، والشعبي منها، كعنتر وعبلة، وبين ثقافات بلدان، وصولاً إلى رسومات الإنسان القديم في الكهوف. لتحمل كل لوحة رموزها ودلالاتها من عوالم الصحراء إلى صراعات المدينة وفكرة الحياة والموت.


وتتجلى في لوحاته، خصوصية أسلوبه الفني المستلهم من التراث والفولكلور المصري، سواء في رسم ملامح الشخوص، كما في لوحته «الأميرة»، التي استخدم فيها الألوان الأفريقية الحارة، أو لوحة «قصص الصحراء»، التي تعكس أسلوب عيش سكانها بألوان الكثبان.

أما لوحة «مدينة النحاس» الجرداء المهجورة من السكان، فلا يسكنها سوى الغربان، فتدفع الزائر إلى التساؤل عن المأساة التي حلت بتلك المدينة، ليبقى منها مجرد أطلال أعمدة.


كركوز وعيواظ
تكمن خصوصية وجماليات لوحات أعمال عبلة في هذا المعرض، في اعتماده تقنيات فنية متنوعة، استخدمها الأسلاف، ليوائم في ما بينها بأسلوب الكولاج.

حيث استلهم من مسرح خيال الظل «كركوز وعيواظ»، الذي ظهر في الصين في القرن الرابع عشر ميلادي، تقنية رسم شخوصه وكائناته المتمفصلة بحركتها، ومن ثم، تلوينها وقصها لتأخذ مكانها المنشود، واستخدام المؤثرات اللونية لفن الإيبرو، الذي يعود للقرن الثاني عشر، والذي تطور في عصر الإمبراطورية العثمانية، في إطار الفن الإسلامي، ليعود في لوحات أخرى إلى زمن ما قبل التاريخ.


قصة شعبية
وتعكس لوحات عبلة وتقنياته التي استخدمها، رحلة بحثه في تاريخ طريق الحرير، وسفره إلى العديد من تلك البلدان، كالهند وسوريا والعراق. وفي كل لوحة يجسد قصة شعبية تحمل معاني رمزية بين الواقع المعاصر والتاريخ. وترمز لوحته «مدينة النحاس»، إلى قصة شعبية باكستانية، والتي تحكي عن تحول جميع سكان المدينة إلى نحاس، باستثناء الأميرة المأسورة في برج قلعة.


ويدرك الزائر الذي تعرف إلى أعمال عبلة في دبي عام 2012، أنه على الرغم من اختلاف التقنيات التي استخدمها الفنان، والتي خرج بها من حدود التعامل مع اللوحة بالألوان فقط، إلا أنه لا يزال في إطار هويته الفنية التي تتميز بالبساطة والعفوية، مع العمق في الطرح.

مبادرات
تعكس مبادرات الفنان محمد عبلة (1953)، التزامه الإنساني تجاه مجتمعه، مثل تأسيسه لمراكز فنية تساعد على صقل مواهب الناشئة، منها «مركز الفيوم الفني»، الذي أنشأه عام 2007 بمصر، إلى جانب تأسيسه لأول متحف لفن الكاريكاتور في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في الفيوم أيضاً.

Email